عمرو محمد إبراهيم يكتب: نماذج المحاكاة.. المفهوم والممارسة

السبت، 08 أبريل 2017 10:00 م
عمرو محمد إبراهيم يكتب: نماذج المحاكاة.. المفهوم والممارسة مجلس النواب - أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تعتبر نماذج المحاكاة الأكاديمية أحد أهم الركائز العلمية فى تنمية وإعداد كوادر للمستقبل قادرة على التأقلم داخل مناصب المؤسسة التى يحاكيها النموذج، ومن ثم إعداد التقارير والبحوث والتدرب على مناصب صناع القرار، تمهيداً لتوليهم لتلك المناصب فى المستقبل. إذ أن التعلم بالمحاكاة يعتبر تطبيقاً عملياً لما تم دراسته نظرياً من قبل، سواء كانت الدراسة جامعية أو ذاتية.

 

ونماذج المحاكاة بطبيعتها تخضع لمعايير وبروتوكولات دقيقة إذا أردنا نجاحها وتنفيذ رسالتها، فكل مؤسسة يحاكيها النموذج تختلف منها إلى أخرى باختلاف دور ومناصب وهيكلة تلك المؤسسة، فنموذج مجلس النواب المصرى ليس كنموذج جامعة الدول العربية، ونموذج الأمم المتحدة ليس كنموذج مجلس الوزراء المصرى، وهكذا فلكل مؤسسة طبيعتها الخاصة وبناء على تلك الطبيعة نضع خطة للنموذج تضمن نجاحه وفعاليته.

 

أما الآن فقد أخذت بعض نماذج المحاكاة طريقاً ربحياً مادياً ترويجياً، لاسيما النماذج الكبرى التى تغطى الجامعات المصرية بفروعها، فبعدما كان هدف النموذج هو التعليم ثم الإعداد ثم التنفيذ ومن ثم إعداد كوادر وقيادات للمستقبل، أصبحت مجرد مسرحية دعائية لبعض الشركات أو المؤسسات الأخرى. فغياب دعم الجامعة لتلك النماذج العلمية جعلتها فريسة فى ملاعب المؤسسات والشركات لتنفيذ دعاياها داخل الجامعة بأيدى طلابها. فكيف ننشأ قادة - إذا اعتبرنا أن التعليم داخل النماذج متوفر – والطلاب بأنفسهم يسوقون دعاية لشركات أخرى، لم تولد نماذج المحاكاة للدعاية قط بلد ولدت لتعليم وللإعداد ومن ثم قيادة المستقبل.

 

وبغض النظر عن ما وصل إليه التعلم بالنمذجة داخل الجامعات المصرية، فقد أنشأت خطة عندما توليت رئاسة نموذج مجلس النواب المصرى بجامعة أسيوط وهى إنشاء نموذج محاكاة مدرسة للتثقيف السياسى بأيدى طلاب جامعة أسيوط، فلم أجعل فى سياستى مكاناً للطلاب هاوية ولكنى أبقيت على أفضل العناصر لبناء نموذج محاكاة غير تقليدى وقد نجح وبأيدى طلاب الجامعة. فسياستى كانت ركيزتها هى لا لجعل النموذج مجرد مسرحية لعرضها فى مؤتمر ختامى له، ولكن أن يكون هذا النموذج مدرسة وعائلة لجميع طلابه طيلة فترة إقامته منذ العام الدراسى الأولى وحتى نهايته فى 3 أبريل الماضى.

 

فقد اهتممت بالبحث العلمى كهدف أساسى لبناء تلك المنظومة الناجحة، فعقدنا ورش العمل المختلفة للبحث العلمى ومهاراته وفنون التحليل السياسى والتدريب على الإلقاء فى أجواء يملؤها العزيمة والإرادة وحب الكيان والأسرة الواحدة داخل النموذج، فلم أسمح باليأس بالتدخل بين طلابى، بل كانت سعادتهم بنجاحه قادرة على التغلب على أى شىء. فقد قابلتنا مشاكل عديدة لا تحصى من فقر للإمكانيات وعجز فى الموارد المالية والبشرية، فضلاً عن قلة الاهتمام بعملنا ولكننا وبرغم كل هذا، قد نجحنا فى تأسيس هذا النموذج القيم ليشهد التثقيف السياسى بجامعة أسيوط بأن عام 2017 شهد ولادة حقيقية لنموذج محاكاة بأيدى طلابه فقط وبتعاليم وأسس نماذج المحاكاة الدولية، فقد كانت رسالتى هى "العلم والبحث العلمى والتثقيف السياسى لتخريج نواب المستقبل".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة