تم تتويج مدينة الأقصر كعاصمة للثقافة العربية، واقتصر الاحتفال على افتتاح معرض للفنون التشكيلية وحفل موسيقى رائع استمر عدة ساعات.. ونظرة أخرى إلى احتفالات الدولة بالأعياد مثل عيد الأم وعيد العمال وأعياد وزارة الثقافة والمهرجانات العديدة.. ولا شك أن مجالات الثقافة ليست الطرب فقط، حيث إنه بدون كلمات شعرية معبرة لن يكون هناك طرب.. ووجود فقرة شعرية لمدة عدة دقائق لن تؤثر أبدا على برنامج الحفل، ومصر مليئة بمواهب الشعر والزجل من الإناث ومن الرجال، وقد سبق أن قدم الشعر فى حفلات القوات المسلحة ولاقى إعجابا وحماسا كبيرا، لكن أن يتجاهل المسئولون هذا الفن الراقى الذى ينمى فينا الحس والإلهام والمشاعر ويرتقى بذوق المستمع والمشاهد، فلا أجد له مبررا.
هل هو تغافل متعمد؟؟ أم عدم اعتراف بالشعر؟ أم إنذارا بأن مصر بعد أحمد شوقى والبارودى ثم الأبنودى وحجاج والشاعر وجويدة ـ قد نضبت؟؟ أن القاهرة وحدها بها أكثر من 400 صالون ثقافى أهلى يقام أسبوعيا أو شهريا أو نصف شهرى وآخر من ولد من هذه الصالونات هو صالون الأهرام الثقافى العملاق.. كما يقام فى عدة أماكن بدار الأوبرا صالونات للثقافة كاد أن يطغى الطرب عليها وينسحب الشعر.. كما أن الأحزاب والائتلافات السياسية تحاول ركوب الثقافة من باب هذه الصالونات، فيحضرون ويوزعون استمارات الانضمام على الموجودين تحت أقدام المجلس الأعلى للثقافة.. وهذا إنذار آخر.. فانسحب الشعراء رويدا وغابت كلمات الإحساس والتعبير.. وأصبحت اللغة العربية فى خبر كان.. فلا أحد يلوم المدارس الخاصة التى جعلت اللغة العربية لغة ثانية أو ثالثة.. فأحفادى يتغنون الآن بموسيقى غربية وكلمات أجنبية حتى صاروا يسألون والديهم عن معنى ما أقول باللغة الأجنبية.. فإذا لم يعود الشعر والأدب لهذه المنتديات ويجد الحافز من المسئولين.. فلن تجدوا أحدا يتكلم اللغة العربية التى تتناولها معاول الهدم بكل ضراوة.. ومنهم معول التجاهل والتغافل واللامبالاة .. وهى اليوم تتبع وزارة الثقافة.. وغدا تتبع وزارة الآثار .
م . عز الدين السرى يكتب: أين الشعر من الثقافة؟