إبراهيم أمين مؤمن يكتب: ليالى الشرق الساحرة

الجمعة، 07 أبريل 2017 10:00 م
إبراهيم أمين مؤمن يكتب: ليالى الشرق الساحرة الأهرامات ليلا ــ أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أيها العالم الغربى...

هيا إلى الشرق العربى الساحر، نمضى ليالى فى ظل القمر الساطع والنجم اللامع ..

من شرفات حفلات السهر، ننظر إلى النيل الذى قبل أن يمتعنا بموجاته التى زبُدتْ وأفرزت حضارة مصريتنا، يرعرعنا بروائه الخالد الذى نستقى منه الحياة.

ذلك النيل الذى بنيت على صلبه حضارة الفراعين التى امتدت سبعة آلاف عام، وما زالت تلك الحضارة تتربع على عروش حضارتكم فتأخذون منها ما جعل لكم السبق والريادة علينا .

تأخذون من أجسادنا، من عقولنا، من أبنيتنا، من برْديّاتنا ثم تترأسونا ..

حقا إنها حضارة الفراعين التى لا يندب معينها أبدا .

لنستقى منه أرجوزة الشرق، كما استقينا منه خرير ماء جرى فى حلوقنا طعما وريا.

هو اللحن والكلمات (النيل) وما علينا إلا أن نغنى نحن الشرق بصوت البلابل فنطرب ونطرب، محاولة منا لعزف حضارة الفن الجميل الذى ولى فى قبور حفرتها أسماع وآذان فسدت أذواقهم واعتادت آذانهم على التمتع بالنشاز من اللحن .

نطرب على ترانيم كوكبة من الفن الجميل البائد .

نقص فى هذا الفن ونروى كيف طابت الأسماع وأينعت، ثم كيف فسدت فى هذا الزمان وذبلت وانكسرت..

نشرب فيها كؤوسا من شراب يسكر الأحزان فتمضى، ويأتى بالأفراح فتبقى.

تتراءى لنا فيها رقصات الخيل العربى الأصيل على الطبول فتهتز الأرواح نشوانة راقصة على رقصة الخيل ودق الطبول.

وتذهب عنا شرور الأنفس التى تلذ الأبصار من رقصات العاريات، على أنغام الموسيقى ذات الأصوات الصاخبات..

أيها الغرب.. بل أيها الشرق

ما زال لدينا الكثير والكثير ولكنا استسلمنا فى قيعان الكسل على عروش تحت الماء نتغنى بأمجاد الماضى الذى يحلو الحديث عنه ولكن بأصوات النشاز، دون أن نطفو طفو النجاة على الماء فنتغنى به ونعمل على إعادته فتصبح أصواتنا كصوت البلابل فينفعنا فى حاضرنا، ولكن للأسف إذا طفونا طفونا طفو الغرقى.

فلنستنفر الهمم ونشمر الأيادى والأرجل ونقف صفا محازيا لنعزف أنشودة الخلاص من الوكس، ونستبدل مكانها أنشودة المجد والكرامة

إنه .............

ما زال لدينا ما يسحر العيون ويأخذ بلب القلوب .

وما زالت لدينا مشكاة تضىء أبدا، ولا تنطفئ أبدا، تدر لنا سحرا من النور الذى لا يفنى أبدا، وكل ما علينا أن نستنفر قوانا التى لجمها الكسل، وخرت قياثيرها منهدة بعد عزف متوال من تشدقات الصمت تارة وبين نشاز الصوت الذى يحاكى أصوات التوحش والافتراس تارة والتى تبعث فى النفوس الخوف .

 تلك المشكاة التى تنبعث نفوسنا من صمتها بعد النداء فتحيا نهارها وليلها فلا تغفل عن الملل أبدا.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة