كان الرئيس عبد الفتاح السيسي واضح فى رده على سؤال رؤساء تحرير الصحف القومية حول دعوة أكثر من مرة إلى اندماجات بين الأحزاب المتشابهة فى برامجها وتوجهاتها السياسية، ليكون عندنا أكثر من حزب قوى يسهم فى تفريخ الكوادر ويضمن تداول السلطة كيف يمكن عملياً أن تتحقق هذه الدعوة؟
وأجاب الرئيس خلال حوار: "علينا ألا نتعجل، وألا نسيء لأحزابنا ونصفها بأنها كرتونية أو ضعيفة يجب أن نشجعها لتقوم بدور أكثر فاعلية، وأتمنى أن نرى الأحزاب ذات الأيدلوجيات المتشابهة تسعى لإيجاد صور للتنسيق أو الاندماج، وأنا داعم لهم جميعا، واطمئن إليهم، وأثق فيهم ثم كم مضى من فرص على تجربتنا الحزبية؟! أن هناك دولاً مضى عليها أكثر من 200 أو 300 سنة ونضجت تجربتها الحزبية، ومع ذلك مازالت تتحرك وتتطور إننى ضد الإساءة لقوانا السياسية، ونكون أشبه بمن يعاير ابنه لو رسب فى مادة ولا يعاونه على النجاح.
فى هذا الإطار هناك سؤالا يطرح نفسه هل يمكن أن نرى تندمج الأحزاب فى كيانات متشابهة؟..وهل يمكن أن تقدم الأحزاب صورة مغايرة لما هو عليه ويكون لها دورا فعال فى المشهد السياسى؟
فى هذا السياق، قال طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن حديث الرئيس عبد الفتاح السيسى عن اندماج الأحزاب السياسية فى مصر، يهدف بأن تكون لها دوراً فعال فى الحياة السياسية المصرية، وأن على الأحزاب ذات البرامج المتشابهة الاندماج أو الاتحاد أو الائتلاف فى كيانات واحدة حتى يكون لها تأثير فى المشهد السياسى ويشعر المواطن بتواجدها.
وأوضح أستاذ العلوم السياسية فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن الرئيس يرغب فى أن تمارس الأحزاب دورها بفاعلية، وأن تحضر فى الواقع السياسى، لافتا إلى أن فكرة الاندماج فى كيان واحد تعطى مزيد من القوة للأحزاب، ويخدم الحياة السياسية المصرية.
وأشار فهمى إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسى ألقى الكرة فى ملعب الأحزاب ليحرك المياه الراكدة، وذلك لتقوم بدورها وتعدل من برامجها بما يخدم الحياة السياسية والحراك السياسى بعيدا عن الشخصنة.
من جانبه، قال اللواء محمد الغباشى، مساعد رئيس حزب حماة الوطن، إن التجربة الحزبية فى مصر حديثة، وتحتاج لمزيد من الوقت حتى تنضج وتتضح صورتها، مشيرا إلى أن الحزب الوطنى كان يسيطر فى السابق على الحياة السياسية فى مصر.
وأوضح الغباشى أن حقيقة البرامج الحزبية فى مصر لا تزيد عن 5 أحزاب سياسية بحسب توجهاتهم، مشيرا إلى أن التوجهات الحزبية فى مصر أما أحزاب يسارية ويمينية وأحزاب الوسط وهى التى تشكل الكتلة الأكبر فى خريطة السياسية الحزبية.
وأشار إلى أن أحزاب الوسط فى مصر تقدر بحولى 70 حزبا سياسيا متشابهين فى البرامج، وأن الأحزاب اليسارية واليمينية عددها قليل، لافتا إلى أن يمكن بالتوجهات الحالية تشكيل 5 كيانات تضمن إليها الأحزاب كلا بحسب برامجه.
ولفت إلى أن هناك ما يقرب من 55 حزبا ينتمون للوسط ومتشابهين فى الأفكار والرؤى وليس لهم تمثيلا فى البرلمان ولا توجد لهم حضور فى الشارع يمكنهم الاندماج فى الأحزاب الكبيرة، وتسأل الغباشى هل لدى رؤساء الأحزاب غير الممثلة فى البرلمان وليس لها حضورا فى الشارع الجرائه لاتخاذ قرار بالاندماج فى الأحزاب الأخرى وتخليهم عن النرجسية لصالح خدمة الحياة السياسية فى مصر.
ولفت إلى أن هناك غياب لدور الأحزاب الكبيرة كحزب التجمع وأخرى غير مؤثر كالوفد، وعليهم أن يعملوا بجدية مع اقتراب انتخابات الرئاسة، وأشار إلى أن القيود التى يمكن أن تمنع فكرة الاندماج تباين آراء رؤساء الأحزاب وسيطرة رأس المال على عليها.
فيما قال حسين عبد الرازق القيادى بحزب التجمع، إن تعدد الأحزاب السياسية سنه حميدة فى الدول الديمقراطية، مشيرا إلى أن فكرة الاندماج بين الأحزاب السياسية وفقا لتوجهاتها يتم من خلال التنسيق حول القضايا المطروحة على الساحة السياسية، وأضاف حسين عبد الرازق، أن ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي عن الأحزاب السياسية خلال حواره مع رؤساء الصحف القومية شيئا طيب.
وكان النائب محمد فؤاد، المتحدث الرسمى باسم حزب الوفد، أكد أن انتخابات المجالس المحلية المقبلة هى الفرصة الأخيرة للأحزاب الصغيرة فى مصر، مشيرا إلى أن الحزب الذى لا يستطيع أن يحصد مقعدا فى البرلمان أو المحليات لا يستحق أن يكون حزبا وعليه الاندماج مع حزب آخر حتى نجد حياة حزبية حقيقية فى مصر.
وأضاف "فؤاد" أن مصر يوجد فيها حاليا أكثر من 100 حزب ورغم ذلك نجد أن الأحزاب الممثلة فى البرلمان لا تتخطى العشرين لذلك على الأحزاب النظر برؤية واقعية إذا كانت ترغب فى التواجد بالحياة السياسية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة