شوال هو الشهر العاشر من السنة القمرية أو التقويم الهجرى . ويحتفل المسلمون فى أول يوم من الشهر بعيد الفطر المبارك ويرجع تسمية شهر شوال بهذا الاسم حيث قيل إنه يتم فيه تشويل لبن الإبل، وهو توليه وإدباره فى وقت اشتداد الحر. وقيل بل سُمّى كذلك فى موسم كانت الإبل تشول بأذنابها أى ترفعها، فالناقة الشائل هى اللاقح التى ترفع ذنبها للفحل فيكون ذلك علامة على طلبها اللقاح فى ذاك الوقت من السنة.
وهناك رأى أخير يعزو الاسم إلى أنهم قالوا فيه شَوَّلوا، أى ارتحلو لأنهم كانوا يهربون فيه من الغارات، إذ تكثر فيه الغارات تعويضًا عما بعده من الأشهر الحرم الثلاثة "ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم" فيلجأون إلى أمكنة يتحصّنون فيها.
ومِن فضائل شهر شوَّال ومِن خَيْرِهِ وبَرَكَاتِهِ: أنَّه يُرْجَى فِيهِ الخَيْرُ والبركَةُ لمن تزوَّجَ فِيهِ أو بَنَى بأهلِهِ، فقد ثبتَ عن أُمِّنا عائشةَ (رضى الله عنها) أنَّها كانت تقولُ: «تَزَوَّجَنِى رَسُولُ اللهِ (صلى الله عليه وسلّم) فى شَوَّال، وَأُدْخِلْتُ عَلَيْهِ فِى شَوَّال، فَأَى نِسَائِهِ كَانَتْ أَحْظَى عِنْدَهُ مِنِّى... »[1].
ففى هذا الحديث أنَّهُ يُستَحبُّ أن يقعَ الزَّواجُ والبناءُ والدُّخُولُ فى هذا الزَّمان المُبَارك، لأنَّهُ الزَّمانُ الّذى تزوَّجَ فيه رسولُ الله عائشةَ .
وعن ثوبانَ (رضى الله عنه)، مَوْلَى رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم)، عن رسولِ اللهِ (صلى الله عليه وسلم) قالَ: «مَنْ صَامَ سِتَّةَ أيَّامٍ بَعْدَ الفِطْرِ كَانَ تَمَامَ السَّنَةِ، مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا».
وفى روايةٍ: «صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ وَصِيَامُ سِتَّةِ أَيَّامٍ بِشَهْرَيْنِ، فَذَلِكَ صِيَامُ السَّنَةِ»[7].
فمِن بَرَكَةِ شهرِ شوّال والخيرِ الّذى فيهِ أنَّهُ مَن صَامَ ستَّةَ أيَّامٍ منهُ مع صيامِ رمضانَ حصلَ لهُ بهِ أجرُ وفضلُ مَن صامَ السَّنَةَ كُلَّهَا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة