بيتر بدوى عطية يكتب: يوم فى حياة انتحارى

السبت، 15 أبريل 2017 04:00 م
بيتر بدوى عطية يكتب: يوم فى حياة انتحارى أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

المنظر: ليلى داخلى

شقة متهالكة

ضوء خافت

فى الخلفية صوت "الصاعقات المرعبات" لداعش

عمرو يجهز الحزام الناسف

محمود جالسا يتابعه بارتياب .. يعتصر يديه فى قلق

الاثنين صامتين .. يقطع الصمت صوت محمود

أخ عمرو هو التنفيذ خلاص اتحدد النهارده؟؟

عمرو: بمشيئة الله .. يقولها وهو يملأ الحزام بالخرطوش والمسامير

صوت سقوط المسامير واصطدامهم يلفت انتباه محمود فتنتابه قشعريرة تسرى فى بدنه

لم يلحظها عمرو المهتم بما فى يديه والذى أكمل دون أن بنظر إلى محمود

" النهارده النصارى عندهم عيد والكنيسة هتبقى مليانه .. ودا أنسب وقت تقوم بالعملية"

قالها وأكمل حديثه لتأكيد إقناع محمود

"وأنت عارف اللى بيعملوه فى الكنايس

رقص وخمرة وحاجات تغضب ربنا"

بالتأكيد أطلق محمود لخياله العنان لتصوير ما يتم داخل الكنائس

ثم تنبه

" بس يا أخ عمرو دا بيبقى فيه أطفال صغيرين وناس معديه ف الشارع . . . دول هيموتو من غير ذنب "

توقف عمرو عما يقوم به وتسمر ف مكانه

وقد انتهى للتو من تعرية سلك المفجر

رمق محمود بنظرة حادة وفى داخله يخشى أن يتعرى كما تعرى السلك الذى بيده فبادر قائلا

" كلهم كفرة يا محمود . . . كلهم كفرة "

ثم عاد يكمل ما بيده

تابعه محمود بعينيه كمن لم يقتنع برده

أراد المزيد . . . أراد ردودا تهدئ بركان التساؤلات الذى انفجر داخله

شاح بوجهه نحو اللاب توب حيث أغانى داعش تعاد وتعاد فى رتابة

قاطعة عمرو وقد انتهى

" يلا يا بطل . . . تعالى ألبسك الحزام . . "

عاد الخوف يدق قلب محمود وسرت القشعريرة ف كل بدنه . . وهذه المرة شعر بها عمرو وهو يلبسه الحزام . . خشى أن يثنيه خوفه على حياته من إتمام العملية فشد على كتفيه بضغطة قوية وبابتسامة ليست مريحة

" الجنهة قربت يا محمود . . الجنة قربت، والحور العين مستنينك . . "

لم تمس الكلمات قلب محمود ولم تحرك مشاعره

غاص فى تفكيره للحظات هروبا من الواقع

الجهاد عند محمود . . حرب وسلاح ورايات ترفرف وعدو بسلاح يقتل أو يؤسر

بلاد يتم فتحها . . كالمشاهد التى صورتها داعش فى أفلامها . . أم أن كل ذلك تصوير زائف وبطولة سينيمائية

كان يحلم محمود أن يكون داعية .. شيخ خليل يتجمع حوله طالبو العلم يستنيرون بكلماته . . وإن أراد الله موته تكون جنازته مهيبة .. مليئة بالمحبين والمريدين

لم يتمنى محمود حور عين . . تذكر فقط جارته التى تمنى أن يتزوجها قبل سفره وغربته

قاطعه عمرو بصوت عال كمن يشده من حلم "

محمود .. ركز معايا .. المفجر أهه خلى بالك منه اوعى تضغط عليه إلا لما تدخل الكنيسة "

استفسر محمود "أمال إيه دا "

صرخ عمرو منتفضا ومبتعدا "حاسب يا محمود .. أنت اتجننت كنت هتضغط ع المفجر وتضيعنا "

نزلت كلمة "تضيعنا" على محمود كصاعقة صمت أذنيه، هاله خوف عمرو والرعب الذى بدا على وجهه . . . . سارت قشعريرة قوية ببدن محمود وشعر بالحزام الناسف كجمر نار يلف جسده، لم ينسى محمود مشهد رعب عمرو عندما أحس أن الحزام سوف ينفجر

وتسائل فى داخله

" لما خاف عمرو من الموت . . ألا يحلم بالجنة التى طالما حكى له عنها ووصفها له أجمل وصف . . أم أن عمرو يشك فى ذلك . . والجنة غير مضمونة، تعرق محمود جدا و تيبس حلقه

منذ تلك اللحظة مات محمود . . عقليا

توقف تفكيره تماما .. ومنذ مغادرته شقة عمرو صباح يوم الأحد سار محمود بعقل قد مات وقلب يدق دقات تصم الأذن وجمر يلف الجسد ... أما عمرو فقد هم ليغادر شقته

وقد أجرى بعض المكالمات السريعة وأخذ معه اللاب توب وبعض الكتب القديمة وقد تخلص من متعلقات محمود بصندوق القمامة القريب

المشهد الثانى

نهارى خارجى

انفجار كبير من بعيد

صوت عربات الإسعاف

هرج مرج وصراخ وخوف

يظهر عمرو ثانية يخرج من باب البنك

بيده حزمة ليست بالقليلة من الدولارات

يسأل أحد المواطنين المذعورين

"هو فيه إيه ؟؟"

يرد الأخير وهو يلهث

"واحد فجر نفسه على باب المرقسية"

فيرد عمرو متأثرا

"لا إله إلا الله "

ويرد بغضب فى داخله

" على باب الكنيسة؟؟!

غبى .. طول عمرك غبى يا محمود "







مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة