قالت الدكتور آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميد السابق لكلية الدراسات الإنسانية بفرع جامعة الأزهر بالإسكندرية، وعضو مجلس النواب، إن شروط العمل فى السلك القضائى أن يكون المتقدم سليمًا معافى، ولم تذكر الشروط منع المرأة، موضحة أن المرأة تشكو من عدم التحاقها بالسلك القضائى المصرى، وما ينقصها هو إحساسها الجوهرى بأنها جوهرة، فإذا شعرت بهذا لن تكون هناك شكوى واحدة من حالات التحرش، أو الانتقاص من قدراتها.
وأضافت آمنة نصير، فى كملتها خلال ندوة "تمكين المرأة فى مجال القضاء والتشريع"، المنعقدة فى إطار حملة "معًا نستطيع تمكين المرأة"، التى تنظمها وحدة مناهضة التحرش والعنف ضد المرأة بكلية الحقوق جامعة القاهرة، أنه فى زمن بعيد حدثت حرب بين الإمبراطورية الرومانية المسيحية، والإمبراطورية الفارسية الوثنية، وهُزمت الأولى، وعاير أهل قريش سيدنا محمد "صلّ الله عليه وسلم" بأن دولة الكفر هزمت دولة الإيمان، ومن ثم سيُهزم محمد "عليه الصلاة والسلام".
وأوضحت أستاذ العقيدة والفلسفة وعضو مجلس النواب، أنه من هنا جاءت مقولة "لن يفلح قوم ولوا أمورهم امرأة"، إذ إن الفرس ولوا أمرهم امرأة، وكان نص القرآن بسورة الروم بشارة بهزيمة الفرس بعد فوزهم على الروم ببضعة سنوات، سواء كان من يمسك الزمام امرأة أو ذكرا، فالنص القرآنى نص على هذه الحادثة قبل حدوثها بسنوات.
وأشارت الدكتورة آمنة نصير فى كلمتها خلال الندوة، إلى أن القرآن أيضًا كرم ملكة سبأ، وهذا يعنى أنه رفع قدر المرأة، ولم يكن يقصد بحادثة الفرس والروم أن المرأة سبب فى الهزيمة، مؤكدة أن الرسول كان يشارك فى عمل المنزل مع زوجاته، وعندما يأتى وقت الصلاة كان ينفض يديه ويقيم الصلاة، وأن الله سبحانه وتعالى لم يفرق بين الرجل والمرأة، ومن ثم ما يحدث الآن هو أنانية من الرجل، وغرور ممن يرفض عمل المرأة فى مثل هذه المناصب، حتى عادت مقولة "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" عندما عينت أول محافظة مصرية بمصر.
وتابعت آمنة نصير كلمتها، قائلة: "نريد أن ننتهى من هذه العنصرية، والله لو ما زلت حية أرزق ووجدت إحداهن تريد العمل فى مجلس الدولة ولا تستطيع الوصول إليه، فسأقف بالميادين وأهتف من أجلها، فالمرأة ليست واهنة لكى لا تعمل فى مثل هذا العمل"، مؤكدة أن الدول الأخرى كانت تطلق على مصر مؤسسة الأزهر، فالأزهر مؤسسة عريقة لها تاريخ لا يمكن محوه، ولكن الآن نفتقد تلك الجملة لما تشهده فى مصر حاليًا.
وأوضحت "نصير" أن المجتمع المصرى يفتقد للموروثات الإيجابية، فيما تتشعب الموروثات السلبية فى المجتمع، رغم اشتهار مصر بلسانها الحلو ذى الإخلاق الحميدة، مطالبة الحاضرين بالندوة بعدم الانزلاق نحو تلك الموروثات السلبية التى تمحو ملامح الوطن الحميدة، فالمرأة لم تخطئ يومًا فى رواية الحديث، مشيرة إلى أنه فى حقيقة الأمر يوجد 90 امرأة فى مجلس النواب، ولكن لن تأخذ المرأة حقها إلا لو طالبت به، كما سيحدث هذا إذا انتهت العنصرية المتواجدة لدى الرجل.