أحمد صالح أحمد يكتب: جراحة بدون تخدير

الثلاثاء، 16 مايو 2017 06:00 م
أحمد صالح أحمد يكتب: جراحة بدون تخدير البرلمان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الإصلاحات الاقتصادية التى تقوم بها الحكومة المصرية تُشبه طبيبا تحدى الجميع، وقرر أن يُجرى عملية جراحية لمريض دون تخديره واستكملها رغم صرخاته وآلامه المتواصلة حتى انتهت المأساة باعتقاد الطبيب بنجاح العملية وإعلان وفاة المريض .
 
صحيح أن تلك الإصلاحات كانت ضرورية وأن الحكومة الحالية ليست المسئولة عن التشوهات والضعف والتخريب فى الاقتصاد والمتراكمة منذ عشرات السنين، إلا أنها ضاعفت من أثار تلك الأزمة بسوء التخطيط والإدارة وعدم التدرج فى خطوات التطبيق، فكان الضغط شديد على الطبقة الوسطى والفقيرة، وكان الأجدر بها أن تضغط على من نهبوا البلاد واستحلوا المال العام بالإعداد الجيد لتشريعات قانونية تسمح بالمصادرة فى قضايا الفساد الكبرى ومواجهة الفوضى التى نغرق بها دون منقذ حتى الآن.
 
 فعلى سبيل المثال وليس الحصر، فإن مجرد تقديم مشروع قانون واحد لمجلس النواب بشأن محاسبة من قام بالبناء والتعلية بدون ترخيص من الدولة وتغريمه بنصف الثمن الحقيقى للوحدة السكنية التى قام ببيعها؛ أو السجن حال عدم السداد الفورى (وجميعنا يعرف أنه المقابل الآن لهذه الوحدات بمئات الآلاف)، فإن ذلك يوفر بمجهود بسيط وحصر دقيق من الأحياء والوحدات المحلية مئات المليارات من الجنيهات فى أسابيع قليلة، ويٌعيد هيبة الدولة ويعطى رسالة  حازمة لمن يٌفكر فى تكرار المخالفة .
 
وعلى الحكومة فى الفترة المقبلة العمل على جذب الاستثمارات بأفكار جديدة وغير تقليدية، وأن تضبط إنفاقها وتجتهد لتحصيل ضرائب أكثر عدلا من المستحقين مع تخفيض أعداد مستشاريها الذين أوصلوا البلاد إلى ما هى علية الآن، تخفيفا من أعباء الميزانية العامة وعلى جميع فئات الدولة اقتسام المحنة الاقتصادية التى نمُر بها، فمن العار أن لا يشارك أصحاب الدخول التى تقدر بعشرات الآلاف من الجنيهات إلا باللوم على من لا يتعدى دخلة الشهرى 2000 جنيه لعدم تحمله من أجل الوطن !
 
وأخيرا، لا بد من تحديد موعد واضح للخروج من هذه الأزمة لطمئنة الشعب بوعود صادقة، وأن يُردد المسئولون فى تصريحاتهم كلمة نتعهد بدلا من نستهدف! وكأنهم فى موقع المتمنى وليس الفاعل، وأن يقدموا خططا لا توقعات ورؤيا واضحة للمستقبل، لأن افتقاد الرؤيا يقود إلى المجهول (لا قدر الله).






مشاركة




التعليقات 6

عدد الردود 0

بواسطة:

هانى جمال

أداء الحكومة غير قوى والرئيس يعمل بمفردة

الحقيقة انة الحكومة ضعيفة و الرئيس يبذل مجهود خرافى لإدارة الدولة حرام ما يحدث لماذ ل لا يعمل الوزراء مثل الرئيس ؟؟

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد حمدى

مهم انة الى يدفع ثمن صعوبة المرحلة الى بنعيشها المخالفين فعلا

وجهة نظر الكاتب تستحق الدراسة من الحكومة والاهم انها تعمم وتنتشر كنموذج فالدولة الان تحتاج لمليارات والاهم ان يتحمل الارهابيين واللصوص و اعوانهم ومن يسرق فى مال الدولة فمثلا ازمة الكهرباء يتحملها من يسرق الكهرباء بغرامات كبيرة-وأزمة المرور يتحملها من يركن فى المكان الخاطىء او يكسر إشارة او يستخدم الكلاكس كثيرا--بصراحة الكاتب دا كلامة افضل من رغى كتير نراة على الفضائيات وفتح مجاااااال واسع للبحث والحكومة لازم تسمع للناس وتشوف ارائهم الجميلة دى--ا

عدد الردود 0

بواسطة:

ليلى

الفقراء فين يذهبوا؟؟؟

ألا يكفى لهذة الحكومة ما فعلتة بالفقراء؟ ارتفاع أسعار الدواء وقلة المعاشات وسؤ حالة المواصلات العامة وضعف الرواتب واسعار الخضار والفاكهة المبالغ فيها جداااا بصراحة الحكومة هى اكبر المشاكل ونتمنى من السيد الرئيس ان يشكل حكومة يراسها سيادتة فلا نثق الا فية لادارة مصر واللة يوفقة وكلنا معاة

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرى بيحب بلدة

مضمون ما كتب أننا بحاجة لمن يفكر لمن يبدع ولا نحتاج لموظفين

للاسف تتعامل الحكومة مع أزمات البلد كمن يعمل باليوم ليمر ويحمد اللة انة ما زال حى والى تعرفة احسن من الى متعرفوش وليس فى الامكان أبدع مما كان والمهم اننا ناكل ونشرب -وطبعا دى لغة الى ليس لديهم أفكار للمستقبل مع انة الى سبقنا فى التطور والانتاج تعلم كثيرا من تجاربنا السابقة -للاسف تانى نحن لا نتعلم من الماضى

عدد الردود 0

بواسطة:

هبة

نحن لا نملك رفاهية الوقت الحكومة لابد تتغير

بس خلاص

عدد الردود 0

بواسطة:

ابوالعريف

مقال جميل .جراحه بدون تخدير

اقتباس معدل (وعلى الحكومة فى الفترة المقبلة العمل ليس فقط على جذب الاستثمارات بأفكار جديدة وغير تقليدية بل أيضا تشجيع الإنتاج وإنشاء مصانع جديدة لاساسيات الحياه لموازنة الاسعار واستغلال الطاقات البشريه الشابه، وأن تضبط إنفاقها وتجتهد لتحصيل ضرائب أكثر عدلا من المستحقين مع تخفيض أعداد مستشاريها الذين أوصلوا البلاد إلى ما هى علية الآن، تخفيفا من أعباء الميزانية العامة وعلى جميع فئات الدولة اقتسام المحنة الاقتصادية التى نمُر بها،)

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة