كثيراً ما يستخدم المصريون الأمثال الشعبية أثناء أحاديثهم العادية، ولكل مثل قصة وعبرة أُخِذَ منها، فالتراث العربى بشكل عام والمصرى بشكل خاص يحوى الكثير من الحكم والأمثال التى لازالت تسرى على ألسنة الناس حتى يومنا هذا، واليوم سنحكى قصة مثالين من أشهر الأمثال الشعبية هما "احنا دافنينه سوا"، و"فاكر تحت القبة شيخ".
جاء أصل تلك المقولتان من قصة قديمة بالتراث العربى ترتبط بتبرك الناس بالقبور والموتى جهلاً وزوراً، ويحكى أنه كان هناك أخوان لديهما حمار يعتمدان عليه فى معظم أعمالهما فى نقل البضائع والتنقل، حتى أنه كان ينام إلى جوارهما حتى أطلقا عليه اسم "أبو الصبر"، ففى يوم ما أثناء إحدى رحلاتهم بين القرى مرض الحمار ومات، فقرراً دفنه بصورة لائقة وحفرا حفرة عميقة ودفنوه بها وأحاطوها بصفوف من الطوب وجلسا يبكيان حزناً عليه. لاحظ المارة المشهد فبدأوا يتساءلون عن حقيقة الأمر، فيقولا للناس أن بهذا المكان مدفون أغلى ما كان لهم الذى كان يعينهم فى كل شىء ويعاونهم ويصبر عليهم كما لم يصبر أحد من قبل، فظن الناس أنهما يتحدثان عن شيخ جليل، فبدأوا بمشاركتهم البكاء والتبرع لهم بالأموال، ومع الوقت وضع الرجلان خيمة على الحفرة ثم قاما ببناء حجرة بدلاً من الخيمة وجاء الناس يتبركون ويقرأون الفاتحة للشيخ الجليل "أبو الصبر"، وصار المكان حديث أهل القرية وتهافتوا عليه يتبركون من كراماته فأصبح "أبا الصبر" يزوج العانس ويشفى المريض ويغنى الفقير.
تحول المدفن لمصدر دخل كبير لصاحبيه، وبعد أن اغتنى الرجلان نشب بينهما خلاف حول تقسيم العائد من المدفن فغضب أحدهما قائلاً: والله سأطلب من الشيخ الصالح أبو الصبر (مشيراً إلى القبر) أن ينتقم منك ويريك غضبه ويسترجع لى حقى. فضحك أخوه قائلاً: أى شىء تقصد "إحنا دافنينه سوا". فجاءت من هذه القصة مقولة "كان فاكر تحت القبة شيخ".
ومنذ ذلك الحين انتشر مثل "احنا دافنينه سوا" وتناقله الناس ومازال يتردد حتى وقتنا هذا، فتقوله عندما يراوغك أحدهم ويصف الأمور بما ليس بها وأنت على علم تام بالحقيقة فتنبهه بأنكم "دافنينه سوا"، أما عندما يريد أحد الاشخاص التعبير لمن يتحدث معه عن عدم تقديره الصحيح للأمر نجده يقول له "انت فاكر تحت القبة شيخ"، هذا المثل الذى يستخدم بصورة كبيرة عند الحديث عن الأمور المالية أو عندما يظن أحدهم أنك تحتكم على مبلغ من المال فتصحح له الأمر من خلاله.
عدد الردود 0
بواسطة:
مصر
أسراء
مقال لطيف ..وموضوع ثري ومسلي وايضا ممكن معاني الكلمات..نرجو المتابعة
عدد الردود 0
بواسطة:
الشبراوي
تلخيص الحكاية بمأثور الكلام
جميل أن تعرف الحكايات التي نشأت عنها مأثورات الكلام ، ولكنك لا تدري أنه بمرور الزمن تنطبق هذه المأثورات علي حكايات جديدة فالمأثور "احنا دافنينه سوا " أصبح يشير إلي الاشتراك في جريمه لايعرفها إلا مرتكبوها فقط أو عملية نصب حدثت لايعرفها إلا مرتكبوها كما في أصل الحكاية . والمأثور "فاكر تحت القبة شيخ" من الممكن استخدامها لتضليل الباحث عن مصلحة ما فهي أداة كذب ، فمن الممكن أن يكون تحت القبة شيخ فعلاً ومن الممكن ألا يكون . لكن الممتع هو معرفتك بأصل حكايات مأثورات الكلام.