لم تكن الأمثال الشعبية قاصرة على المصريين فقط، لكن إطلاقها وترديدها كان صفة للعرب بشكل عام، إذ كان العرب قديمًا يتميزون بطلاقة اللسان والقدرة على قول الحكم التى تناسب المواقف، فلم يتركوا موقف إلا وأخذوا منه عظة وجملة ظلت تتوارثها الأجيال حتى تركوا لنا تراث كبير يحتوى على أقوال مأثورة عن معظم المواقف الحياتية تقريبًا، وكان للعلاقات الاجتماعية والإنسانية نصيب الأسد فى الأمثال التى قيلت عنها، ومن أبرز الأمثال التى نرددها الآن "الجار قبل الدار" وتعود أصول هذا المثل إلى جذور عربية إذ يُردد هذا المثل فى عدد كبير من البلاد العربية لاسيما مصر ويقوله المصريون "اختر الجار قبل الدار".
وخلف هذا المثل قصة تعود إلى رجل كان جار لأبى دف البغدادى واشتدت حاجة هذا الرجل وكثرت عليه ديونه، فما كان منه إلا أن يلجأ لبيع بيته، وبالفعل عرض منزله للبيع مقابل 1000 دينار، وكان منزله يُقدر بـ 500 دينار فقط، وهكذا أخبره معظم جيرانه ولما كرر عليه أبى دف البغدادى معلومة تقدير المنزل بـ 500 دينار، فقال له إنى أبيع المنزل بـ 500 دينار، والجيران بـ 500 دينار فتفاجأ أبا دف البغدادى برده فما كان منه إلا أن قدم له العون والمساعدة وسدد له ديونه، وأكد الرجل أنه عندما اشترى منزله قبل 20 عام كان يفكر فى الجيرة التى ربطته بهم علاقة أخوة وصداقة ووجد منهم طيبة أصل، ولما تزوج أبنائه ورحلوا عنه رفض أن يترك عشرته وجيرته التى يرى قيمتها من قيمة منزله.
عدد الردود 0
بواسطة:
مواطن
الجار قبل الدار
يعيرونى ان بعت بالرخص منزلى --ولم يعلمواان هناك جار ينغص - فابحث عن الجار قبل الدار - الا بالجار تغلوا الديار وترخص -- قالها المرحوم سعفان الشاعر من تيره عليه رحمة الله