صالح المسعودى يكتب: هل أنت حرامى؟

الخميس، 01 يونيو 2017 04:00 م
صالح المسعودى يكتب: هل أنت حرامى؟ سلع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

قصة قصيرة استوقفتنى بعدما نشرها أحد أصدقائى على حسابه الخاص فى إحدى وسائل التواصل الاجتماعى (فيس بوك)، ومفاد القصة التى يرويها طالب (سودانى) يدرس فى إحدى الدول الأوروبية، والذى اعتاد أن يشترى (الكاكاو) من أحد المحلات المجاورة للمكان الذى يقطن فيه، وكانت تدير هذا المحل سيدة وكان يشترى عبوة الكاكاو التى تعود عليها بمبلغ 18 سنتاً، ولكنه لاحظ فى إحدى المرات أن هناك نوعا آخر من الكاكاو على (رف) آخر ومسعر بمبلغ 20 سنتاً، فسأل الطالب السيدة هل هذا نوع آخر من الكاكاو ذو جودة عالية مما استوجب أن يباع بمبلغ أعلى من الأول؟

قالت السيدة (لا بل هو بنفس الجودة الموجودة فى العبوة الأولى التى تشترى منها) فيقول لها الطالب، إذاً لماذا تبيعينه بسعر مختلف؟ فتقول السيدة (لأننا نستورده من نيجيريا وتتوارد الأنباء أن هناك بعض المشكلات التى تواجه هذا البلد الإفريقى، مما جعل الكمية الأخيرة التى استوردناها من نيجيريا تأتى بسعر أعلى من سابقتها، وبالتالى وضعته على رف آخر بسعره الجديد.

فيقول لها الطالب السودانى إذا سيشترى الناس من العبوات ذات السعر الأدنى حتى تنتهى، فتقول له السيدة (ليس هناك مشكلة على الإطلاق فقد اشتريناه أيضا بسعر أدنى وأخذنا هامش الربح الذى يناسب تكلفة بيعه للمشترى)، فيختبرها الطالب بقوله ولماذا لا تخلطى البضاعة القديمة مع الجديدة وتبيعينها بنفس السعر الجديد فهذا سوف يزيد مكسبك؟

فترد عليه السيدة بقولها (هل أنت حرامى)؟

يترك الطالب السودانى هذه السيدة لتكمل بيعها وتجارتها ليجلس شارداً بذهنه فى أحوال أمتنا وما نعيشه الآن من جشع وطمع وتنافس التجار على المكاسب وزيادة الربح بكل الطرق الصحيحة وغير الصحيحة (إلا من رحم ربى).

بالتأكيد أعتذر للقارئ المحترم على طول السرد، ولكنى لم أقاوم أحداث القصة الحقيقية ولم أجد مفرا من كتابتها بعدما لامست واقعنا المرير وهى التى جعلتنى أتذكر حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم عن التاجر الأمين الذى يحشر يوم القيامة مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولائك رفيقا (أن صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وهذا أكبر دليل على أهمية دور التاجر فى أى مجتمع، فصلاحه مهم جداً لصلاح أى مجتمع فهو من يتعامل فى أقوات الناس.

 

وجلست أتساءل هل تخزين البضائع حتى تجف من السوق ويرتفع سعرها ليتضاعف مكسب البعض من الدين والأخلاق والإنسانية فى شىء؟

وهل من يخلط الردىء مع الجيد ليباع بسعر الأخير يستحق منا أن نطلق عليه وصف (حرامى) ونبدأ فى اجتناب الشراء منه حتى يعود لرشده؟

أليس من الطبيعى أن يكون للمجتمع دور فاعل من خلال مقاطعة كل من يتعدى حدود الدين والأخلاق فى التجارة من خلال الامتناع عن الشراء منه حتى يتعرض لخسارة تعيده لصوابه؟، أعتقد أننا نقدر على فعل الكثير من خلال توحيد الجهود لأن الإصلاح المجتمعى لا يقوم به فرد أو حكومة لمجرد أنها تصدر القوانين فالأمر يحتاج من الجميع الوقوف صفاً واحداً لبناء أوطان عانت الكثير.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة