قرأت لك.. "الدين والسياسة فى الشرق الأوسط" خطة أمريكا لتقسيم العرب

الخميس، 18 مايو 2017 07:00 م
قرأت لك.. "الدين والسياسة فى الشرق الأوسط" خطة أمريكا لتقسيم العرب غلاف الكتاب
كتب أحمد إبراهيم الشريف

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

يعتبر كتاب "الإيمان والقوة.. الدين والسياسة فى الشرق الأوسط" لـ برنارد لويس أحد أخطر الكتب الواجب قراءتها، فهو أشبه بعملية استكشاف للطريقة التى تفكر بها النخبة السياسية فى أمريكا، والآلية التى تعمل بها الإدارات فى واشنطن وكذلك تقدم الإطار النظرى للمخططات المؤامرات الصهيو– أمريكية التى جرت أو لا تزال تجرى عملية نسج خيوطها لإحكام الخناق على دول الشرق الأوسط، بهدف إخضاعها لهيمنة واشنطن وحليفتها تل أبيب.

الكتاب ترجمه أشرف محمد كيلانى عن المركز القومى للترجمة، مؤخرا. ويُعد هذا الكتاب أحد أهم وأخطر كتابات المستشرق اليهودى الأمريكى برنارد لويس، المستشار والمرجع الفكرى الأول للإدارات الأمريكية المتعاقبة حول شئون الشرق الأوسط وصاحب النظرية التى تتبناها واشنطن وتقول، الطريق إلى الديمقراطية فى الشرق الأوسط لابد أن تمر عبر التقسيم".

 يقدم لويس فى هذا الكتاب، ليس للقارئ فقط وإنما للإدارات الأمريكية رؤية، يدرك تماما أنها ستأخذ بها، لتركيع دول الشرق الأوسط وإخضاعها، من خلال تصنيفه لأنظمة الحكم فى المنطقة وتناوله لقضايا الإسلام والديمقراطية الليبرالية والعالم العربى فى القرن الواحد والعشرين والسلام والحرية فى الشرق الأوسط، والديمقراطية والشرعية والخلافة فى الشرق الأوسط، والحرية والعدالة فى الشرق الأوسط الحديث.

ويحرض لويس فى الكتاب على تغيير الأنظمة وتنصيب أنظمة موالية، بعد تقسيمها إلى كيانات صغيرة، بعد إذكاء نار الطائفية والمذهبية، وإطلاق الرصاصة الأخيرة على الدولة الوطنية، لكى تبدأ حقبة الانقسام المذهبى! وهنا تكمن خطورة برنارد لويس وكتابه.

ويكفى القول أنه منذ إعلانه عن وجوب انتهاء الدولة الوطنية، وبدأ حقبة الانقسام المذهبى، اتجهت أمريكا بالشرق الأوسط إلى هذا الطريق، وما يحدث فى المنطقة الآن هو نتيجة الأخذ بما جاء فى هذا الكتاب!

يتعرض الكتاب إلى فكرة الديمقراطية ومفهومها فى العالم العربى، وهل تتوافق مع تعاليم الدين الإسلامى أم لا، فينفى عن تلك الدولة التى نشأت فى كنف الدين مبدأ الطبقية، ومُسمى السلطات الزمنية، فلا فضل لأحد إلا بالتقوى، ولكن يظل دوماً الفارق ما بين التعاليم والنصوص وما بين الوقائع، فبداية من الخليفة وأمير المؤمنين وصولاً إلى جلالة الملك والأمير والسيد الرئيس، لم يتغير الأمر إلا بتغير المُسميات فقط، وما شهده التاريخ من حالات تحققت العدالة والمساواة خلالها، تبدو قاصرة على طبيعة الشخصيات الحاكمة، دون أدنى استناد إلى فكرة أو قواعد قانونية أو أعراف تنتظم من خلالها طريقة عمل وأداء السلطة الحاكمة.

ويذكر لويس مفهومه لطبيعة نظم المنطقة السياسية، ويصفها بأنها "الديكتاتوريات الشرق أوسطية"، التى تحتاج دوماً إلى الحروب من أجل تبرير وجودها واستمرارها، لكن المؤلف لا يذكر كيفية نشوء وتعاظم دور هذه الديكتاتوريات وقمعها لشعوبها، وكيف ساعد الغرب هذه الأنظمة، غير أنه فى المقابل يؤكد إيمانه بديمقراطيات الغرب وضرورة مساعدة هذه الدول الموبوءة بالتسلط حتى تتنفس نسائم الديمقراطية، وإلا لن ينجو الغرب من تبعات هذا القمع الشرقى.

وفى الأخير يطرح تساؤلاته حول إمكانية تحرير هذه الشعوب، وهل من الممكن نقل الحرية الغربية إليها؟ ورغم اعتراف برنارد لويس بالوضع الشائك والمضطرب الآن، لأن هذه الحرية المستوردة محفوفة بمخاطر عدة، فهناك الشعور المتأصل بمعاداة الغرب، لأنه مؤيد للنظم الديكتاتورية الشرقية، ويشير مثلا إلى المفارقة فى تأييد الشعوب لأمريكا فى حال معاداة نظامها السياسى، ويذكر إيران كمثال.

 ويعتقد أن الحل وإن كان صعباً ويستغرق وقتاً طويلاً، فيبقى الاستمرار والمساعدة فى تطوير المؤسسات الحرة، رغم القوى الداخلية التى تعمل بكل طاقتها ضد هذه المؤسسات، فالمحاولة صعبة، حسب رأيه، ونتيجتها غير مؤكدة، ويختتم بعبارته الدالة "إما أن نأتى إليهم بالحرية أو أن يدمرونا".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة