وفاء أحمد التلاوى تكتب: دموع فى غرفة العمليات

الأحد، 16 أبريل 2017 10:00 م
وفاء أحمد التلاوى تكتب: دموع فى غرفة العمليات الشهيد محمد المعتز رشاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

عندما تبكى الأعين فأعلم أن الأمر جد خطير وجلل على النفس التى تبكى، فإنها تتعذب وحدها بأمر يخصها، وإن كان يخص الكثيرين معها، من أبناء هذا الوطن، وما أ خطر على النفس أن تبكى حبيب أو ابن من أبنائها، وأرى اليوم من يبكى معها بدموع منهمرة مع كل ابن شهيد يستشهد من أبناء هذا الوطن، وما أشده من ألم يعتصر النفس أن يكون هذا الشهيد هو ابن لك تكون أنت من ضمن الفريق المعالج له ودون أن تعلم أنت وتجرى له جراحة خطيرة له فى غرفة العمليات.

 

ونرى هذا البطل يصارع الموت ويحاول والده أن ينقذ حياته بكل ما لدية من خبرة و يمسك بالمشرط بيده، فما أصعبه من موقف ولكن بدون جدوى، فقد استشهد على يد والده، فقد تاقت نفسه أن يودع أباه الذى لم يعرف بتواجده فى سيناء الحبيبة، فقد أخفى على والده ذلك كى لا يقلق عليه وقد ترك له رسالة ليقرأها لكى لا يبكى على فراقه ولا يحزن على وفاته.

 

أى ألم هذا يعتصر قلب الطبيب الوالد والبطل والابن البار للقوات المسلحة وكل من يشرفون على حالته معه ويحاولون جميعا تحمل هذا الألم لإنقاذ ابنه البطل وفلذة من كبده، وهو البطل محمد المعتز رشاد وغيره الكثير من الشهداء الأبطال وأبناء هذا الوطن من ضحوا بأنفسهم من أجلنا جميعا، ومن أجل أن تبقى مصر مرفوعة الهامة وأن تحيا بكرامة وتعيش فى حرية وأمن وأمان وطمأنينة وسلام .

 

فللحرية والكرامة والشرف ثمن يدفعه لنا كل بطل من أبناء هذا الوطن الشرفاء من دمه وحياته كلها وحياة أسرته معه، فهنيئا لكل شهيد ضحى بحياته من أجلنا ومن أجل أن تعيش مصرنا، وسوف يأتى اليوم الذى نأخذ فيه حقهم جميعا وليعلم كل عدو وإرهابى وعميل أن هذه الدماء لن تسفك هدرا أبدا، وسوف تندمون على أعمالكم التى لن تزيدنا إلا إصرارا على الجهاد والحصول على الشهادة التى يتمناها كل جندى أو شرطى وكل وطنى يحب وطنه، فهى وسام على صدره وعلى صدر كل أسر الشهداء، فهو يشفع فى سبعين من أهله وسوف تقوم الدولة برعاية أسر الشهداء وتكريمهم وتيسير كل الخدمات لهم (التعليمية والمعيشية والعلاجية والترفيهية) وغيرها.

 

وإن كانت حياتهم قد تغيرت من بعد استشهاد بطلهم فقد تغيرت للأحسن إن شاء الله، فسوف يكرمون بسببه فى الدنيا وفى الآخرة، فهنيئا لهم جميعا جنة عرضها السموات والأرض وجميعا سوف يلتقون إن شاء الله فى جنة الرحمن، فلا تحزنوا عليهم أبدا فهم يرزقون عند ربهم وفى مكانة عالية يتمناها كل ابن من أبناء هذا الوطن الشرفاء. قال تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ).







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة