عصفور صغير لا يملك من الدنيا سوى ريش زاهى الألوان يغطى جسده النحيل، وزقزقة عالية تريح الأذن ثم قفص صغير هو دنياه التى نشأ خلاله، ينظر للعالم من بين أسلاكه الصغيرة، يندهش أحيانا ويفزع أخرى ثم يأوى بعد تعب وغناء لحجرة صغيرة من الخشب تتوسط القفص.
وذات يوم شعر برغبة عارمة فى تنسم هواء نظيف فرفرف بجناحيه الصغيرين ثم انطلق لأعلى القفص لنقطة تتسع المسافة بين أسلاكه، وأخرج رأسه الصغير لرؤية العالم ولمس نسمات الهواء العابرة.
لحظة ربما لا تزيد على ثانية من الزمن ثم بخلت الحياة بأكثر منها، كان ينتظره على أحر من الجمر خطر ماحق رابض منذ فترة طويلة يرى العصفور ويرقب نموه بالقفص، ويسمع ثغائه جيدا فتتحفز مخالبه الحادة وينقبض منقاره مصدرا صوتا ينذر بالموت القادم.
اندفع الصقر من شاهق كرصاصة انطلقت من بندقية صياد ماهر، فى لحظة كلمح بالبصر أو أقل إلاّ وقد اقتلع رأس الصغير من جسده أثناء محاولة جذبه خارج القفص، سقط الصغير مدرجا فى دمائه ولعله لا يدرى حتى يومنا ما حلّ به .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة