لم أر الحبيب الأستاذ جمال الغيطانى ولو لمرة واحدة، ولكننا كنا نلتق فكريا فى كثير من الأمور عبر المراسلات مع أخبار الأدب إبان فترة رئاسته لتحريرها أو من خلال الاتصالات الهاتفية، وكان يطلق على شخصى المبدع الذى يعيش فى آخر بلاد العالم، كان آخر اتصال لى معه من القاهرة وكان مصمما أن أزوره فى أخبار الأدب - أخبار اليوم - ولكننى اعتذرت له فى كونى أعد العدة لرحلة عودتى من حيث أتيت.
كان الراحل الذى أقدره جداً خصوصا عندما قال لى رأيه فى قصيدة لى تم نشرها فى مؤلف تحت عنوان ألا تعرفين؟، وتم نشرها فى أخبار الأدب بعد خمسة عشر عاما، وكما هى ولكن تحت عنوان آخر "كبرياء"، وما زلت أتذكر قوله أن ذلك يحدث كثيرا، ولكن أول ناشر للعمل أو المصنف يعد صاحب العمل الفعلى.
كانت روايات المرحوم جمال الغيطانى ذات مذاق خاص مثل الزينى بركات وغيرها، وكان عموده" نقطة عبور" ومنبره الثقافى الذى كان يطرح منه بل ويدخل من خلاله لعمق مشاكل المجتمع محللا وواضعا أفضل الحلول لكل مشكلة، وكان وطنيا ومخلصا لبلده مصر التى أحبها حتى النخاع، ولم ينفصل فى أى يوم عن الزود عنه مهما كانت المغريات.
ومرت الأيام حتى جاء الوقت الذى حدده الله له وعبر صاحب "نقطة عبور" للسماء .. ألف رحمة عليه، وأقول له لا يمت من عاش فى قلوب الناس وأنت كنت من خيرهم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة