بعد الصدمة التى شعرت بها التيارات السياسية الإيرانية فى ثانى أيام فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية فى إيران عقب تقدم الرئيس المتشدد السابق محمود أحمدى نجاد أوراق ترشحه للانتخابات، خرج إعلام طهران بسيناريوهات وتحليلات لخطوة نجاد المفاجأة التى لم يتمكن أحدا من تفسيرها.
من جانبه أكد مصيب النعيمى رئيس تحرير جريدة الوفاق الإيرانية "لليوم السابع"، على أن الانتخابات الإيرانية دائما تحمل المفاجآت، وأضاف أن نجاد برر مجيئه بأنه أتى لدعم مرشحه بقائى الذى هو يقول إنه جاء مدعوم منه.
وصرح النعيمى قائلا: إن تحليل أسباب مجىء نجاد يحتاج إلى بعض الوقت حتى المرحلة النهائية، وهناك عدد كبير رشح نفسه من التيارات المختلفة، وكل مرشح يرى عدم صوابية مجىء الطرف الآخر، وهذا النوع من الاتهامات أمر بديهى بين المنافسين، والاتهامات بعدم الوطنية أمرا أيضا طبيعى.
وقال إن هناك تنافسا بين التيار المحافظ والإصلاحى أو بين الرئيس روحانى والتيار الآخر يرى أن لن ينجح، واعتبر أنه خلال فترة المرحلة الانتخابية أمرا طبيعيا.
لن يبقى فى التنافس وبقائه لن يغير شىء
وقال رئيس تحرير جريدة الوفاق الإيرانية: "لا أتصور أن نجاد يبقى منافسًا، لعدة أسباب وإذا وصل أيضا لن يكون له حد كبير من هذا المنطلق أعتقد أنه جاء لتهييج وجذب الرأى العام أتى إلى جانب بقائى حتى يعرف الناس على بقائى الذى لا يعرفه الكثير من الناس فى إيران.
وأكد على أن هناك مراحل للوصول إلى المرحلة النهائية مجلس صيانة الدستور سيدرس كل مرشح والمرشحون سيكونون محدودين.
وقال النعيمى بحسب مصادر سوف ينسحب نجاد فيما بعد، لكن هناك تخوف من بقائه فى الانتخابات وبقائه لا يغير فى الواقع شىء، وأضاف هناك معلومات أنه عنده تواصل مع التيارين إذا رأى أنه ليس هناك مصلحة لمجيئه قد يدعم مرشح آخر.
وتابع الصحفى الإيرانى، المرشد الأعلى نصحه بعدم الدخول فى منافسة، لأسباب، وكان من المستحسن أن يأخذ النصيحة بعين الاعتبار وينفذها.
وقال إنه لا يعتقد أن يتطرق إلى قضية ترشح نجاد، لأنه فى البداية وهو يصرح قال شخصا ما نصحته ولم يذكر اسم نجاد، مضيفا أنه سيترك الأمور تسير مراحلها القانونية ولا يتدخل.
وقال النعيمى إذا كان سيخوض نجاد التسابق بشكل جدى من المتوقع أن يأخذ من أصوات المحافظين أكثر من الإصلاحيين، لذا التيار المحافظ يعارض بشدة مجيئه لأنه سيغير فى مساراته، وقالوا أيضا إنه ليس مرشحا جديا.
وأكد رئيس تحرير جريدة الوفاق الإيرانية أنه من المبكر أن نتحدث عن توقعات المنافسة، لكن حتى الآن المرشحان الأبرز هما إبراهيم رئيسى وروحانى واحتمال أن تكون المنافسة كبيرة لكن هناك شخصيات أخرى لديها عدد من الأصوات، ومبكرا أن نتحدث عن المنافسة.
ونفى النعيمى تغيير طهران لقواعد اللعبة الانتخابية نتيجة التحديات التى تواجهها فى الخارج، قائلا إن الانتخابات مرتبط بالداخل فقط، والسياسة والقرارات الخارجية ليس فى يد رئيس الجمهورية بل فى يد المرشد الأعلى.
معتبرا أنها ستركز بشكل أكبر على موضوعات داخلية منها كيفية خفض معدل البطالة وتنشيط الوضع الاقتصادى، مشيرا إلى أن استراتيجيات إيران الأساسية لن تتغير بتغير الرئيس.
وقال إن أهم التحديات التى تواجه الرئيس القادم، فى الداخل هو تحسين الوضع الاقتصادى، إيران بها والنفط والثروة اذا كانت هناك إدارة جيدة سيحسن الوضع. وخارجيا فهناك تعامل بين طهران وروسيا وتركيا، لكن بالأساس سيركز الرئيس القادم على الوضع الاقتصادى.
وحول التقارير التى تشير إلى أن رئيسى مرشح المرشد الأعلى وأن أجهزة الدولة وإمكانياتها كلها ستكون تحت تصرفه هو، قال النعيمى: "لا يوجد هناك مرشح خاص للمرشد، لأنه لم يعلن دعمه لأى مرشح هناك نفس الحالة من قبل رئيسى مع المرشد، فنفس التقارب موجود بين المرشد وروحانى، والمرشد ليؤيد مباشرة رئيسى، فى النهاية التصويت يراقب من عدة جهات منها مجلس صيانة الدستور وزارة الدخلية.
انتحار سياسى
وفى السياق ذاته، أكد المحلل السياسى الإيرانى كميل نقى بور فى موقع رجا نيوز المتشدد، على أن نجاد "انتحر سياسيا"، مشيرا إلى أنه يحرق نفسه وسيظل يوصف تياره داخل إيران بالتيار المنحرف.
إعلام طهران يكشف سيناريوهات مناورة نجاد
وقدمت صحيفة اعتماد الإصلاحية سيناريوهات وأهداف نجاد من الترشح، واعتبر السيناريو الأول أن ترشح نجاد هو محاولة منه لانتزاع موافقة مجلس صيانة الدستور لنائبه حميد بقائى والذى حضر معه أمس مقر تسجيل الأسماء ورشح نفسه، مشيرة إلى أن دعمه لنائبه بترشح نفسه يدل على علمه المسبق برفض مجلس صيانة الدستور لبقائى، لافتة إلى أن نجاد ربما يبعث رسالة إلى هذا المجلس مفادها أنه فى حال قبول ترشح بقائى سوف ينسحب هو من الميدان.
وتوقعت الصحيفة الإصلاحية أن يكون السيناريو الثانى لترشح نجاد هو "زعزعة وإرباك الجبهة الأصولية"، مشيرة إلى أن مشاركته لن تعود بالضرر على سلة أصوات روحانى، بل ستشكل خطرا على أصوات مرشح التيار الأصولى "إبراهيم رئيسى"، فالناخب الذى سيفاضل بين قطبين (رئيسى وأى مرشح أصولى آخر) ربما يتجه إلى نجاد، مشيرة إلى أن الأخير يدرك جيدا أنه بعد نهى خامنئى ترشحه لن تتقبله القوى السياسية الأصولية بينها. مؤكدة على أن مجيئه لن يثمر إلا زعزعة وإرباك خطط الأصوليين فى الانتخابات.
أما السيناريو الثالث، هو أن نجاد بعد نهاية ولايته الثانية يرغب فى إثبات وجوده وألا يصبح فى طى النسيان لذا يقوم بجولات فى المحافظات ويلقى خطابات أسبوعية، كما اعتبرته شخصية عنيدة فعلى سبيل المثال عندما نصحوه بالابتعاد عن صهره مشائى جعله الشخص الثانى فى فريقه كما أنه أبقى عليه كنائب أول.
رفسنجانى تبنأ بأفعال نجاد
وفى نفس السياق صرح نجل رفسنجانى الراحل ياسر هاشمى بأن والده الذى كان من أكبر منتقديه تنبأ قبل وفاته بمواجهة بين نجاد والكبار وهى إشارة للمواجهة التى يخوضها نجاد مع خامنئى.. واعتبر المحللون الإيرانيون أن نبوءة رفسنجانى عن هاشمى صحيحة عندما حذر منه، مشيرين إلى أن الشعب الإيرانى هو من دفع ثمن أفعاله.