اجتمع نفر من اللصوص بليل ببيت أحدهم، وكان لقاء عاصفا حمل كثيرا من الريبة المتأصلة بينهم أكثر ما حمل من مودة مفتقدة. كانوا لا يزيدون على خمسة ولم يسمحوا لأحد أن ينضم لزمرتهم، وقد حضر اللقاء أربعة منهم وتغيّب الخامس لعذر لم يبح به .
جلسوا والشك يقتلهم، لم تقترب أيديهم لطعام أو شراب قُدّم لهم، وأوجست أنفسهم خيفة تزايدت مع دقات ساعة قديمة تعتلى إحدى حوائط غرفة اللقاء فخيّمت على رؤوسهم سحابة من الفزع .
وقد اتسعت دائرة الشك بعد أن نهض كبيرهم، وكان أكثرهم سعة وإطلاعا فأوجز اللقاء فى عبارة قاطعة وقاتلة: أننا نستريب ببعضنا البعض ولن نجتمع أبدا على صدق فى قول أو فعل وترتيب لقاء كهذا يعنى أن أمرا قد بيُّت لنا جميعا .
فانعقدت ألسنتهم وآثروا فض الاجتماع لكن شُلّت حواسهم من خوف، ولفّتهم غمامة من الشك بعد أن فطنوا أخيرا لشبح الغدر يبتسم لهم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة