ذكر د. مصطفى محمود فى إحدى مقالاته، عندما كان يأتى رمضان علينا وأنا صغير كانت والدتى تدير وجه التليفزيون للحائط ولا تشغله، وكنت أتضايق من هذا الموقف كثيرا ....
كانوا قناتين ووالدته تغلق التليفزيون ولا تشغله، ما بالنا نحن وأصبحنا نشاهد آلاف القنوات، ماذا كانت ستفعل والدة د. مصطفى محمود اليوم، وهى تسمع البذاءات التى تخرج من هذا الجهاز وسط مشاهد العرى والإيحاءات الجنسية والخمر والمخدرات واخلط كل هذا فى كاس العنف .
لا أعلم لماذا يتنافس صانعو المسلسلات على إفساد هذا الشهر الكريم، وكأنهم أصبحوا وكلاء عن الشيطان لإلهاء الناس عن العبادة، وقراءة القرآن، والصوم، والصلاة، وربط الشهر بمظاهر هى بعيدة عن الإسلام .
كان الرسول صلى الله عليه وسلم قبل البعثة يترك قومه ويصعد إلى غار حراء ليتعبد، ولم يكن مرسلا بعد وحتى بعد أن نزلت عليه الرسالة "كان إذا دخل العشر الأواخر شدَّ مئزره وأحيا ليله وأيقظ أهله"، وهو المغفور له ما تقدم وما تأخر من ذنبه ولكن الرسول كان عبدا شكورا.
أما نحن فأصبحنا نأخذ من الدين القشور، نصوم ولا نعمل، نصلى ولا نخشع، نتعبد إلى الله فى أوقات الفراغ، بين المسلسل والمسلسل، أصبحنا نترك جوهر الصيام وهو إحساس النفس بالضعف وأنك أقوى منها، وتقويمها بترك الحلال من مأكل ومشرب من طلوع الشمس إلى غروبها .
أما اليوم فنحن نسلى صيامنا بعدد من المسلسلات، حتى إذا جاء الإفطار أثقلتنا أنفسنا ودفعتنا دفعا بعيدا عن الصلاة، وأجلستنا أمام هذا الجهاز نتنقل بين قنواته حتى سحور اليوم، ونخرج من رمضان كما دخلنا فلا قومنا انفسنا ولا تطهرنا، فقط امتنعنا عن الطعام والشراب بلا فهم حقيقى لمعنى الصوم .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة