أحمد الغرباوى يكتب: أعذرنى أيُّها الحُبّ..؟

الأحد، 09 أبريل 2017 02:00 م
أحمد الغرباوى يكتب: أعذرنى أيُّها الحُبّ..؟ عاشق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

حَبْيبى..

ما احْتَلْنى شَغْفاً..

وتجَرّنى مِنْ وِحْدة مَشْاعرى .. وتُخْرجنى من أُلفة ذاتى لذاتى.. وإذْ بـِضىّ فَنْار أنْفَاسها يَهْدى تيه رَوْحى.. ويَصْدُمنى بَعْدما ظننت .. أن كلمك ألقٌ.. يلقى بطوق نجاتى.. فإذا بِك تعيدينى ليْمّ حُزنٍ..

ومن عقارب الزّمن فارٌ هو قلبى وأنْتِ .. هاربٌ من شوارع وأزقة مُدْن.. وأبْرَاج أحيْاء.. تعلو هَامات الخيْال.. مُتصديّاً لإعْصار الربّ ..

ما كانت يوماً شراباً يُحْتَسى ..

تروح وتجىء نَدى معدتى.. دائى وأدْويْتى.. ظمأ ورواء شرايينى وأوردتى.. إدمانى وشفائى..

بل وكعبة رَبّى.. دامت حَيْاتى مِحْراب حُبّى..

إنها حاجبة عِشْقى ورُوىّ سُقْى!

فلمّا رَحلت.. تخلّف..

فى روحى تَخلّف العِشْق.. ارْتِوْاء أبَدْ..

أبَدْ!

،،،،،

حَبْيبى..

بقدر تعاظم رَوْعات الوَجْد؛ وخَدْر التيْاع الشّوق؛ بقدر الإحساس بالألم؛ واتساع جُرح العِشْق..

ولمّا كُنْتُ صِدْق كبرياء.. و..

ولا أزل..

فى رَوْحى نزف كرامة.. وإهانة تشبّث إخلاص.. وسِيْاط وَجْع..

وجع يمزّق طولَ صَمْتٍ على البقاء.. ويخترق سماوات؛ تَسْترُ أرْض (عِشْق رَوْحى)..!

فما أقسى..

أن يحاول من يُحبُّ فى الله أن يبعث الروح فى حُبٍّ من طرف واحد..!

ملايين وملايين نساء.. ملايين وملايين أسماء..

وفى عُمْرى تظلُّ ـ حَبْيبى ـ الأوْحَد..!

واحدٌ فقط هو المُسَمّى .. هى

هى أنْتِ..!

أنْتِ التى فى الله أحْبَبْتَها..

ولم أحصد غير دَوّام عذابات ألمْ..!

ولم أحظ بِلُقيا الفرح أبداً.. أبَدْ.. إلا

إلا فى ليال عُرسٍ؛ لاتنم فيه الأحلام..!

أنْتِ التى فى الله أحْبَبْتَها..

وما أنْتِ بامرأة تتشدّق.. وتتباهى بعدد من لهثوا وراءها.. وتتفاخر بإطّراد من أحبّوها.. وتستلذّ بكثرة ضحاياها..!

رغم قيد إعلانك.. كان حقيق حُبٍّ.. يسعى لتلبية رزق رَبّ..!

وما كُنْت حَبْيبى..

ما غدوت وليمة لجمعٍ.. يتسابقون على جزء جزء من بَضّ لحمك..!

فلم ولن تعرف الحُبُّ فى الله من كانت امرأةً للجميع..!

شهد الحُبّ.. لا يَسْكن براء قلبٍ؛ عَسّ على عسله الذّباب..!

،،،،،

حَبْيبى..

ما كان يوماً رُقىّ الوْجَدِ (فِنجان قَهوة) يُحْتَسى ..

يُحْتَسى مِنْ بَيْن أنامل بَشر ..

حتى لو كُنت ـ حَبْيبتى ـ عَالقةٌ بأصابع من ذَهب هذى اليْدّ ..

حَبْيبى ..

لا تُسجن (عِشْقاً) فى فنجان قَهوة ..

 بين أنامل بَشر.. عَبث ولهو إنسان..

حَبْيبى..

 لا تَسِلْ مِلء (مِعدة).. مىّ يُهان..

يُهان!

أُعذرنى أيّها الحُبّ؟

سامحنى..

سامحنى أيّها العِشْق؟

فقد رَحْلَ زَمْانٌ..

دُرّ الكون كُنْتِ فيه

يوم الخَلْقِ كانْ..

كانْ!

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة