مع ارتفاع حالات الطلاق فى مصر، وتعد دولتنا هى الأولى فى هذا الأمر، حيث يحدث كل 4 دقائق تقريبا حالة طلاق، ودعونا نخرج من قضية أن الحالة المادية سبب الطلاق أو صغر السن للمتزوجين وفقط، نسب الزواج المرتفعة لا تظهر أبداً أن هناك مشكلة فى الناحية المادية رغم غلاء المهور فى بعض الأماكن ولكن يحدث زواج، لذا نطرح تساؤلا كيف مع غلاء المهور وارتفاع مستوى المعيشة يحدث طلاق بهذه السهولة.!
الأمر يكاد يكون غير منطقى بالمرة، فكرة الزواج التى قامت على المسئولية المشتركة أصبحت "بيعة وشروة " وفى نواحِ أخرى للمتعة الجسدية، هناك زيجات لم تتم السنة بل الـ 6 أشهر فقط، وبمتابعة الأسباب نجد أن معظمها تتلخص فى عدم تفاهم وتقدير الحقوق والواجبات وتدخل أطراف خارجية للتعامل مع هذه الأمور، يجب أن ندرك تماماً أن الأسر غابت عن دورها الأساسى فى تأهيل الرجل والمرأة للمهمة الأساسية فى الزواج، ويمكننا باتباع بعض القوانين واللوائح فى دول خارجية ومنها التى تنص على تعليم ومتابعة دور الزوجة والزوج فى عام قبل الارتباط، والذى يتم من خلال رجال دين ومجتمع لتأهيل الطرفين لتكوين أسرة إيماناً بأن الأسرة هى أهم عنصر فى المجتمع، والتى يخرج منها الكوادر أو التطرف وغياب التربية السليمة والتأهيل يلوح بكارثة فى مجتمعنا.
عام واحد فقط يكون الفيصل الأساسى فى حياتك بخيرها وشرها، يمكنك اتخاذ القرار بعد 12 شهرا بأن تكمل حياتك مع شخص إما عن قناعة ورضا عقلى وقلبى ونفسى واجتماعى، أو أنك قمت بتغيير رأيك، عام الخطوبة الذى صنعته مصر لتجهيز الفتاة وإعداد الشاب مادياً غير كافِ فلا تستهلكوا مشاعركم فى الطلاق والشحن ضد الطرف الآخر لأبنائكم، فالأجيال القادمة إما أن تبنى أو تصنع فكرا هداما يقودنا لقمة القاع، تأملوا فى حياتكم واصنعوا من أبنائكم قيم ومبادئ تمشى على الأرض، وهذا غالباً لن يحدث دون أن تستعدوا أولاً للارتباط .