خالد عبد الحميد يكتب: عندما تصادق الوحدة

الخميس، 06 أبريل 2017 12:50 م
خالد عبد الحميد يكتب: عندما تصادق الوحدة خالد عبد الحميد مدرب تنمية بشرية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما نتعرض لمواقف قاسية ومؤلمة نحن نتغير تماما.. نصبح أرق أو أقسى.. ثمة عوامل كثيرة تحدد ما سنصبح عليه.. لكن الأكيد أننا لم نعد الشخص الذى كناه للأبد..

 

ستتعلم أن لا تتعاطف مع قلوب اتخذت انكسارك هدفا. ستتعلم كيف تصفى ذهنك لتتجاوز الأقنعة وترى كيف أن تحت الملامح المنمقة والابتسامات اللامعة.. قلوب عمياء مملوءة بحقد أسود. ستتعلم ألا تتحمل أحدا أو شيئا مهما كنت بحاجة له.. فلا يوجد شىء أو أحد لا تستطيع الاستغناء عنه. ستتعلم أن السعادة ليست أشخاصا أو أشياء.. السعادة أن تتبع ضميرك ومبادئك. ستتعلم يا صديقى..ستتعلم..

 

بعد فترة، ستتعلم أن الحب لا يعنى الاتكاء، وأن الصُحبة لا تعنى الأمان ..وأن الابتسامات والقبلات ليست عقودا مبرمة. بعد فترة ستفهم أن بعض الأماكن ملعونة، وكآبتها ستظل تلاحقك ما حييت.. وأن بعض الأشخاص كذلك.. فلتصبر وتتقبل الأمور كما هى حتى تعتادها.

 

بعد فترة ستتعلم كيف للذاكرة أن تتنكر برداء تعويذة تُلقى عليك تراتيل بؤس لينطفئ جزء من قلبك.. تحت ضغط الألم والمواقف الصعبة تذوب شخصيتنا القديمة وتتكون شخصية جديدة لها هيئة القديمة ولكنها مختلفة تماما فى أعماقها.. فقد نصبح فى منتهى القسوة والرقة معا..تنتابنا مشاعر الرحمة والرغبة فى الانتقام فى نفس اللحظة..ويكون دوما تصرفنا على نحو مدهش للجميع حتى أنفسنا.. وتبدأ بتقبل هزائمك ورأسك مرفوع وعينيك مفتوحتين بمروءة رجل وسمو امرأة، ولكن (ليس) بحُزن طفل .. وتتعلم كيف تتم بناء مسارات حياتك واختياراتك على يومك الحاضر لأن أرض الغد وقلوب البعض غير جديرة بالثقة بالنسبة إلى الخطط .. بعد فترة ستدرك.. أن حتى أشعة الشمس شتاء تحرق إذا بالغت فى الاقتراب منها .. فيجب أن تحافظ على المسافات دائما .

 

 بعد فترة من الزمن.. بعد كم من الخذلان.. والكثير من الانكسار.. ستتخذ الوحدة صديقة جميلة.. ستخرج معها وتتحدث معها.. وتبوح لها.. وتبكى معها وتفرح أيضا.. وما أصعب أن تفرح وحدك يا صديقى.. لكنك ستتعلم ذلك وتتقنه...ستتعلم.. ستصبح الوحدة صديقا مقربا.. تجده وقت الحاجة.. دائما متفهم لحالاتك النفسية الحادة من قمة سلم الفرح وحتى أسفل ثعبان الانكسار.. وستقوم بزرع حديقتك وتزين روحك بنفسك. بدلاً من انتظار شخص ما ليحضر لك البذور والزهور..

 

وستندهش لكونك مازال بمقدورك الاحتمال.. وأنك حقا قوى..أقوى كثيرا مما بدى للجميع..ستطوى قيمتك بداخلك...وتنطلق لتحلق.. وتبعتد وتبتعد.. فيبدو لك الجميع بحجمهم الطبيعى.. مجرد ذرات ملونة...

 

ستطوى قيمتك بداخلك..كما تطوى المك وحزنك..وتقابل الجميع بابتسامة عظيمة لا يحدها الكون.

ستقابل الجميع بابتسامة عظيمة كالتى تقابل بها مشاكلك العظيمة..تماما كالتى تقابل بها المنافقون العظام.

 

 ستتعلم يا صديقى.. وتتعلم وتتعلم.. مع كل وداع عظيم..ستتعلم..مع كل خيانة كبرى ستتعلم..

لتبقى كما أنت.. بابتسامتك الجميلة ووجهك المشرق..وضميرك اليقظ..وهدؤك الصوفى

..وعيونك الحزينة.

 

 










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة