مدحت العدل يكتب: عمرو دياب.. المتمرد

الإثنين، 17 أبريل 2017 08:00 م
مدحت العدل يكتب: عمرو دياب.. المتمرد الكاتب الكبير مدحت العدل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المتمرد هو الاسم الصفة الذى أطلقه صديقنا الصحفى الكبير يسرى الفخرانى على عمرو دياب وعندما كنّا بصدد عمل فيلم له لم نجد اسمًا يناسب عمرو إلا (المتمرد).. عمرو دياب المتمرد الأكبر فى كل جيله بل والأجيال التى سبقته مشاركًا العندليب تلك الصفة التى أوصلت كل منهما لتلك المكانة الفريدة فى تاريخ الغناء المصرى والعربى.. الفارق أن عمرو استفاد من العولمة وتقنيات العصر الحديث فوصل بأغنياته إلى العالم كله وكم سمعته وكنت فخورًا به وبمصريتى فى سويسرا وتركيا ورومانيا ولندن.

 

 على ماذا تمرد المتمرد؟!.. عمرو تمرد على كل الأشكال النمطية للمطرب التقليدي.. مثلاً يسعى كل المطربين أو حتى النجوم الجدد فى الفن إلى وسائل الإعلام أملاً فى خبر أو حوار أو برنامج تليفزيونى يكون سبيلاً إلى شهرتهم ولا استثناءات فى تلك الحالة إلا عمرو دياب فقد أدرك بذكائه الفطرى أن الممنوع مرغوب فمشى عكس الاتجاه وما أن نجح حتى أبتعد تمامًا عّن الإعلام وأصبح بالنسبة لأى إعلامى أملاً صعب المنال أن يجرى معه حوارًا فما بالنا ببرنامج تليفزيونى.. وتحضرنى واقعة عندما كنت أقدم برنامجى (أنت حر) لم أطلبه ليكون ضيفى رغم أنى استضفت - تقريباً- كل نجوم العالم العربى حتى لا أحرجه أو أحرج نفسى لصداقتنا الطويلة ولكن بمناسبة صدور ألبومه استضفت فريق عمل الألبوم وأسعدنى عمرو بمكالمة على الهواء طالت لأكثر من ١٠ دقائق والغريب أنها سجلت أعلى نسبة مشاهدة لمدة أسبوع كامل فقط لأنه صوت عمرو.

 

عمرو دياب إمام المتمردين.. تمرد على الشكل التقليدى للأغنية وبفهم كامل لمقتضيات العصر وتغيراته مع صديق عمرنا حميد الشاعرى تغيرت الأغنية المصرية وغيرت بالتالى ذوق جيل أصبح الآن فى الأربعينيات وتمثل لهم تلك الأغانى نوستالچيا تمثلها لجيلنا أغانى حليم .. أما على مستوى الشكل والملابس فعمرو هو من تمرد على شكل المطرب الضعيف الباكى والنحيل والذى يرتدى البدلة كأنه موظف فأصبح قميص عمرو دياب هو موضة كل الشباب بل وقصة شعره وجسمه الرياضى الممشوق.. وللذى لا يعلم أن ما يفعله عمرو لكى يحافظ على كل هذا هو مجهود يفوق طاقة البشر لذلك لا أندهش أن يظل عمرو دياب النجم الأول على مدار 30 عامًا دون منافس.. ينافسه لعام أو أكثر نجم أو أغنية ثم ينساهم الناس ويظل عمرو دياب.. إنه النجم الذى يحتاج كل من يبدأ حياته إلى التعلم منه ومن كفاحه وإصراره على أن يظل الأول.. تمرد وإعشق ما تفعل لحد التفانى فيه لتصل إلى ما تحلم به.

 

هذا هو عمرو دياب الإنسان المتواضع والخلوق الذى لا ينكر أبدًا فضل أى إنسان ساهم فى نجاحه - عكس كثيرين- التاريخ لا يعطى اسماً ووزنا وقيمةً إلا لمن يستحق.. وعمرو يستحق أن يكون الهضبة والميجا ستار ومشاء المعجبين أن يطلقونه عليه ولكن بالنسبة لى ولأصدقائه المقربين يظل (المتمرد) هو الاسم والصفة.. اللهم دم عليه تمرده ليسعدنا بفنه وتمرده الدائم حتى على نفسه.

 







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة