لشهر رمضان الكريم عادت وطقوس اعتادت عليها الأسر المصرية، منها عمل "الكنافة والقطايف" التى تعتبر من أطباق الحلويات الدائمة طوال الشهر الكريم، لكن اختلف العام الحالى كثيرًا مع زيادة الأسعار التى بلغت نسبة زيادتها حوالى 50% كغيرها من السلع التى ارتفع سعرها، ومع ذلك لم تخل موائد الأسر المصرية من صوانى الكنافة والقطايف.
أحمد الشامى رجل قارب الستين من العمر، يقف على مدار سنوات عمره فى مثل هذا الوقت من العام أمام فرنه بمنطقة إمبابة، يصنع الكنافة البلدى التى يفضلها الكثيرون عن النوع المصنوع آليا، ويصطف المواطنون أمامه للشراء، ويقول لـ"اليوم السابع": "الأسعار غليت وكيلو الكنافة وصل 15 جنيهًا بسبب زيادة أسعار الدقيق وأنابيب البوتاجاز والكهرباء وأجرة الصنايعية".
ويباع كل من كيلو الكنافة والقطايف فى المناطق الشعبية هذا العام أسعار تتراوح ما بين 10 جنيهات إلى 15 جنيها، مقابل 6 جنيهات للكيلو العام الماضى.
ورغم زيادة الأسعار لم تتأثر طوابير المشترين أمام محالات البيع، ولكن لجأت بعض الأسر إلى تقليل الكميات، فبدلا من شراء كيلو تشترى نصف كيلو، ولكن "الزبون موجود لم يتغير" بحسب بائع الكنافة.
وقف أحمد على أمام فرن الكنافة البلدى ينتظر دوره فى الشراء ليقول: "أنا بشترى الكنافة البلدى من هنا على طول وما استغناش عنها لأن رمضان مينفعش من غير كنافة، بس بسبب زيادة الأسعار بشترى كميات أقل".
وارتفعت تكلفة صناعة صينية الكنافة لتحمل ميزانية الأسرة المصرى مبلغًا كبيرًا بحسب أم أمل التى تقول إنه فى حالة صناعة صينية بنصف كيلو كنافة فإنها تشتريه بمبلغ يتراوح بين 5 – 7.5 جنيه حسب البائع، ويحتاج إلى نصف كيلو من السكر بـ5 جنيهات، إضافة إلى السمن، مشيرة إلى أنها استغنت تماما عن وضع المكسرات باستثناء الفول السودانى الذى تشتريه بسعر رخيص، حيث تقوم المحلات فى المناطق الشعبية ببيع ربع كيلو أو أقل وهو ما يكلفها حوالى 5 جنيهات إضافية، وبالتالى تصل التكلفة إلى حوالى 15 جنيهًا لصناعة صينية كنافة بسيطة، وهو ما لا يصلح عمله بصورة شبه يومية كما كان معتادا من قبل بحسب أم أمل.
وأشار سيد إسماعيل صاحب محل لبيع الكنافة والقطايف، إلى أنه اعتاد توزيع كميات منها على الفقراء مجانا كل عام، ولكن مع ارتفاع الأسعار هذا العام، لم يعد قادرا على ذلك، خاصة وأن الصنايعى الذى يقف على الفرن البلدى تصل أجرته 100 جنيه يوميا.
وبدوره قال أشرف أبو السعد صاحب محل للحلويات بمنطقة إمبابة أيضا، إن الأسعار ارتفعت بنسبة 50% عن العام الماضى، لافتًا إلى أنه يبيع كيلو الكنافة أو القطايف بسعر 10 جنيهات، وهو مبلغ أقل مما يبيع به فى المحل الذى يملكه بشارع فيصل، ويبرر ذلك بأن هذه منطقة شعبية وقدرات الناس على الشراء ضعيفة، إذا رفع الأسعار أكثر من ذلك سينخفض معدلات الشراء كثيرا.
وأوضح أبو السعد، أن سعر طن الدقيق ارتفع من حوالى 2500 جنيه العام الماضى ليصل إلى 6 آلاف جنيه بعد تعويم الدولار، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء والمياه والسكر والسمنة والعمالة، وجميعها عوامل رفعت أسعار الحلويات بصورة كبيرة عن السنوات الماضية.
ونتيجة ارتفاع الأسعار يرى أبو السعد، أن الإقبال لم يعد كما كان على شراء الكنافة والقطايف، خاصة وأن تكلفتها أصبحت كبيرة مع زيادة أسعار السكر والمكسرات، ولكن لم يستغن عنها أى بيت رغم ذلك، حيث لجأت السر إلى تقليل الكميات، ولم تعد تصنعها يوميا أو يوم بعد يوم، وإنما صينية كل بضعة أيام.
وتوقع أبو السعد، أن ترتفع الأسعار مع قرب انتهاء الشهر الكريم، مرجعًا قائلًا: "الناس بتودع روائح رمضان" – حسب قوله – ويكون هناك كثافة فى الشراء.
محل صناعة الكنافة اليدوى
صناعة الكنافة اليدوى فى أحد اسواق امبابة
صينية بيع القطايف فى السوق
اقبال الزبائن على شراء الكنافة والقطايف
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة