أحمد محمد عبد القادر يكتب: الشيخ الشعراوى وبائع الخضار

الأحد، 18 يونيو 2017 04:00 م
أحمد محمد عبد القادر يكتب: الشيخ الشعراوى وبائع الخضار الشيخ الشعراوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

ذهب أحد المواطنين الذين يقطن فى حى فقير صباح باكر الى أحد محلات الخضار البسيطة، لكى يشترى بعض أوراق الجرجير، الذى يأكله كل من الغنى والفقير، لقلة سعره وكميته المتوفرة بكثرة فى السوق، قال البائع لقد زاد سعر الجرجير اليوم ليصبح بـ4 جنيهات بدلا من 2 جنيه.

فزع المواطن مما طرأ عليه من مسمع، فكيف كان سعره بالأمس بـ 2 جنيه، واليوم يزداد للضعف، رد البائع بكل ثقة ''أنه سعر الدولار''، زاد تهجم المواطن وبدأ يتساءل كما تتساءلون، ماعلاقة سعر الدولار بالجرجير؟، ولماذا الدولار يتحكم فى أسعار موادنا الغذائية داخل دولتنا؟؟، وكيف لعملة أجنبية تحدد أسعارنا الداخلية؟.

لم يكن رد البائع مخطئا، بل إنه على صواب (إنه الدولار).

عندما يتم جلب (استيراد) السماد من الخارج لاستخدامه فى الزراعة، فإنه يؤثر على سعر الجرجير داخل دولتنا لأنه تم استيراد السماد بالدولار. وإذا تم استخدام مواد عضوية مصنوعة محليا فى الزراعة، فإنه أيضا يتم زيادة سعر الجرجير، لأن تلك المصانع التى تصنع المواد العضوية تعمل بالكهرباء التى زاد سعرها أيضا بسبب صندوق النقد الدولى، أو تعمل بالغاز المستورد الذى ندفع قيمته بالدولار.

ما هذا الحصار المفزع الذى نقع فيه؟؟، وكيف السبيل من النجاة من تحكم الدولار بنا، وهنا أتذكر مقولة الشيخ الشعراوى رحمه الله "لن يكون قرارنا من رأسنا، حتى يصبح غذاؤنا من فأسنا"، وقد كان يقصد هنا بالاكتفاء الذاتى من السلع .

نعم، ما لم نكتفى ذاتيا من السلع. ستستمر هيمنة الدولار وأصحابه علينا ما دمنا نمد أيدينا لغيرنا (الاستيراد) ونتركهم يعبثون بأمننا الاقتصادى، الذى لا يقل قيمة عن الأمن الاستراتيجى، بل أذهب الى أبعد من ذلك وأقول أن حروب الجيل الرابع الآن هى حروب اقتصادية بحتة، لا يوجد بها قذائف أو دانات .

إلى أى مدى سنصبح قرارا فى أيدى الدولار ومن يمتلكونه؟

نحن نمتلك من الموارد الطبيعية والبشرية ما يكفى لكى نكتفى .

أوقفوا شبح الاستيراد، استغلوا مواردنا بديلا عنه

حولوا طاقاتنا البشرية لوقود يقود النهضة الاقتصادية لمصر .

لقد صدق شيخنا عليه رحمة الله عندما قال "لن يكون قرارنا من رأسنا، حتى يصبح غذاؤنا من فأسنا ".







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة