أكرم القصاص - علا الشافعي

د. ماريان جرجس تكتب: عندما يكون الحوار هو الحل

الخميس، 01 يونيو 2017 06:00 م
د. ماريان جرجس تكتب: عندما يكون الحوار هو الحل د. ماريان جرجس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

 

فى أقصوصة غريبة تحكى أن هناك رجلا مغتربًا ضل الطريق فى بلاد غريبة لا يفهم لغة أصحابها، فاحتمى فى بيت من بيوت أصحاب البلدة، ولكن ظل أياما بل شهورًا عند الرجل الذى لا يفهم لغته ومن شدة اليأس فى فهم الاثنان بعضهما البعض قتل صاحب البيت ذلك الرجل الغريب بعد محاولات فاشلة لفهمه!


هى بالطبع مثال رمزى ومجاز مرسل مغزاه أهمية فهم الآخر لقبوله، وهى القضية التى سعى لها الكثير من المستنيرين اليوم لتقبل الآخر والمواطنة إلخ.. ولكن قبل أن أتقبل الآخر عليا أن أفهمه!..
ولذا كانت من هنا أهمية حوار المذاهب وأهمية فهم الآخر وفهم معتقداته لا تدخلا فى شئون دينه وعقيدته، ولكن لأننا لسنا جيرانًا فقط بل نحن جناحى الأمة.. لماذا نحرم أنفسنا من الفطرة الإنسانية الطبيعية التى تحب وتتعايش وتتناسى الدين واللون والجنس، ولكن ما يستوقفنا عن تلك الفطرة هى الأفكار المسمومة المغلوطة المقرونة بالحرمانية الإنسانية المصدر.. وكل ما هو ضد فطرة الإنسان وسجيته كما خلقه الله –جل جلاله- فهو ضد الطبيعة وضد الصواب.

 

تلك الأفكار المسمومة التى تحرم الاختلاط والتهانى فى المناسبات والتى تجعل وسادة واقية بين اختلاف الأديان لتضمن التفرقة .. هى نفسها التى تحرم فهم الآخر، ولكن تصدر احكامًا سٌمية على الآخر وتحرم النقاش وإن كان للمناظرات حظًا ونصيبًا، أما أن تتحول إلى مناظرة مليئة بالٌسباب والازدراء أو بالمجاملة الكاذبة من الطرفين.


لذا كان اليوم بعد كل الذى يحدث من حوادث إرهابية وردود أفعال خنوعية تكاد تودى بعرق كامل بل بشريحة من المواطنين! تستلم فى ذاتها للموت والانتحار الفكرى الجماعى
لزم – فى رأيى الحوار المذهبى المتحضر والحوار الدينى بين الأطراف كلها ليفهم الآخر الثانى، وليفهم كل منا الآخر حتى لا نجهل بطقوس الآخر ولا عقيدته ولا نرتاب ولا نترك لسوء الظن والشك ولا نترك لهؤلاء من يحاولون بث الأفكار المسمومة فى العقول الفارغة مكانا
لنكون الطرف الثالث على الأقل لنتصدى لكل الأسقام المذهبية... لنتصدى لمواطن عقله غير ممتلئ بالثقافة المذهبية البسيطة وقد يمتلئ بفكر تكفيرى –مثلا- فما أسهل أن يمتلئ الكوب الفارغ بأى شىء! .. لنتصدى لمواطن عقله غير ممتلئ بثقافة الحياة وقرر أن يستسلم للموت وأن الموت هو مصيرنا هنا! إما الهجرة والفرار أو نعيش أحياء أمواتًا هنا! وإذا عشنا احياءً أمواتًا فكيف ستكون شكل الإنسانية؟ هل ستكون الأجيال القادمة لها طموح وأحلام وقدرات إبداعية؟
هل ستكون الأجيال القادمة أجيالا وطنية؟ علماء مثلا؟ شباب قادر على المثابرة والعمل والحماس والحرب والدفاع عن الوطن؟،
لذا يكون تجهيز طرف ثالث تنويرى مبنى على أسس الحوار المذهبى المهذب المستنير يدعم المواطنة وقبول الاخر بل فهمة فى المقام الأول لا تبريرًا لدين معين أو لعقيدة معينة، لأن تبرير المعتقد أو الدفاع عنه لا يليق بأدياننا السماوية على الإطلاق..
فهى كلها أديان يستحق كل معتنقيها الاحترام والحرية، فالأديان ليست فى حاجة لاحترامنا لأنها مقدسة النعت والطبيعة، ولكن من يستحقون الاحترام هم معتنقوها ويستحق منهم البعض أن يحظى بالتنوير والتثقف والطريق للفهم والاستنارة، فوطنى يستحق منكم جميعا أن نخلق ونولد فيه لا لنموت أو نميت فيه..
 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

نشات رشدي منصور / استراليا

الي د: ماريان. جرجس.

لكي. يفهم. أنسان. الاخر. ويدخل. الي. عمقه. ان. يكون. متسلحا. بلغته. لسهولة. التواصل. .. انه امر. مهم. للغاية. فكيف. لرسام. ان. يبحر. مع. اخر. ليس. له. في. الرسم عن. انسجامات. الألوان. ! بالطبع. لن. يفهمه. وكم. سببت. غياب. لغة. التواصل. في. مشاكل. عديدة. فهناك. من يتهم. الاخر. بما ليس. فيه. لانه. يفتقر. للغة. التواصل. التي. هي. اساس. التفاهم. ولي. قول مشهور. من. كلماتي. اقول. فيه. لا يفهم. الفنان. غير. الفنان. .. ولكن. للأسف. الشديد. صار الكثير. من الناس. في. عالم. اليوم. .. فلاسفة. ومصلحين. اجتماعيين. وهم. مفتقرين. لأقل. المعارف. الانسانية. .. ولك تحياتي. .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة