أسماء مندور تكتب: رمضان شهر النفحات والروحانيات

السبت، 20 مايو 2017 10:00 ص
أسماء مندور تكتب: رمضان شهر النفحات والروحانيات أطفال تحمل فوانيس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ لحظة ثبوت رؤية هلال شهر رمضان تغمرنا السعادة وتبدو علينا الفرحة والاستبشار بقدوم الضيف العزيز.
 
البهجة والبركة سوف تحل بكل البيوت، سعادة الأطفال بالفانوس وتناول إفطار أول يوم من أيام الشهر، تجمع عائلى فى منزل الجد والجدة ما أروع الإحساس، صوت أذان المغرب بصوت الشيخ محمد رفعت والشوارع خالية لحظة الأذان، ونسيم الورع والتقوى يعطر كل الأماكن والأروقة، ما أروع المنظر.
 
شهر يُعلن فيه أن أبواب الجنة فُتحت وأبواب النار غُلقت والرحمة تتغمدنا والمغفرة والعتق من النار جزاء، عن رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم : عن أبى هريرة – رضى الله عنه – عن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: «إذا دخلَ رمضان فُتِّحَت أبوابُ الجنة، وأُغلِقَت أبوابُ جهنَّم، وسُلسِلَت الشياطين»، رواه البخارى ومسلم.  
 
كم أنت شهر رائع هدية الرحمن لعبادة، حيث ينجلى فيه عناء عام كامل من الهموم والمشقة تَغتسل فيه أروحنا من الهموم ونبنى فيه جسر مع الله، نسدد خطواتنا فيه بالصيام والقران والصدقة ونعلن فيه مقاطعة كل المعاصى رغبة منا فى تقبل أعمالنا الصالحة .
 
رمضان هو شهر الرقى فكيف لنا لا نرتقى معه ونحتفظ بما أهدانا به من نبل فى التصرفات ورقى فى الخلق حتى بعد رحيله .
 
فى شهر رمضان يكون هدفنا هو العتق من النار، ومن لم ينشغل بهذا الهدف فهو لم يعرف قيمة رمضان ولا قيمة الضيف الكريم الذى اتى لأجل الرحمة والمغفرة .
 
من الحكمة ألا نترك أنفسنا فريسة للشيطان يوجهنا كما يشاء فيحرمنا من الوصول لهدفنا، بأن يباعد بيننا وبين العبادة ونُفتن بالمسلسلات والبرامج التافهة التى هى مضيعة للوقت وهو ليس أى وقت فهو غالى الثمن ولا يعود، مجاهدة النفس ومحاربة شياطين الإنس والجن ،المسلسلات باقية طوال العام لمن أراد مشاهدتها فى تعاد وتتكرر طوال العام، إذا كان بها شىء مفيد أو يدعوا إلى قيمة .
 
نترك تلك البرامج التافهة التى تدعو إلى السخرية من خوف وانزعاج البشر واعتباره مادة للضحك، بما يسمى برامج المقالب فهى برامج ضد الفطرة الإنسانية السوية التى تنزعج وتتوحد مشاعرها لفزع الإنسان، أو تضيع الوقت على الفيس بوك فهو يسرق الوقت بهدوء شديد فلا نشعر إلا وقد تسرب الوقت من بين أيدينا .
 
لا ندع تلك المغريات تنحينا عن هدفنا الأعظم وهو العتق من النار ، أهدانا الرحمن الفرصة لنكثف التواصل الروحانى ونجدد من أنفسنا، تَرك تلك الفرصة تتسرب من بين أيدينا نقصان فى العقل.
 
أيام الشهر ولياليه تمضى سريعاً اغتنموا أيامه ولياليه المباركة إنها منحة الرحمن للعباد ليتذوقوا حلاوة الخلوات بين يديه ومتعة القيام والتسبيح، رمضان كفارة لما تقدم من الذنب . عن أبى هريرة – رضى الله عنه – أيضًا عن النبى – صلى الله عليه وسلم – قال: «من قامَ رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدَّم من ذنبِه»؛ رواه البخارى قبلومسلم. ما اجمل الوعد ،فيا باغى الخير اقبل.
 
شهر مبارك أنزل فيه القرآن وبعث فيه سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، لياليه مباركة، فيه ليلة القدر وهى خير من ألف شهر، من قامها إيمانا واحتسابا غُفر له ما تقدم من ذنبه، فهو شهر تنشط فيه الهمم فى الصيام والقران والدعاء والإنابة.
 
فهو شهر تفتح فيه أبواب الرحمة وتتوهج شمس التقوى، وتتلألأ فى لياليه نجوم التسبيح والقيام، وتخشع فيه القلوب، وتمتلئ النفوس بالتسامح والرضا، فهو واحة لراحة القلوب واستجمام النفوس، أيتها النفوس التواقة للرحمة والمغفرة المشتاقة للأنس بالقرب من الله، المتهافته على الاستغفار ونيل الرُحمات أقبلى، اغتنمى الفرصة ولا تُدبرى، حتى لا تندمى إن الندم لا يغنى ولا يثمن من جوع.
 
اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين، وأعنا فيه على الصيام والقيام، واحفظ جوارحنا من الوقوع فى المعاصى والأثام، اللهم اجعلنا ممن يصوموا رمضان إيماناً واحتساباً، وتقربا إليك .






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة