تقال ليس فى الشارع ولا فى الأماكن العامة فقط، وإنما بين الأصدقاء والأهل أيضًا، دلالة على حالة يعيشها الشخص خارج حالة الجميع العكرة.
فحياتنا عكرة حقًا! بداية من نهر النيل الملوث وزبالة الشوارع وقبح الميادين وتلوث الجو والأزمة الاقتصادية والاحتقان الطائفى والإرهاب والبطالة والزحام والضجيج والميكروفونات الزاعقة بالمقدس والمدنس من الأصوات طيلة النهار ومعظم الليل حتى لم يعد ثمة راحة فى منزل أو غيره!
واقع عكر، ملوث الناجى منه ولو للحظة يستحق أن يقال له: يارايق.
الكلمة تشير إلى حالة الشخص وليس الشخص نفسه، وهى حالة مؤقتة يعيشها الشخص مع نفسه: نظيف الملبس هادئًا باسمًا.. كأنه جاوز الطوفان وركب سفينة النجاة.
وتعنى أيضًا أن سقف طموح الناس انخفض إلى حد تمنيهم للحظة رائقة وسط هذه العكارة الممرضة، وإنهم لم يعودوا يرون بعضهم من خلال مواقعهم الاجتماعية لأنها لم تعد تدل على شىء واضح بعد انهيار الطبقة الوسطى وزوال قيمها المتحضرة المحافظة، فلم تعد كلمات "البيه والدكتور والباش مهندس والباشا الخ.." تعنى شيئًا بل صارت تطلق على الكل من الكل، حيث القيمة لمن يمتلك المال بأى طريقة وليس المكانة الاجتماعية المحددة.
تشير الكلمة إلى أن اللغة لم تعد تعكس واقعا واضحا ومحددا وإنما واقع من حالات مؤقتة عابرة مرتبطة باللحظة الجارية فحسب ولسان حالهم يقول: حيينى النهاردة وموتنى بكره. وثار الطموح هو اختلاس لحظة رائقة من العكارة العامة.
تشير الكلمة وشيوعها على الألسنة الآن إلى رغبة عميقة فى الروقان حقا، والاحتفاء بالشخص الذى نراه رائقا كأننا نثمن حالته ونريد لها الدوام له ولنا أيضًا.
فمتى سنكون رائقين حقًا؟!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة