مستشار المفتى فى حوار خاص لـ"اليوم السابع": لدينا مشروعًا لتشريح العقل الإرهابى وفهم أبعاده ودوافعه.. إبراهيم نجم: نعمل على رصد الفتاوى المتطرفة ومواجهتها.. ويؤكد: مرصد الإفتاء الأول عربيًا وإسلاميًا

◄ نتاج مرصد الإفتاء الضخم تخطى الـ140 دراسة وتقريرا

◄ الأمم المتحدة أشادت بمرصد الإفتاء واعتمده البرلمان الأوروبى مرجعية فى الفتوى

◄ مرصد "الإسلاموفوبيا" يربط مسلمى الخارج بالداخل ويعمل على تصحيح صورة الإسلام والمسلمين

تعتبر مراصد دار الإفتاء لمواجهة جماعات العنف المسلح أحد أهم أسلحة الدولة لمواجهة الإرهاب والقضاء عليه وتفنيد الأفكار المتطرفة، وكشف تدليس الإرهابيين وتلاعبهم بالنصوص القرآنية من أجل إيهام الشباب بأن ما يقومون به من عمليات إرهابية أمر مشروع ومأمور به فى الدين، "اليوم السابع" أجرى حوارًا مع الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتى الجمهورية، والمشرف على مراصد دار الإفتاء، الذى أوضح أن المرصد انطلق فى مطلع عام 2014 ليكون الأداة الرصدية والبحثية الخادمة للمؤسسة الدينية الإفتائية باعتبارها المرجعية الإسلامية الأولى فى مجال الفتوى، وليقدم الدعم العملى والفنى والشرعى اللازم لتمكين المؤسسة الإفتائية من تحديد الظاهرة وبيان أسبابها وسياقاتها المختلفة، والأطراف الفاعلة فيها، ومقولاتها وادعاءاتها، وصولا إلى تقديم أطر وأسباب علاج تلك الظاهرة، وتقديم برامج عمل وخطوات لتحقيق هذا الهدف.. وإلى نص الحوار:

 فى البداية.. ما هو مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة؟

يمثل مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة أول مرصد من نوعه فى مصر والشرق الأوسط، وهو سبق مصرى على مستوى العالم الإسلامى فى إنشاء وتأسيس أول جهة علمية وبحثية ذات ظهير إفتائى رصين وعريق، لمعالجة ظاهرة التكفير المنفلت والفتاوى الشاذة والغريبة، والتى كانت سببًا فى تمزيق المجتمعات الإسلامية وإحلال التنازع فيها بدل التعاون، وهدم الدول القائمة وخلق الكيانات البديلة لتحل محل الدول والحكومات، استنادا إلى فتاوى غريبة وتبريرات شرعية مضللة، ونبوءات دينية مجتزأة، لذا كان من الأهمية بمكان الوقوف عند هذه الظاهرة لاستجلاء أسبابها والعوامل التى ساهمت فى نشأتها.

ما هى أقسام المرصد وكوادره البشرية؟

يتألف المرصد من نخبة من الباحثين من مختلف التخصصات، الدينية والإعلامية والسياسية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية، إضافة إلى الجوانب الشرعية والإفتائية، ومتخصصين فى رصد ومتابعة مواقع الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعى بالإضافة إلى متخصصين فى الجرافيك والفيديو والتصوير، ومترجمين بعشر لغات مختلفة مثل الإنجليزية والألمانية والفرنسية والإسبانية والسواحيلية والأوردو.

ويعمل فريق الرصد على متابعة كل المواقع والصفحات والتطبيقات الحديثة والبرامج التليفزيونية المختلفة على مدار 24 ساعة ليمد الفرق الأخرى بكل المعلومات والبيانات والمواد الخاصة بالفتاوى التكفيرية والجماعات المتطرفة، ليقوم فريق آخر وهو فريق البحث والتحليل بعمل تقديرات المواقف والبحوث والدراسات وإصدار التقارير والبيانات اللازمة لمعالجة الموضوع أو المسألة التى تم رصدها.

ما هى أبرز إنجازاتكم منذ نشأة المرصد؟ 

قدم المرصد العديد من الأعمال والإنجازات على مدار أربع سنوات من العمل الجاد والرصين، ليقدم المرصد أكثر من 140 دراسة وتقريرا علميا وبحثيا فى مختلف الجوانب المتعلقة بالتطرف والتشدد.

ماذا عن مجلة "Insight

يقدم المرصد مجلة "Insight" باللغة الإنجليزية للرد على مجلة "دابق"، التى يصدرها تنظم "داعش" الإرهابى، وتستهدف المجلة مخاطبة غير الناطقين باللغة العربية وتقديم الصورة الصحيحة للإسلام وتعاليمه المقدسة بعيدا عن التشويه والتضليل الذى تقدمه جماعات العنف وتيارات الإسلام السياسى هنا وهناك.

ماذا عن مشروع تشريح العقل الإرهابى؟ 

مشروع يتبناه المرصد ويهدف إلى تشريح العقل الإرهابى لفهم أبعاده ودوافعه ومراحله، وإعداد دليل استرشادى يوضح كيف ينشأ الإرهابى والمراحل العامة التى يمر بها والمسارات التى يقطعها، وصولا إلى تنفيذ العمل الإرهابى وممارسة العنف والعمليات الانتحارية، ودراسة المؤثرات الداخلية والخارجية الدافعة فى هذا الاتجاه، والسياقات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية والسياسية المصاحبة لذلك، إضافة إلى المدركات والمفاهيم المعتقدة والمتداولة فى عقلية المتطرف والتى تؤدى دورها فى دفعه نحو التحول إلى إرهابى ينتظر الفرصة ليوقع القتلى والجرحى.

ما الذى تستهدفونه فى المرصد خلال الفترة المقبلة؟

يسعى المرصد للتطور والتقدم نحو التحول إلى مركز دراسات استراتيجية معنى بالتطرف بكل أنواعه والتوسع نحو دراسة الجوانب المختلفة للتطرف والتشدد بشكل عام، ودراسة الظواهر من جوانبها المتعددة وتقديم الخلاصات التى تتخطى الجوانب الدينية لتشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية والسلوكية، فظاهرة التطرف معقدة ومتشابكة مع الكثير من العوامل والمتغيرات.

كم أصدرتم من الرسالات ردا على فكر تنظيم داعش؟

قام مرصد دار الإفتاء بدراسة التطرف والتكفير لنحو أربع سنوات وتعرف على مختلف الدعايات والأباطيل التى يرددها المتطرفون من مختلف المشارب والاتجاهات، وأعد فى مواجهة ذلك ألف رسالة ترد وتفند وتدحض أباطيل الإرهاب وأكاذيبه، فى صورة مبسطة تصل إلى جموع المصريين بسلاسة ويسر وتوضح المفاهيم والأحكام التى تشوهها الجماعات المتطرفة على مر العصور.

 الجمعية العامة للأمم المتحدة تشيد بالمرصد والبرلمان الأوروبى يعتمده مرجعية للفتوى.. حدثنا عن ذلك؟

فى سبق تاريخى وتأكيد للريادة المصرية فى مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، أشادت الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الدورة الحادية والثلاثين لمجلس حقوق الإنسان، بمرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة وذلك فى الفقرة العاشرة من التقرير، الذى أكد أهمية التعاون بين الجهات المعنية فى تنفيذ استراتيجية الأمم المتحدة العالمية لمكافحة الإرهاب، بما فى ذلك بين الدول والمنظمات الدولية والإقليمية والقطاع الخاص والمجتمع المدنى، للتصدى لهذه القضية.

ماذا عن مرصد الإسلاموفوبيا؟

كشفت الأزمات المتتالية التى يتعرض لها المسلمون فى الخارج عن حالة من الانفصام والاغتراب التى يعيشها المسلمون فى الخارج عن امتدادهم فى الداخل، وعن تأثرها كثيرًا بما يصدر من جانب بعض المسلمين فى الداخل ممن يشوهون الإسلام وتعاليمه الحنيفة، ولو تمكنت المؤسسات الإسلامية الكبرى فى العالم الإسلامى من رصد ومتابعة أوضاع مسلمى الخارج لاستطاعت أن تتواصل وتتفاعل مع قضاياهم ومشكلاتهم بشكل أكبر وأكثر فعالية وإيجابية، لأسهمت بشكل فعال فى توضيح صورة الإسلام والمسلمين بشكل جيد.