فايزة ربيع تكتب: هِجْرَةَ المُحبّين..

الأحد، 11 يونيو 2017 12:00 ص
فايزة ربيع تكتب: هِجْرَةَ المُحبّين.. شخص يدعو ربه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
إنه لقاء الحب المطلق.. "فإليك يا الله أهاجر من العتمة، من الفوضى والصخب، من الضعف والتخبط، ومن كل الإحباطات "!!
وسأرددها دائماً "إنى ذاهبة إلى ربى سيهدين" وحتما لطريقه سيهدينِ، وهو سبحانه القائل: "أنا عند حسن ظن عبدى بى" وهذا ظنى به، بأن يرزقنى لذة النظر لوجهه الكريم، وأن يُدخلنى جنته مع عباده الصالحين..
 
فمن منا لم ينتظر هذه اللحظة! عندما ينادى منادى فى الجنة "حى على زيارة الرحمن" ويا له من لقاء منتظر، فهل انتبهنا إلى من نحن ذاهبون؟ إنه سبحانه رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، إنه الحبيب الحق، خالقنا وراحمنا، فلما نَفَر من هذه اللحظة! ولما نخشاها؟ ربما لأن هذا اللقاء متعلق فى أذهاننا بالموت واقتراب موعد النهاية، وهذا يرجع لأننا لم نستشعر المعنى الحقيقى لهذا اللقاء لأنه لم يتجاوز عقولنا التى لم تعى سوى الحسابات والنتائج، فيذهب العقل بِنَا لِيَعُد الحسرات على ماهو فات والخوف مما هو آتٍ من الجزاء والعقاب، أو فراق للأهل والأحباب! ولكن هلا تركت العنان لقلبك وأودعت فيه هذا اللقاء بمعناه الحقيقى، دعه يمتلئ به ويستوعبه، فقلوبنا جميعاً مازالت تحتفظ بالفطرة التى ستعيدك لخالقك لتستشعر بأن هذا اللقاء هو الملاذ، وهو الوصول للأمان والاستسلام للسلام التام .
 
ولكن السؤال هنا، لِما اقتصرنا هذا اللقاء على الآخرة، ولماذا ننتظر ونحرم أنفسنا استحضار تلك اللذة فى الدنيا قبل الآخرة؟! فما أجمله من شعور عندما نقترب، وما لنا ألا نقترب لنعبر إلى النور والرحمة والراحة المطلقة، أليست هذه هى غايتنا فى هذه الحياة وهو ذاته ما نبحث عنه! ولكننا نبحث بعيداً وهو أقرب ما يكون، نعم "إنه أقرب إلينا من حبل الوريد" فمن منا لم يتعثر فى طريق الحياة، وتمر عليه تلك اللحظات بل والأيام وكأن الدنيا تضيق عليه بما رحبت فيشعر بالغربة حتى وإن كان بين الأصحاب والأحباب! إنه شعور غريب يتملكنا فأحياناً يكون له العديد من الأسباب والظروف، وأحياناً أخرى لا نعلم ما الذى أحل بِنَا وما الذى يجعلنا نشعر وكأن شيئاً ما ينقصنا ولا ندرى ما هو!، إنه الاشتياق، نعم اشتياق الروح إلى خالقها، فهى تتغذى من تسبيحه، وترتوى من رحماته، وتستعيد نقائها بالقرب منه، فحينما يتملكنا هذا الشعور باللاشعور والإحساس بالزيغ والضياع، فهنا علينا أن نعلم بأن الروح تأبى إلا أن تخلو بخالقها.
 
اذهب للقاء ربك.. فهو ليس لقاء قاصراً على الآخرة أو النهاية، بل بالعكس، فهنا دائماً تكون البداية لكل ما هو حق، ولكل ما يحمله السلام النفسى من معنى، وهو ذاته الخطوة الأولى لعبورك للقاء المنتظر، فما عليك سوى أن توقن بأن هذا القرب هو مفتاح السعادة الذى سيفتح لك أبواب السماء "يقيناً" لتجده سبحانه مجيباً لك "لبيك عبدى" وما أجملها من إجابة.
فقط تطلع إلى السماء وافتح قلبك واقطع كل الخُطوط الوَهمية التى تربطك بواقع مُزيف وأغمض عَينيك دقيقة واحدة، وادخل فى غيبوبة إرادية لكى تبتعد عن كل مايُزعجك! والآن: اطلق العنان لروحك المشتاقة لتسبح فى ملكوته، وناجيه بأعلى همساتك منادياً: "ياااخالقى" ردّنى إليك رداً جميلاً واشكى إليه نفسك وشرودها، ثم اصمت قليلاً لتستشعر الإجابة واستمتع باللقاء، فهو لقاء أن أحببته أحب الله لقائك، وإن أحب الله لقائك، فهنيئاً لك بلقاءٍ أجمل هناك فى أعلى "الجنان"، حينما يستدعيك المنادى بنداء السعادة "حى على زيارة الرحمن".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة