د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: حدود الإيمان بالنفس

الخميس، 20 أبريل 2017 12:20 م
د.داليا مجدى عبد الغنى تكتب: حدود الإيمان بالنفس د. داليا مجدى عبد الغن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

شىء مُميز أن يتصف الإنسان بسمة معينة ويتمسك بها، طالما أنه مؤمن بذاته، ولكن أليس لكل شىء حدود، وإلا تحول إما إلى فكر متحجر أو ديكتاتورية ملعونة.

فالإنسان لابد أن يُحاول التكيف بعض الشىء مع الآخرين، ولاسيما طبائعهم، فلا يكتفى بطبعه وسماته، ظنًا منه أنه بذلك مؤمن بذاته، بل على العكس، فهذا هو قمة الضعف النفسى، فللإيمان بالنفس حدود، أولها التعامل والاحتواء والتعايش مع الآخر، فهذا ليس تنازلاً، وإنما هو مرونة مطلوبة من أجل استمرارية الحياة.

وأذكر موقفًا مضحكًا للكاتب الأمريكى "مارك توين"، فبالرغم من طرافة الموقف الذى سأسرده عليكم، إلا أنه فى واقع الأمر يدل على عدم القدرة على التمرد على بعض الطبائع الشخصية من أجل التكيف مع الحياة والآخرين، والرغبة فى فرض هذه الطباع على الآخر، حتى ولو كانت سلبية. فقد كان هذا الكاتب الشهير مُغرمًا بالراحة والكسل، حتى أنه كان يمارس القراءة والكتابة وهو نائم فى سريره، وقلما كان يخرج من غرفة نومه!، وذات يوم جاء أحد الصحفيين لمقابلته، وعندما أخبر زوجته بذلك، قال لها: "دعيه يدخل"، غير أن الزوجة اعترضت قائلة: "هذا لا يليق، هل ستدعه يقف، بينما أنت نائم فى الفراش؟!"، فأجابها "مارك توين": "عندك حق، هذا لا يليق، اطلبى من الخادمة أن تُعد له فراشًا آخر إلى جانبى!".

وعلى هذا النسق، هل من المنطق أن نرفض التكيف مع طبائع الآخرين، حتى لو كانت هى الأقرب إلى المنطق، والتشبث غير المحتمل بطبائعنا، حتى ولو كانت خارجة عن المألوف. أظن أن هذا هو عنوان التحجر الفكرى والضعف النفسى، والأحرى بالإنسان أن يضع حدودًا لإيمانه بنفسه.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة