بطل من ورق.. هيثم الحريرى فى ورطة إهانة رئيس البرلمان.. تكتله يتوسط لتجنب العقاب ويجبره على التراجع.. مصادر: اعتذاره اترفض و"القيم" تحقق معه قريبا.. ونواب: يمارس ديكتاتورية الأقلية.. ويجب ردعه بالقانون

هل يمكن أن يحمل نائب تحت قبة البرلمان رهانا غير العمل لصالح دعم وإرساء أسس برلمانية قوية، ودفع قطار المجلس نحو وجهته الأساسية والأولى للتشريع والرقابة والعمل من أجل صالح البلاد؟ ربما يبدو السؤال غريبا ولا محل لافتراض يحمل أى نسبة شك فى انحيازات النواب، فالطبيعى أن يعمل أعضاء البرلمان على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم من أجل صالح المجلس والوطن، عبر التشريع والرقابة وممارسة دور فاعل وخلاق، ولكن النظر فى مسارات وحكايات وقصص وقضايا وتجاوزات البعض، ربما تحمل انحرافا عن هذا المسار الطبيعى، وتختزن داخلها شكوكا وعلامات استفهام، ولعل أبرز النماذج التى يمكن استيضاح هذه الصورة من خلالها، الشاب هيثم الحريرى.

لا يكف النائب هيثم الحريرى، عضو مجلس النواب عن محافظة الإسكندرية وعضو تكتل "25/ 30" البرلمانى، عن إثارة الجدل والمشكلات، وتوريط نفسه فى التجاوزات، مرة بعد أخرى، فبعدما قام برد الأموال التى حصل عليها من محل عمله بإحدى شركات البترول، بالمخالفة للقانون الذى يمنع الجمع بين راتبين، وهى القضية التى كشفت كواليسها "اليوم السابع" فى ملف طويل وشامل بالأرقام والوثائق، وأطلعت الرأى العام من خلاله على حقيقة تقاضى النائب راتبا من مجلس النواب، إلى جانب راتبه الكامل ومكافآته من شركة البترول التى يعمل بها، فى مخالفة صريحة لنص القانون والدستور الذى أقسم النائب على احترامه، ها هو يقف مرة أخرى فى مواجهة المشكلات التى يبرع فى إثارتها واختلاقها، منتظرا التحقيق معه فى واقعة توجيه إهانة لرئيس المجلس، الدكتور على عبد العال، خلال الجلسة العامة يوك 26 مارس الماضى، وبخلاف ذلك فإن كثيرين من زملائه تحت القبة أبدوا استياءهم الشديد من الطريقة التى يتعامل بها النائب داخل المجلس، وفى الجلسات والاجتماعات.

مصادر لـ"اليوم السابع": نواب "25/ 30" حاولوا الاعتذار عن أفعاله.. واعتذارهم رُفض

كشفت مصادر مطلعة داخل مجلس النواب، عن أن لجنة القيم بالمجلس تنتظر فى الوقت الحالى تحويل قضية إهانة النائب هيثم الحريرى، عضو المجلس عن محافظة الإسكندرية، لرئيس البرلمان الدكتور على عبد العال، بعد إجراء التحقيق معه من قبل هيئة مكتب المجلس.

وأضافت المصادر فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن نواب تكتل "25/ 30" حاولوا الاعتذار للدكتور على عبدالعال عما بدر من النائب هيثم الحريرى فى الجلسة العامة، إلا أن رده كان قاطعا، وهو أن قرار الجلسة العامة لا يمكن التراجع فيه، ولا بد من استكمال التحقيق مع النائب .

وتابعت المصادر، أن النائب خالد يوسف، عضو مجلس النواب عن تكتل "25/ 30"، حاول التدخل فى الأمر وحل مشكلة تورط النائب هيثم الحريرى فى إهانة رئيس مجلس النواب خلال الجلسة العامة، إلا أن الأمر قوبل بالرفض، وواصلت هيئة مكتب المجلس اتخاذ الإجراءات القانونية والتنظيمية التى نصت عليها اللائحة الداخلية للمجلس فى هذه الحالات.

عضو لجنة القيم: ننتظر ملف هيثم الحريرى بعد التحقيق معه فى هيئة المكتب

على صعيد الإجراءات الرسمية للتعامل مع تجاوزات هيثم الحريرى، قال الدكتور مجدى مرشد، عضو لجنة القيم بمجلس النواب، إن اللجنة لم يصل لها ملف النائب حتى الآن، وإن التحقيق معه يجرى الآن فى هيئة مكتب المجلس، برئاسة الدكتور على عبد العال، ووكيلى البرلمان، وستأخذ هيئة المكتب قرارا بشأنه، وإذا تم تحويله للجنة القيم سيتم التحقيق فى الواقعة، لافتا إلى أن اللجنة تنتظر أى ملفات تحال إليها للتحقيق .

وأضاف عضو لجنة القيم، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن اللجنة تناقش الملف من كثير من الجوانب، وحينها يتم تحديد العقوبة حال تحويل الملف لها للتحقيق فيه.

النائب أمين مسعود: يحاول هو و"تكتله" ممارسة ديكتاتورية الأقلية

بدوره، قال النائب أمين مسعود، عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر، إنه طبقا للائحة الداخلية للمجلس، فإن النائب هيثم الحريرى، عضو تكتل "25/ 30"، أخطأ فى حق رئيس المجلس، والتحقيق معه يتم من خلال هيئة المكتب ولجنة القيم، ويتم وضع العقوبة اللازمة طبقا لما ورد منه فى إهانة مجلس النواب.

وأضاف عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن من يخطئون فى حق زملائهم بالمجلس، وفى حق رئيس المجلس، يعطون صورة سلبية عن مجلس النواب بالداخل والخارج، وأنه لا بد من وضع هؤلاء تحت طائلة القانون واللائحة، مشدّدًا على أن هيثم الحريرى والتكتل التابع له يحاولون ممارسة ما يمكن وصفه بـ"ديكتاتورية الأقلية"، لإحداث حالة من الجدل داخل المجلس، مؤكدا أن اللائحة تطبق على الجميع، ومن يريد التحدث أو أخذ شىء، يكون بالاتفاق وبشكل لائق، وليس بالصوت العالى وإهانة الغير، كما فعله هيثم الحريرى مع رئيس مجلس النواب .

محمد أبوحامد: أفعاله تحتاج وقفة جادة.. والمعارضة ليست بإهانة الآخرين

من جانبه، قال النائب محمد أبو حامد، وكيل لجنة التضامن الاجتماعى والأسرة والأشخاص ذوى الإعاقة بمجلس النواب، إن هناك مزايدات يفعلها النائب هيثم الحريرى داخل المجلس، تتطلب وقفة جادة تجاهها، فالمعارضة لا تكون بمثل هذه الأفعال، سواء بإهانة الزملاء أو إهانة رئيس المجلس، الأمر أصبح مثيرا للجدل داخليا وخارجيا.

وأضاف "أبو حامد"، فى تصريح خاص لـ"اليوم السابع"، أن هذه الأمور التى يفعلها هيثم الحريرى، وما تشبهها من أفعال، أصبحت تعطى صورة سلبية عن مجلس النواب، بسبب تلك المزايدات التى يقوم بها البعض، لافتا إلى أن الدكتور على عبد العال استخدم حقه المنصوص عليه فى اللائحة، باختيار الطريقة التى يراها فى الجلسة، والنواب لا يصمتون تجاه توجيه أى تطاول أو إهانة له. 

كان هيثم الحريرى، قد وجه إهانة للدكتور على عبد العال، رئيس مجلس النواب، فى الجلسة العامة للمجلس يوم الأحد 26 مارس الماضى، وهو الأمر الذى استنكره "عبد العال" فى حينها، قائلا: "شتمنى فى الصحافة والإعلام، وفى الجلسات بيقول لى انت بتخالف اللائحة الداخلية للمجلس، أنا درست لـ40 جيلا من طلاب كلية الحقوق، وما أعرفش الدستور واللائحة؟ هل يجوز ما قيل لى؟ ما حدث تطاول غير مقبول، ولا بد أن أحافظ على كرامة المجلس".