خالد عزب يكتب: التراث الفنى الإسلامى فى المغرب

السبت، 22 أبريل 2017 12:00 ص
خالد عزب يكتب: التراث الفنى الإسلامى فى المغرب غلاف الكتاب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

صدر عن دار نشر المعرفة فى الرباط، كتاب "التراث الفنى الإسلامى فى المغرب" من تأليف الدكتور عبد العزيز صلاح سالم الذى عمل لسنوات فى الرباط فى برامج التراث الإسلامى، ويعمل أستاذاً للآثار والفنون الإسلامية فى جامعة القاهرة.      

                                                                         

أهمية الموضوع 

تعد دراسة "التراث الفنى الإسلامى فى المغرب" والتى تتناول الفترة من الفتح العربى إلى نهاية العصر السعدى، من الدراسات المهمة حيث تسهم فى كشف العديد من الجوانب الأثرية والفنية المرتبطة بخصائص الفنون المغربية التى لا يزال يكتنفها نوع من الغموض، فعلى الرغم من أهمية الفن الإسلامى، وقيمته الفريدة بالنسبة لتأريخ مواد الفنون فى المغرب الأقصى، إلا أنها لم تلق العناية والاهتمام اللازمين من قبل الباحثين والمتخصصين فى هذا المجال، الذين عزفوا عن دراستها، لما تتسم به هذه الموضوعات من صعوبة فى تتبع عناصرها الفنية، وذلك بسبب تناثر مواده المختلفة بين العمائر الإسلامية المغربية والمتاحف الوطنية والدولية، بالإضافة إلى أن عدم متابعة أعمال الصيانة والحفظ بشكل دورى وعمليات الترميم الخاطئة المتتالية التى أجريت على بعض المواد الفنية ونقوشها الكتابية والزخرفية المتنوعة أحدثت تغييرات جمة يصعب معها تتبع وفحص ودراسة خصائصها الصناعية وسماتها الفنية بشكل أثرى دقيق.

                                      

ولذا تكمن أهمية دراسة مواد الفنون الزخرفية بالمغرب من الفتح العربى إلى نهاية العصر السعدى، والمحفوظة فى المتاحف المغربية والعربية والعالمية، وأيضاً التحف الفنية التى تزين العمارة الاسلامية فى المغرب الأقصى وتحليل عناصرها الزخرفية وبيان تنوع موادها، وتعدد أساليب زخرفتها فى المواد المختلفة من الأحجار والجص، والمعادن، والأخشاب، والفخار والخزف، وغيرها، وتصنيفها وفق تسلسلها التاريخى، وأسلوبها الفنى، ووصفها وصفاً علمياً دقيقاً، مما يساعد الدارسين والمتخصصين والباحثين فى تأريخ التحف الأثرية التى لا تحمل تاريخ ومكان الصناعة.

                                                                                            

كما تقوم الدراسة بتحليل النقوش الكتابية التسجيلية على مواد الفنون الزخرفية بالمغرب الأقصى، وتوضيح مدلولاتها التاريخية والأثرية، وتتبع الأسماء والألقاب الواردة عليها، وتفسير بعض القضايا المتعلقة بهذه النقوش الكتابية، وإلقاء الضوء على التأثيرات المتبادلة على مواد الفنون الزخرفية المغربية من الفتح الاسلامى إلى نهاية العصر السعدى، سواء الواردة من المشرق الاسلامى أو من بلاد الأندلس، وبيان أثرها فى تطور أساليب صناعة التحف الفنية فى المغرب الأقصى، والتعرف على أهم المراكز الصناعية لمواد الفنون الاسلامية فى المغرب الأقصى، وأشهر الصناع، وإضافة أسماء صناع مغاربة برعوا فى صناعة مواد الفنون الزخرفية الاسلامية إلى قوائم الصناع فى العالم الإسلامى، وما يمثله ذلك من إضافة جديدة تساهم بشكل فعال فى معالجة العديد من الحوادث التاريخية والقضايا السياسة، والاجتماعية التى تطرحها التحف الفنية فى المغرب الأقصى، مع مقارنة ما تثيره من إشكاليات بما ورد فى كتابات المصادر التاريخية، وإضافة دراسة نقدية لأهم الكتابات العربية والأجنبية التى تطرقت إلى هذا الموضوع.      

                                                        

منهج الدراسة                                                                                               

تشتمل دراسة: التراث الفنى الإسلامية فى المغرب، على قسمين رئيسين، يضم الأول منهما، مقدمة، وخمسة فصول، وخاتمة، بالإضافة إلى قائمة من المصادر والمراجع العربية والأجنبية التى اعتمدت عليها الدراسة، ويضم القسم الثانى اللوحات، ويمكن ذلك توضيح ذلك على النحو التالى:           

                      

تبدأ الدراسة بتقديم للأستاذ الدكتور عبد الحق المريني، مؤرخ المملكة المغربية، ومحافظ ضريح محمد الخامس من سنة 2010، والناطق الرسمى باسم القصر الملكى من سنة 2012، ورئيس اللجنة العلمية لجامعة مولاى على الشريف، والذى تذخر المكتبات العربية والأجنبية بالعديد من مؤلفاته العلمية القيمة، منها على سبيل المثال وليس الحصر: كتاب "الجيش المغربى عبر التاريخ" سنة 1968، صدر فى طبعتين جديدتين منقحتين ومزيدا فيهما سنة 1997، وسنة 2011، صدرت له ترجمة بالفرنسية سنة 2000، وكتاب شعر الجهاد فى الأدب المغربى (جزآن)، طبع وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية (1996)، وطبع " منشورات الزاوية " سنة 2010، وكتاب لمحة تاريخية عن الحركة الدستورية فى العهدين العزيزى والحفيظي، ومن خلال الخطب الملكية لأصحاب الجلالة الملوك محمد الخامس والحسن الثانى ومحمد السادس (2011-1906) المطبعة الملكية (2011)، وكتاب محطات فى تاريخ المغرب المعاصر (1894-1956) منشورات الزمن قضايا تاريخية عدد 13،(2011)، الطبعة الثانية مزيدة ومنقحة (2012)، وكتاب ملحمة محمد الخامس – طبع وزارة الثقافة (2013) وكتاب ببليوغرافيا مفصلة حول محمد الخامس (1927-1961)، المطبعة الملكية (2014)، و "ديوان الحسنيات" فى ثلاثة أجزاء (1975-1979-1983)، وكتاب :" قال جلالة الملك الحسن الثاني" فى 3 أجزاء (1977-1983-2000)، وكتاب " مجموعة الخطب الملكية والرسائل المولوية والأوامر اليومية الموجهة إلى وحدات القوات المسلحة الملكية" فى 4 أجزاء (1978-1989-1999-2011)، وكتاب " جلالة الملك الحسن الثانى الانسان والملك" (1985)، وكتاب "محمد الخامس دراسات وشهادات" (1988)، وكتاب " دليل المرأة المغربية " فى 5 أقسام، وكتاب: "مدخل إلى تاريخ المغرب الحديث من عهد الحسن الأول إلى عهد الحسن الثاني" طبع وزارة الشؤون الثقافية (1996)، و"ثريا الشاوى أول طيارة بالمغرب الكبير " (1956) أعيد طبعه سنة (2009)، وله عدة كتب وثائقية حول الرحلة الملكية السنية لأربع دول خليجية وللمملكة الأردنية الهاشمية ( 1433هـ - 2012م) المطبعة الملكية (2012)، والرحلة الملكية السامية لثلاث دول افريقية ( السنغال والكوت ديفوار والغابون ). المطبعة الملكية (2013)، والزيارة الملكية السامية للجمهورية المالية، المطبعة الملكية (2013)، وزيارة عمل الرسمية الملكية للولايات المتحدة الأمريكية، المطبعة الملكية (2013)، وله عدة مساهمات أدبية وتاريخية وإسلامية نشرت بمختلف المجلات المغربية، أعيد نشر أول مجموعة منها فى الجزء 57 من سلسلة " شراع " تحت عنوان :" الشاى فى الأدب المغربي" (1999)، وثانية ضمن " منشورات زاوية " بعنوان :" قضايا مغربية" ( 2006)، وثالثة بعنوان : " قضايا و وجوه – نظرات وتأملات " ( مطبعة دار النشر المغربية – 2007).       

                       

وقد حصل العالم الجليل الدكتور عبد الحق المرينى على جوائز عديدة منها : جائزة المغرب لسنة 1968 عن كتابه :" الجيش المغربى عبر التاريخ "، " وبالوسام الذهبى للمؤرخ العربي" من الأمانة العامة لاتحاد المؤرخين العرب وجمعية المؤرخين المغاربة سنة 1996، وبجائزة عبد الله كنون للآداب سنة 1997 عن كتابه :" شعر الجهاد فى الأدب المغربى "، و "بجائزة الاستحقاق والتقدير " من جامعة الحضارة الإسلامية المفتوحة ببيروت سنة 2007.      

                                                                                          

وتناولت المقدمة أهمية موضوع دراسة التراث الفنى الاسلامى بالمغرب، من الفتح العربى إلى نهاية العصر السعدى، وتضمنت على دراسة نقدية لأهم الكتابات العربى والأجنبية التى تطرقت إلى هذا الموضوع، وانتهت المقدمة بعرض المنهج العلمى المتبع فى الدراسة، ثم تطرقت الدراسة إلى الاطار التاريخى والجغرافى للتراث الزخرفى الاسلامى فى المغرب منذ الفتح العربي، وحتى أواخر العصر السعدى.           

              

الفصل الأول: يناقش هذا الفصل نشأة التراث الفنى الزخرفى فى الفترة المبكرة من تاريخ المغرب الأقصى، حيث يتناول شرح التحف الفنية التى صنعت فى عهد الدولة الإدريسية، وبخاصة المنابر الخشبية الأولى فى المغرب، كما يتتبع مظاهر الفنون الزخرفية الاسلامية فى تلك الفترة فى جامع القرويين بفاس، ويلقى الضوء على التحف المعدنية، وكذلك السكة التى ضربت فى عهد الأدراسة، وتناول هذا الفصل دراسة الفنون الزخرفية الاسلامية فى عهد المرابطين، حيث ألقى الضوء على أهم المنابر الخشبية المرابطية الباقية، وبخاصة منبر جامع القرويين، بفاس، ومنبر جامع الكتبية فى مراكش، كما عرجت الدراسة إلى تتبع العناصر الفنية والزخرفية التى تعود إلى العصر المرابطي، مع ذكر السكة التى ضربت فى هذا العصر، وأهم خصائصها.      

 

الفصل الثانى: خصص هذا الفصل لدراسة التراث الفنى والزخرفى فى عصر الموحدين، حيث ناقش تطور الفنون الزخرفية فى عهد الخليفة عبد المؤمن بن على، وأبنائه وأحفاده، فى محاولة كشف الغموض المحيط بموقف الخليفة عبد المؤمن بن علي، من الفن من خلال تتبع الإشارات الواردة عنه فى المصادر التاريخية، من جهة، وما وصل إلينا من مواد الفنون الزخرفية الاسلامية التى صنعت فى عهده، سواء من التحف التطبيقية الباقية أو المندثرة، كما تعرض هذا الفصل إلى حتمية إصدار الدينار المؤمني، وتداعياته فى المجال السياسى والاقتصادى، وتطرقت الدراسة إلى مواد الفنون الزخرفية الخاصة بأبناء وأحفاد عبد المؤمن بن علي، وأبرزت دورهم كرعاه للفنون، مع تسليط الضوء على أهم مواد التراث الفنى الزخرفى التى تم صناعاتها بأمر منهم، مما يضيف إلى سجل هؤلاء الحكام إلى جانب انتصاراتهم الحربية، وأعمالهم المعمارية، تفوقهم فى صناعة روائع الفنون الزخرفية الإسلامية، والتى تميزت بالثراء الزخرفى، مما انعكس أثره على انتاج التحف الفنية المخصصة للمساجد والعمائر الاسلامية مثل: المنابر الخشبية، والثريات المعدنية، والأبواب المصفحة، والعنزات وغيرها من التحف الفنية الثابتة والمنقولة، والتى لا تزال بعضها محفوظة فى متاحف المملكة المغربية، وعمائرها الإسلامية، واختتم هذا الفصل بدراسة مواد الفنون الزخرفية والعملة الذهبية فى أواخر عهد الدولة الموحدية فى الفترة من (610ه.668ه / 1213م.1269م).  

                                                     

ويتناول الفصل الثالث، الحديث عن التراث الفنى الزخرفى فى عصر بنى مرين والوطاسيين، حيث تصدى إلى شرح الفنون الزخرفية الاسلامية فى المراحل التاريخية للدولة المرينية، فالمرحلة الأولى، التى شهدت صناعة روائع من تحف الفنون الزخرفية الإسلامية جمعت فى خصائصها الفنية وأساليبها الصناعية بين السمات الفنية التى كانت سائدة فى عصر الموحدين، والتطور الزخرفى الذى ابتكره الفنان المرينى، وقد بدأت هذه المرحلة من عهد السلطان يعقوب بن عبد الحق سنة 668هـ / 1269م، وانتهت فى عهد السلطان أبى الربيع سليمان سنة 710 هـ / 1311م، كما تناولت الدراسة بالشرح والتفصيل عصر ازدهار الدولة المرينية فى الفترة التى تبدأ من عهد السلطان أبى سعيد عثمان بن يعقوب سنة 710هـ/ 1311م، وتنتهى بنهاية عهد السلطان أبى عنان فارس بن أبى الحسن سنة 759هـ/1358م، كما تعرضت الدراسة إلى تتبع مواد الفنون الزخرفية فى أواخر الدولة المرينية فى الفترة من ( 759هـ/ 1358م : 869هـ / 1465م)، والتى تبدأ من عهد السلطان أبى زيان محمد بن أبى عنان سنة 759/1358م، وتنتهى بنهاية دولة بنى مرين سنة 869هـ/1465م، وهى الفترة التى شهدت تراجعاً ملحوظاً فى الصناعات الفنية، حيث ندرت فيها صناعة روائع فنية متميزة.

 

وقد خصص الجزء الأخير من هذا الفصل لإلقاء الضوء على التراث الفنى الزخرفى فى عهد الوطاسيين فى محاولة للكشف عن الغموض الذى ساد دولة بنى وطاس بصفة عامة، والحياة الفنية على وجه الخصوص، وذلك بسبب ندرة المصادر المادية التى وصلت إلينا من تلك الفترة، وتسعى الدراسة إلى الوقوف على بعض مظاهر الفنون الزخرفية الإسلامية فى عهد بنى وطاس، وذلك خلال تتبع كتابات المؤرخين ووصف الرحالة المعاصرين لتلك الفترة الزمنية.        

                                                                       

ويتعرض الفصل الرابع إلى شرح التراث الفنى الزخرفى فى عصر السعديين الذين اشتهروا بشغفهم بالبناء والتعمير حيث ازدانت البلاد على عهدهم بالعمائر المتنوعة الزاخرة بمفاخر الفنون الزخرفية الاسلامية، بالإضافة إلى دراسة النقود الذهبية فى عصر السعديين، والتى بلغت مكانة عالية، وأصبحت عاملا أساسياً فى السياسة الخارجية، والميادين الاقتصادية والاجتماعية والفنية، وبخاصة منذ عهد أحمد المنصور الذهبى، وحتى أواخر العصر السعدى.        

                                                                             

وتناول الفصل الخامس، دراسة النقوش الكتابية على مواد الفنون الزخرفية الاسلامية بالمغرب الأقصى، من خلال تتبع النقوش التسجيلية والزخرفية، وتوضيح مدلولاتها التاريخية والأثرية، وتتبع الأسماء والألقاب الواردة عليها، بالإضافة إلى شرح العناصر الزخرفية والهندسية على مواد الفنون الزخرفية الاسلامية، وإلقاء الضوء على أهم المراكز الصناعية لمواد الفنون الاسلامية فى المغرب الأقصى، وأشهر صناعها، وإضافة أسماء صناع مغاربة برعوا فى صناعة مواد الفنون الإسلامية إلى قوائم الصناع فى العالم الإسلامى، وما يمثله ذلك من إضافة جديدة تساهم بشكل فعال فى معالجة العديد من الحوادث التاريخية والقضايا السياسية والاجتماعية التى تطرحها النقوش فى المغرب الأقصى، مع مقارنة ما تثيره من إشكاليات بما ورد فى كتابات المصادر التاريخية عن المغرب الأقصى عبر العصور الاسلامية، وأهم التأثيرات المتبادلة فى العمارة والفنون التطبيقية المغربية، سواء المشرقية أو الأندلسية.                                                                                  

وتم تذيل الدراسة بالخاتمة التى اشتملت على أهم النتائج، وبقائمة من المصادر والمراجع العربية والأجنبية، بالإضافة إلى تزويدها بكتالوج من الصور الموضحة للمتن.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة