بداية فإن أول العلم الصمت وثانيه حسن الاستماع وثالثه حفظه ورابعه العمل به وخامسة نشره بين الناس.. هذه مقدمة من ضمن ملايين المقدمات التى تحرص على العلم وعلى تطويره وعلى الاهتمام به فهو عصب الأمة ورمز شموخها.
...............
سيدى المسئول.. لو أنك حصرت مشاكل التعليم والتعلم فى إطار واحد وهو ( النظام التعليمى ) فاسمح لى أن أصحح مفهومك فليس الإطار أو المسمى أو الشكل هو ما يساعدنا على فك طلاسم مشكلة التعليم منذ سنين طويلة.. فكم من مسئول جاء إلينا بمسميات انتهت بذهابه عن منصبه . وكم من مسميات اقيمت لها احتفالات مبهرة وكانت نتائجها سخيفة . أضرت بمصر وبمستقلبها بين الامم
سيدى.. عندما تتحدث عن التعليم ارجوك أن تقرأ هذا البيت من الشعر " والجهل يرفع أمة ويذلها والعلم يرفعها أجل مقام ".
فالمشكلة يا سادة ليست فى ( الثانوية العامة ) ولكن المشكلة متعمقة ولها جذور امتدت داخل أعماق العقول مما أدى إلى فسادها.. وتبدأ بتطهير التعليم من أصحاب العقول العقيمة التى أفسدت التعليم بأفكارها المتطرفة ودمرت أسس البناء بفسادها وتطاولها على قيم وتاريخ هذا الوطن.. فلنسعى لبناء جيل جديد من شباب العلماء والمعلمين والمتخصصين.. يكونون نواة لمصر يستطيعون بناء منظومة شابة جديدة.. فكم أحلم بالقضاء على غول ( الأقديمة بين الموظفين ) فلعل هذا الغول هو سبب من وصلنا اليه من خراب تعليميى . فكم من موظف يتبوأ منصبا بدون وجه حق بسبب (الاقديمة) وكم من مسئول اضاع عقول الابناء وقضى على امال المبتكرين بسبب " الاقديمة العقيمة".
سيدى.. إن التعليم الثانوى ركيزة أساسها المرحلة الابتدائية.. التى انهارت لتراكم السلبيات.. فحدث بلا حرج عن الإعداد الرهيبة المكتظة داخل الفصول.. وعن الأسلوب العشوائى فى التدريس لبعض المعلمين.. فعلينا أن نصلح قواعد التعليم المتمثلة فى التعليم الابتدائى والإعدادى.. تخيل إنك أصلحت التعليم الابتدائى والإعدادى وزادت نسب الحضور واستطعت القضاء على الأمية المقننة فما رأيك بعد ذلك .
ولكن ... إذا كنا نريد تعليم متميزا دون استخدام مصطلح ( تغيير اسم الثانوية العامة) فعلينا بتفعيل الأنشطة التعليمية التى أصبحت حبرا على ورق.. أوجه سؤالى لمستشارى الوزير للأنشطة.. أين دورى المدارس لكرة القدم، أين دورى المدارس للكرة النسائية، أين المسرحيات الطلابية، أين الفنون الطلابية ومعارضها التى تشارك فى المحافل الدولية . ولكن للأسف أنتم تعشقون اخفاء عجزكم عن تحقيق أهم طرق جذب الطلاب للمدارس وتتحدثون بصوت عالى عن ( تغيير الثانوية العامة ) .
يا للفاجعة .. إننى أرى كتب المناهج التعليمية تلقى أرضا ويستخدمها أصحاب المطاعم فى لف الاطعمة والمشروبات .. إنها المصيبة العظمى أن تلقى الكتب التعليمية أرضا دون تحقيق أدنى استفادة منها وعندما نسأل الطلاب لماذا ارتكبتم هذا الفعل الفاضح فى الطريق العام ؟ يتحدثون بصوت عالى .( لزيادة وزنها ولعدم استفادتنا منها ) أترى ايها المسئول التعليميى :هذا نتاج حشو المناهج بدروس عشوائية لا قيمة لها للطلاب . اذن فنحن فى حاجة إلى ازالة الكثير من المناهج التعليمية . وعدم اهدار المال العام فيما لا قيمة له . اما زالت ترى أن محور المشكلة ( تغيير الثانوية العامة) .
اخيرا : اذا كنا نريد أن نغير إلى الافضل مع احتفاظنا بتراثنا القديم فعلينا الاطلاع على التجارب التعليمية فيما حولنا . ولعل أقرب تلك التجارب الينا . تجربة القوات المسلحة المصرية والكليات العسكرية . والتى أخذت بسبل التعليم الحديث المتطور فنجد بداخلها الانشطة والملخصات التعليمية البديلة للحشو التعليميى ونجد القواعد العلمية الثابتة . والتى كانت فى نهايتها تعليم ذا متسوى راقى يسعى كل أب مصرى إلى الحاق ولده بهذا التعليم العسكرى المتميز .
فيا .. دعاة ( تغيير الثانوية العامة ) لن يجدى ما تفعلوه . من تغيير النظم الثانوية من سنة واحدة إلى ثلاث سنوات . فالعبرة ليست بالمدة وليست بالشكل وليست بالمسمى وانما بمضمون التجربة . اسعوا إلى تحقيق جزء بسيط من الاقتراحات واسمعونا وستجدوا تغيرا ملحوظا بالفعل فى نسب حضور الطلاب وفى الارتقاء بالتعليم المصرى
حفظ الله مصر شعبا وجيشا
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة