أكرم القصاص - علا الشافعي

جمال رشدى يكتب : محافظة المنيا بين نفرتيتى والإسلامبولى

الأحد، 23 أبريل 2017 04:00 م
جمال رشدى يكتب : محافظة المنيا بين نفرتيتى والإسلامبولى محافظة المنيا

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

محافظة المنيا بين العلم والحضارة والإرهاب والتطرف. فى السنوات الأخيرة احتلت محافظة المنيا المكانة الأولى فى الأحداث الطائفية التى حدثت فى مصر مما دعى الكثيرين من المتخصصين ووسائل الإعلام بتسليط الضوء على تلك المحافظة ومع تكرار الأحداث اتهم الكثيرون تلك المحافظة بأنها معقل الإرهاب والتطرف فى مصر بل وصل الأمر بالبعض بإطلاق اسم إمارة المنيا الداعشية على المحافظة.. وبما اننى من أبناء تلك المحافظة ومن القاطنين فى إحدى قراها وهى قرية البيهو التابعة لمركز سمالوط فإننى اجزم اننى امتلك معطيات تحليل تلك الأحداث من زاوية التجرد الكامل من أى مؤثرات.. اولا اسم المحافظة منشق من كلمة هيروغليفية ( منعه خوفو ) وهو الاسم القديم الذى ورد فى نقوش مقابر بنى حسن بالمنيا وهو اسم مرضعة الملك خوفو ثم تطور هذا الاسم إلى منعه فى القبطية وتعنى المنزل ومنه جاء الاسم الحالى المنيا. ويشير إليها بمنيا الفولى نسبة إلى العالم الإسلامى الشهير أحمد الفولي. تنقسم المحافظة إلى 9 مراكز إدارية تضم 9 مدن و57 وحدة محلية قروية و346 قرية و1429 عزبة ونجع بالإضافة إلى مدينة المنيا. عدد سكانها ما يقرب من 3700000 .. المحافظة ليس كما يتصورها أو يصورها البعض بأنها مخبأ الإرهاب والجهل والمرض... الخ لكن هى من أغنى محافظات مصر فلديها تنوع كبير جدا ليس موجودا فى أى محافظة أخرى فى مواردها الاقتصادية.. صناعيا.. بها مصانع اسمنت ابيض واسود بسمالوط ومحاجر حديد والصلب ومحاجر الرمال ومحاجر الحجر الجيرى ومحطات تعبئة غاز بمركز سمالوط ومصانع زيوت ومحالج القطان ومحطات تعبئة الغاز الطبيعى ومصانع المياه الغازية بمركز المنيا ومصانع السكر بمركز أبو قرقاص ومصانع البلاط والطوب الرملى بمركز أبو قرقاص.

زراعيا.. تقدر مساحة الأراضى الزراعية بنحو 452 ألف فدان تمثل نحو 6.5% من الأراضى الزراعية بمصر ناهيك عن الظهير الصحراوى المتسع الذى تم استصلاح آلاف الافدنة به وأصبحت تزرع بشتى أنواع الفواكه والخضروات والحبوب.. وتعتبر محافظة المنيا الأشهر فى إنتاج بعض المحاصيل مثل القمح الذرة القطن الفول البطاطس الطماطم العنب قصب السكر.

سياحيا. تعتبر المحافظة متحف وسجل مدنى لعصور تاريخية مرت على مصر فيها الآثار الفرعونية والرومانية واليونانية والقبطية والإسلامية ومن أهم بعض آثارها معبد الملكة حتشبسوت بتل العمارنه.. زاوية سلطان.. طهنا الجبل.. دير العذراء بجبل الطير. كنيسة ابسخيرون بالبيهو... كنيسة ابونا عبد المسيح بالمناهرة. دير الأنبا صموئيل بمغاغة. دير القديس ابو فانا بملوي. آثار انصنا الآشمونين. مسجد الفولي. مسجد المئذنة المائلة. اسطبل عنتر..

وقد أنجبت المحافظة شخصيات ثرية جدا منهم على سبيل الذكر وليس الحصر الدكتور طه حسين عميد الأدب العربي. فاروق سيف النصر وزير العدل السابق. المشير عبد الحكيم عامر وزير الدفاع . الفنانة سناء جميل. الفنانة ميرفت امين. الموسيقار عمار التشريعي. الفنان الشعبى حكيم وأحمد عدوية. والسيدة سوزان مبارك زوجة الرئيس الأسبق حسنى مبارك. الفنانة شيرين سيف النصر. الفنان نور الشريف. الكابتن هشام عبد الرسول. الكابتن أحمد حسن.. فتلك المحافظة الغنية بتاريخها ومواردها.. ورمزها نفرتيتى ويعنى اسمها ( الجميلة اتت) وهى زوجة الملك امنحوتب الرابع الذى أصبح لاحقا اخناتون فرعون الأسرة الثامنة عشر.. كل هذا فلابد أن نفهم كيف أنجبت الإرهابى خالد الإسلامبولى قاتل السادات والذى أصبح الرمز للإرهاب فى مصر.

ومن وجهة نظرى أن الاسلامبولى هو نقطة التحول الكبرى فى تاريخ المحافظة. حيث قامت الدولة بإنتاج سياسة القبضة الحديدية عن طريق تعيين المحافظين ذوى الخلفية الأمنية الشديدة مع إهمال الجانب التنموى والثقافى والعلمي. ومع الإهمال الكلى لأنظمة الحكم السابقة للتنمية فى الصعيد.

 

أصبحت محافظة المنيا هى إدارة أمنية وبذلك لم يتم التخطيط لكيفية استغلال مواردها المتنوعة فى تنميتها ومع الوقت تواجدت أجيال مهمشة ثقافيا واجتماعيا وحدث تجريد أخلاقى داخل شخصية تلك الأجيال، فأصبح الانفلات والفوضى هم الدافع السلوكى للكثيرين.. واستغلت الجماعات المتطرفة منذ سنوات طويلة تلك البيئة الخصبة لنشر أفكارها واستقطاب عناصرها فاقتحمت النجوع والعزب والقرى مترامية الأطراف. وكان لأمن الدولة الجهاز القوى الدور الأكبر فى كبح جماح تلك الجماعات والتصدى لها. ومع انهيار نظام مبارك وتحجيم عمل ذلك الجهاز القوى انطلقت تلك الجماعات المتطرفة بدون رادع أمنى فى قيادة الأعمال الطائف التى تحدث بين الحين والآخر.

 

لوقف التطرف والإرهاب فى المحافظة يلزم العمل على عدة مسارات أمنية وتنموية وثقافية، فيلزم رادع أمنى قوى بجانب وضع رؤية تنموية لكيفية استغلال موارد المحافظة المتنوعة.. وتلك الرؤية يلزم أن تكون خارج السياسة التقليدية لمنظومة الإدارة المحلية فى مصر. التى تهالكت وأصبحت غير قادرة على وضع الاستراتيجية المناسبة لتطبيق سياسة الدولة الإصلاحية.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة