نتمنى أن يأتى اليوم الذى نحتفل بعيد العمال كعيد للعمل والإنتاج، ونكون قد استوعبنا جميع القوى العاملة فى منظومة متكاملة لدفع عجلة التنمية الاقتصادية الشاملة، نتذكر ما حدث للصناعة الوطنية منذ سنوات، حيث تم بيع مئات المصانع بثمن بخس إلى بعض رجال الأعمال، الذين خانوا الأمانة وقاموا بتقطيعها وبيعها خردة مقابل مبالغ طائلة، وكانت يوماً ما قلاعاً صناعية توفر احتياجات المواطنين من السلع عالية الجودة وبأسعار مناسبة، فضلا عن إغلاق آلاف المصانع الأخرى التابعة للدولة دون مبرر وتشريد الآلاف من العمال وتوقف عجلة الإنتاج، واللجوء إلى الاستيراد، الأمر الذى أثقل موازنة الدولة، وما ترتب عليه من عدم القدرة على الوفاء بالتزاماتها المختلفة، ومن ثم اللجوء إلى الاقتراض وهو ما يضيف أعباء أخرى.
الدولة الآن لها توجه جديد يدعم الصناعة الوطنية وإقامة صناعات متطورة، إذ لا بديل عن زيادة الإنتاج والاستثمار كخيار استراتيجى للخروج من الأزمة الحالية ورفع مستوى المعيشة، وعلينا أن نستفيد من خبرات الدول الأخرى فى خلق صناعات صغيرة ومتناهية الصغر وتشجيع الشباب على الدخول فى هذا المجال، باعتباره قاطرة التنمية وحلا لمشكلة البطالة التى تزداد حدتها، وسيؤدى استيعاب الشباب فى العمل إلى تعزيز انتمائهم ويصرفهم عن اللجوء إلى الأفكار المتطرفة وأيدى الإرهاب اللعين.
يرتبط بذلك تيسير إجراءات الاستثمار، وألا يكون مجرد شعار بل واقع يلمسه كل راغب فى الاستثمار الجاد، إن إقامة تجمعات صناعية متكاملة هدف ينبغى أن نسعى إلى تحقيقه، ولسنا أقل من دول أخرى نجحت فى ذلك، مثل ماليزيا وسنغافورة وكوريا الجنوبية والصين واليابان، ولدينا الموارد البشرية والطبيعية ما يجعلنا قادرين على ذلك إذا توفرت الإرادة والهمة الوطنية والتخطيط العلمى ومتابعة تنفيذ الخطط والبرامج، نأمل أن تهتم الحكومة بالمبادرة بالإعلان عن خطة شاملة لزيادة الإنتاج وتشغيل المصانع المغلقة والاستفادة من الأصول الموجودة بها..لعل عيد العمال القادم يكون احتفالا بعيد العمل والإنتاج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة