محمد أبو هرجة يكتب: قـواعــــد اللعبــــة

الأحد، 11 يونيو 2017 10:00 م
محمد أبو هرجة يكتب: قـواعــــد اللعبــــة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تختلف العلاقات الدولية تماما عن العلاقات الشخصية، فعندما تجد بعض المناقشات بين مجموعة من الأفراد على موضوع سياسى دولى ما ستجد المناقشات قد تحولت إلى مجموعة من الآراء الشخصية والعاطفية وغير المنطقية وغير الحيادية. لأن الأغلبية بما أنها لا تقرأ فهى أيضا لا تعرف قواعد اللعبة السياسية بين الدول، وهنا بعض النقاط لتوضيح هذه العلاقات بشكل مُبسط من وجهة نظرى المتواضعة.

·       السياسة الدولية هى لعبة مصالح فقط تتَّخفى وراء بعض البروتوكولات والمظاهر واللقاءات والاجتماعات بين الزعماء والقادة، ولا تعترف هذه اللعبة بالمجاملات أو الاعتبارات التاريخية أو الشخصية حيث تُحركها المصالح الدولية والهيمنة الاقتصادية فقط .

·       قد تكون العلاقات الدولية غامضة لا يفهمها عامة الناس، لأن فهمها يحتاج إلى استنتاجات ما بين السطور وقراءة عميقة لما خلف الأخبار، فعلاقة الدول ببعضها هى علاقات مستمرة غير منقطعة، فهى ليست فى حالة صدام دائم ولا فى حالة صداقة دائمة، فهى علاقة تشبه المطاط تتمتع بالمرونة وتتحمُّل الضغوط وما بين الشد والجذب تتحقق مصالح الطرفين فهناك دوما مسافة سياسية تحكُمها الأوراق المخفية عن الجميع. تلعب الدول الكبرى بهذه الأوراق وتلعب بها أيضا الدول التى بحكم الجغرافيا تقع فى مناطق ساخنة من العالم ومؤثرة بشكل كبير فى مسار القضايا الإقليمية الهامة فهى محط اهتمام الجميع .

·       أوراق اللعبة هى المعلومات، فسلاح المعلومة لا يُستهان به، فمن يعرف أكثر ومن يمتلك أدوات المعرفة لديه القدرة على المناورة للحصول على المصالح، كما قلنا فى البداية، وهذه الملعومات وتوقيت استخدامها وكيفية استخدامها وظروف استخدامها وأطراف المعلومة نفسها، وهو ما نراه فجأة فى تغيير اتجاه الصراعات والتوازنات الدولية فى المناطق الساخنة من العالم .

·       الأسلحة النووية أثَّرت بشكل كبير على تَحرُك بعض القضايا الدولية فمنها ما تسبب فى التدمير والاحتلال والتفكك كالنموذج العراقى . ومنها ما وصل إلى إبرام الاتفاقيات والمعاهدات والمكاسب الاقتصادية المؤقتة رغم سنوات الحصار والعقوبات كالنموذج الإيرانى. ومنها ما زال قيد الخلافات ويقبل جميع الاحتمالات كنموذج كوريا الشمالية الذى يُقلق الجميع بحقيقة امتلاكه السلاح النووى من عدمه وتجاربه الصاروخية، والتى رغم فشلها جميعا إلا أنها تسبب القلق والإزعاج للعالم أجمع.

·       الكيان الاقتصادى لابد له من كيان عسكرى يحميه، والسؤال هنا هل تسمح الدول العظمى بنجاح إحدى الدول فى الاتجاهين العسكرى والاقتصادى رفيع المستوى؟ والإجابة بالطبع لا لأن هذا يهدد مصالحها وأيضا هيمنتها الاقتصادية على العالم فقد تسمح الدول الكبرى بالمنافسة فقط، ولكنها لا تسمح بالريادة لأن الموضوع بالنسبة لها معركة وجود.

·       تدير الدول العظمى حلبة الصراع الدولية وهى التى تمتلك هذه الحلبة أيضا وتحصد ثمن التذاكر وتحقق الأرباح والمكاسب الخيالية و داخل هذه الحلبة تتصارع الدول وتُنزف وتخسر الكثير من شدة اللكمات فى صراع دامى ويبقى الوضع كما هو عليه فلا تنتهى هذه المباريات ولا يوجد هناك أمل أن يمتلك أحد اللاعبين هذه الحلبة ولا حتى لديه رفاهية الخروج منها.







مشاركة




التعليقات 5

عدد الردود 0

بواسطة:

المهندس توفيق ميخائيل

السيد الأستاذ محمد أبو هرجة

تحياتي - رمضان كريم وأشكر وأثمن مداخلاتك أما تحليلكم فالتاريخ يؤكده وما حدث مع مجمد على يوضحه ولكن كانت طموحات محمد علي توسعية

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا.

عزيزي الاستاذ / محمد ابو هرجة. كاتب. المقال الرائع

حقاً. لكل. لعبة. قواعد. ولكن. قواعد. اللعبة. السياسية. ما اخطرها. لانها. قد. تمس. الأمن العام وتدخل. الي. عمق. المشاكل. الدولية. لو كانت. إيجابية. وتحطم. لو. كانت. سلبية. .. هناك من يلعب. داخل. ملعبه. ولكن. اثار. اللعب. تصل. الي. جيرانه. من. قوة. دفع. الكرة. التي. حطمت. كل شباك. المودة. بين. الدول. وهذا. هو. سر. المشاكل. الدولية. التي. يعامل البعض. منها. البعض الاخر بدون. أسانيد. بل. لفرد. العضلات. والمنظرة بل وخلق النزاعات الدولية بدون سبب ولك. مني. عمق. تحياتي .

عدد الردود 0

بواسطة:

سوزان بدوي

الأستاذ محمد أبو هرجة

تحليل سياسي منطقي وواقعي نراه في الكثير من الأحداث ، ولكن الفيصل والأمل في تغيير هذا الواقع عند بعض الدول يكون بقيادة سياسية حكيمة ومخلصة تتعامل بوعي مع القضايا الخارجية وتبني وتنمي في الداخل ، وهو مايحاول الكثيرون في الخارج والداخل إعاقته ، ومصر حاليا من أكبر الأمثلة على ذلك .

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد ابوهرجة

شكر واجب

شكر واجب لاصدقاء الكلمة فى الموقع الجميل الذى منحنا هذه الفرصة لعرض وجهات النظر المختلفة والعلاقات الدولية كانت وستظل لعبة مصالح فقط اقتصادية وسياسية لا مجال للعواطف والمشاعر فقط من يدفع اكثر يتحكم بكل شيئ تحياتى استاذ توفيق ميخائيل واستاذ نشأت رشدى منصور واشكركم على تعليقكم الجميل

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد أبوهرجة

شكر لاصدقاء الكلمة

اشكر اصدقاء الكلمة من يبدعوا فى هذا المكان الجميل الاستاذ توفيق ميخائيل والاستاذ نشأت رشدى منصور والاستاذة سوزان بدوى على متابعتهم الجيدة وايضا تعليقهم الجميل وتحليلهم الرائع للمقال حفظ الله مصر حفظ الله الوطن

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة