يوسف إسحق يكتب: إلزم مقامك وارتقى به

الثلاثاء، 20 يونيو 2017 10:00 م
يوسف إسحق يكتب: إلزم مقامك وارتقى به ورقة وقلم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أبدعَ الإنسان الأدب حينما أرادَ أن يُعبر عن الجمال المُحيط به، ويشرح مكنونات النفس وخواطرها، فما لبث أن أختلق مفردات واشتق كلمات، تُجيز التعبير عما يود أن يقوله، بإسلوب راقٍ يؤثر فى النفوس ويهذبها .

ووُضع للناس أن يكونوا رتبٌ ودرجات، إذ كُل منا له مقام لا يعادله أى مقام فى الأرض، تكريما للإنسان، فكلما نهل الإنسان من الأدب، كلما ارتقى بمقامهِ، ولكن إذا تنازل الإنسان عن أى قِسط حصل عليه من ذلك الأدب، كلما خسر بنفس القِسط، قدراً من مقامه.

الفكر والأدب قادران أن يُسيطرا حتى على العامل الوراثى الذى ليس للإنسان فيه بُد، ليهذباه، ويجعلا له مقاما يتناسب بقدر ما تحصل ذاك الإنسان من أدب .

هذا المقام وُضع ليسمو، إذا هو قابل للتطور والترقى، وثباتهِ لكل حالة يصل إليها، يعتمد على الحذر والترقب والملاحظة، وفى كل مرحلة من مراحل الترقى الذى يصل إليها الإنسان، تصبح له الحقائق أوضح، واحتكامه للأمور أيسر.

وليس للإنسان أن يبتغى مقاماً أفضل يود الوصول إليه دون أن يتأهل له، لئلا يتعثر، هو كدرجات سُلٓم، ولا يجب أيضا أن يشعر بنقص مقامه، لئلا يُصاب بِصغر النفس والضعف، ولكن لابد لنا جميعاً أن نسعى لنرتقي.

هو ثوب يرتديك دون أن تراه، ولكن "تلمسه"من خلال تعامل الآخرين معك، قد يكون ثوب للكرامة، او قد يكون ثوباً للميوعة والاستهتار، هو ذلك القانون الذى ارتضيته لنفسك، ليحكم عليك الناس من خلاله 

 

وإذا تجاوز الانسان مقامه، ستتغير المفاهيم وتتبدل المسميات، وستهوى القيم واحدة تلو الأخرى، سيُصبِح التطاول صراحة، والعفو ضعف، والتعدى حرية شخصية، والحب مصلحة، والرذيلة رجعية، والبذاءة والاستخفاف ظُرفاً، و المسئولية الأدبية تجاه المجتمع قيدٌ وأغلال  .

تختلف قيمة وقدر مقام الانسان، طبقاً لما يحمل من مسؤولية، فإذا اختل مقام مدير، ماذا سيكون عن المرؤوس، اذا اختل مقام أب ماذا عن الاسرة، وإذا اختل مقام ام، ماذا عن الأبناء، أن كان هذا على النحو الاجتماعي، ماذا بعد .

 لقد وصل تجاوز الانسان لمقامه بتمرده على الطبيعة وذاك أبسط مثال للتمرد والتجاوز، وكان الجزاء من جنس العمل، اذ تمردت الطبيعة هى أيضا عليه، وأخلت بمسئوليتها تجاهه، وأمست تعاديه، رافضة هذا التجاوز، ولا سيما أن الطبيعة والكون بصفة عامة، تعمل من خلال نظام دقيق لا تتجاوزه، وسوف لا يستطيع الانسان مستقبلاً مواجهة الظواهر التى جلبها لنفسه جزاء تمرده

لكن ماذ لو لزم الانسان مقامة، تجاه كل أحد وتجاه كل شىء؟ سيُقدرْ الانسان مقام كل أحد، ومقام كل شىء، سيُصبِح الانسان أقوى، سيعود تدريجياً للقب إنسان، ويصبح كل شىء فى نصابه الصحيح، ولسوف تستقيم الأمور .










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة