إذا كانت فكرتك عن الرسم بالكلمات تقتصر على الشعر والأعمال الأدبية ربما تتغير فكرتك هذه قليلاً حين تطالع لوحات "محمد مصطفى" الذى يحول الكلمات المتراصة بدقة فى أعمدة الجرائد إلى تفاصيل فى لوحات فنية، لتتحول الأخبار الجافة والأرقام إلى ملامح لوجوه من لحم ودم فيما تتحول قصاصات المجلات إلى باليتة ألوان من نوع خاص يرتبها بدقة شديدة ويتحكم فى تدرجات الألوان بشكل يدهشك، لترى بين يديك بعد بضعة أيام بورتريه مدهش لشخصية من المشاهير تأثر بها كثيرًا أو حبيبة صديق أو طفل.
لوحة لطفل بقصاصات الجرائد
رحلة "محمد" البالغ من العمر 32 عامًا مع هذا الشكل غير التقليدى من الفن بدأت قبل ما يقرب من 10 سنوات ولكنه لم يخرج بأعماله إلى النور قبل عدة أشهر ويقول لـ"اليوم السابع": بدأت كنوع من التجربة، كنت أبحث عن فكرة جديدة ومختلفة وخطر ببالى أن أستخدم ورق الجرائد والمجلات فى الرسم وبدأت أجرب مع نفسى فى البيت ولم تخرج اللوحات عن دائرة أصدقائى إلا قبل عدة شهور حين عرفت بالصدفة بإمكانية المشاركة بلوحاتى فى معارض مشتركة مع فنانين آخرين. ويضيف "شاركت فى معارض فى ساقية الصاوى والجمعية الأفريقية لدول أفريقيا ضمن معرض خاص عن العنف ضد المرأة".
لوحة لطفلة من قصاصات الجرائد والمجلات
دخل محمد عالم الفن تزامنًا مع الدراسة بكلية الهندسة، ولا يزال حريصًا على الموازنة بين العالمين ويقول "الرسم بالجرائد أكثر من هواية بالنسبة لى لكن الهندسة بردو حاجة تانية"، ويضيف: أعمل مهندسًا معماريًا وأعتقد أن العالمين ليسا بعيدين عن بعضهما فأنا استفدت من دراستى للهندسة كثيرًا فى كيفية ضبط أبعاد اللوحة وموازنتها.
بورتريه لصدام حسين من القصاصات
خطوات تنفيذ اللوحة التى تستغرق من أسبوع إلى 15 يومًا لا تبدأ فقط من اختيار الألوان التى تتناسب مع اللوحة من المجلات ولكنها تبدأ من خطوة مبكرة قليلاً "كل يوم أحرص على شراء الجرائد، يندهش البائع حين أخذ 4 نسخ من نفس العدد ويتخيل أننى أكتب فى هذه الجرائد أو كتبوا عنى فيها أما المجلات أجمعها من أقاربى". يضع محمد اعتبارات عدة عند اختيار القصاصات التى تشكل خلفية لوحته أو ألوانها ويقول "عند اختيار الجرائد أحرص فقط ألا يكون الخبر أو العنوان داخلها لافت للنظر أكثر من اللازم للدرجة التى تخطف النظر من اللوحة نفسها، أما كل ما هو غير ذلك أتركه كما هو".
لوحة ملونة لمارلين مونرو من قصاصات الجرائد
خلال هذه السنوات من العمل يقترب رصيد محمد من اللوحات من 50 لوحة غالبيتها بورتريهات لشخصيات معروفة لمسته ويعتز بها "آخر بورتريه كان للعالم الراحل الدكتور أحمد زويل. وسبق أن نفذت لوحات لجيفارا ومارلين مونرو وعمر المختار واللواء سعد الدين الشاذلى وهشام الجخ. لابد أن أكون متأثرًا بالشخصية وأحبها كى أرسمها خاصة إذا لم تكن اللوحة مطلوبة منى وإنما أنفذها لأضمها لأحد معارضى أو أحتفظ بها فى مجموعتى الشخصية.
محمد مصطفى مع الشاعر هشام الجخ ولوحة للأخير بالقصاصات
يحول ملامح الوجه إلى بورتريه من القصاصات
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة