طالبت مصر في كلمتها بإجتماع الامم المتحدة الخاص بمكافحة الارهاب والجريمة والمخدرات المنعقد في جينيف بفضح الدول التى تؤوى الارهاب ومحاسبتها سياسيا أمام مجلس الامن وجنائيا امام المحكمة الجنائية الدولية ، والسعى الجاد نحو إنشاء تكتل دولى لمكافحة الارهاب والارهابيين في كل مكان على مستوى العالم .
وينشر " اليوم السابع " النص الكامل لكلمة مصر بإجتماع الامم المتحدة التى القاها النائب علاء عابد رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب، اليوم الأثنين.
نص الكلمة:
السيدات والسادة الحضور اسمحوا لى أن أعبر عن سعادتى الكبيرة بالحديث أمامكم حول واحدة من أهم وأخطر القضايا العاجلة والساخنة، والتى تتطلب وقفة واضحة وحاسمة من جميع دول العالم ومنظماته الدولية والإقليمية ألا وهى ظاهرة الارهاب ومن هذا المنبر أجد لزاما على أن أحذر العالم كله من خطورة هذه الظاهرة التى لم تعد اى دولة على مستوى العالم بمأمن من شرورها والخوف كل الخوف من التأثير الخطير من هذه الظاهرة ليس على دولة وحدها او منطقة بعينها ولكن من خطورتها على الامن والسلم الدوليين.
السيدات والسادة الحضور أستطيع أن أقول وبكل صراحة ووضوح، وليس لأننى أمثل البرلمان المصرى، ولكن أتحدث وبكل الثقة وامانة عن حديث العالم كله، وإشادته بالدور والتجربة المصرية الرائدة فى مكافحة ظاهرة الإرهاب الأسود ، وبكل أمانة وتجرد أقول وأنا فى قمة السعادة أن مصر وحدها تكافح الإرهاب نيابة عن العالم، والتجربة المصرية رائدة وناجحة ويجب ان تكون منهاج عمل لأى دولة تريد أن تنتصر على الإرهاب، أقول لكم ياسادة إن الشعب المصرى انتفض فى ثورة 30 يونيو عام 2013 واستشعر الخطر والمؤامرة الكبرى التى كانت تحاك ضد مصر وشعبها حيث قامت جماعة الاخوان الارهابية بزرع الالاف من الارهابيين والتنظيمات الارهابية والتكفيرية على ارض سيناء وقد وأعطى الشعب المصرى تفويضا للدولة لمحاربة الارهاب وخرج الملايين من الشعب المصرى الى الشوارع والميادين لمنح التفويض ، وهذا هو سر نجاح القوات المسلحة المصرية الباسلة وجهاز الشرطة فى التصدى للارهابيين وقريبا ومن هنا من فيينا اقول للعالم كله ان مصر سوف تحتفل بتطهير جميع أراضيها من دنس الارهاب والارهابيين.
السيدات والسادة أقول أن البرلمان المصرى المنتخب ، أصدر عدة تشريعات مهمة لتحقيق العدالة والمساواة بين ابناء الشعب المصرى ، وأصدر باجماع أعضائه فى جلسة تاريخية تابعها الراى العام المصرى والعالمى قانون ترميم وبناء الكنائس ، وهو قانون انتظره المصريون اكثر من مائة وخمسين عاما كما اصدر البرلمان المصرى قوانين للاصلاحات الاقتصادية وجذب الاستثمارات، والعمل على مشاركة الشباب والمرأة فى جميع المجالات والمواقع التنفيذية والتشريعية، ولأول مرة فى تاريخ مصر تتولى سيدة مصرية منصب المحافظ، بخلاف عدد من الوزيرات التى تشارك فى الوزارة الحالية، وكل ذلك يهدف الى تحقيق العدالة الحقيقية بين ابناء الشعب المصرى والتغلب على الجريمة والارهاب.
السيدات والسادة أقف أمامكم اليوم وأؤكد أن مصر كانت فى مقدمة الدول التى أكدت على الخطاب الوسطى المعتدل الذى يصدر من المؤسسات الدينية لمحاربة الأفكار الإرهابية والتكفيرية التى تحض على العنف والكراهية، وعلى الجميع أن يعلم أن ما يفعله الإرهابيون لا علاقة له من قريب أو بعيد بالإسلام أو أى دين آخر، لأن كل الأديان السماوية تحض على السلام والتعايش السلمى بين جميع الشعوب والإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا يفرق فى حصد أرواح الأبرياء لأننا جميعا نعرف أن الإرهابيين لا لغة لهم سوى لغة القتل وسفك دماء الابرياء.
السيدات والسادة سأتحدث عن شراكة مجلس النواب المصرى مع فرع مكافحة الارهاب فى unodc فى مؤتمر اسوان لمكافحة الارهاب، والذى انعقد بمشاركة دولية رفيعة المستوى وباختصار اقول ان العالم يجب ان يلتزم بقرارات وتوصيات هذا المؤتمر خاصة عدد من البنود التى وردت فيه وهى :
أولا: ضرورة قيام الدول بتطوير خطط عمل وطنية لمكافحة الارهاب لمنع التطرف المؤدى إلى الارهاب، ومن ثم ينبغى علينا جميعاً أن نتكاتف فى القضاء على العوامل الخارجية والداخلية المؤدية إلى ذلك.
ثانيا: يجب أن تكون سيادة القانون هى المبدأ الحاكم لكافة الأطر والخطوات والمسارات الوطنية والإقليمية والدولية فى مجال مكافحة الإرهاب، بتعزيز سيادة القانون واحترام مبدأ المساواة أمام القانون والمساواة فى التمتع بحماية القانون فى جميع العلاقات بين الحكومة والمواطن .
ثالثا: قيام البرلمانات بتطوير الأساس التشريعى الوطنى لخطط العمل الوطنية، بما يتسق مع التزاماتهم الوطنية والدولية، واستعراض جميع التشريعات والسياسات العامة والاستراتيجيات والممارسات الوطنية الرامية لمكافحة الإرهاب ، للتأكد من أنها تستند إلى أساس متين فى احترام حقوق الإنسان وسيادة القانون .
السيدات والسادة قبل النهاية لابد أن أكون صريحا معكم وأقول إن التعامل الفعال مع خطر الإرهاب والتطرف ، يتطلب معالجة كافة جذوره وتجفيف كافة منابعه ، وأنا وأنتم والعالم كله شهد وسمع بما يسمى بالشرق الأوسط الجديد، والربيع العربى ولم نجد لا شرق أوسط جديد ولا ربيع عربى، ولكن وجدنا دولا يتم تفتيتها على أسس دينية ومذهبية وعرقية ، سعيًا لطمس هويتها الجماعية والحيلولة دون أن يكون لها كيان واحد قوى، ومتماسك والعالم كله يشاهد الكوارث الانسانية وتشريد الملايين من المواطنين والحروب بين طوائف وشعب الدولة الواحدة، وبصراحة ، هل يا أيها العالم بجميع دولك ومنظماتك، راض عما يحدث من أعمال إرهابية وإجرامية وعمليات قتل وإبادة للشعب الفلسطينى الأعزل؟، وهل أنت أيها العالم راض عما يحدث فى سوريا والعراق وليبيا واليمن ؟ وهل يا أيها العالم ستظل صامتا أمام جرائم الارهابيين خاصة من تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيمها الدولى وأيضا تنظيم داعش الإرهابى؟
يا سادة إننى باسم الانسانية وباسم حقوق الانسان، أتمنى ومن أعماق قلبى أن يصحو المجتمع الدولى ومن خلال الأمم المتحدة وجميع المنظمات الدولية والإقليمية ليتصدى للإرهاب بجميع صوره وأشكاله، وأن يفضح الدول التى تؤويه وأن يتولى محاسبتها سياسيًا أمام مجلس الأمن، وجنائيا أمام المحكمة الجنائية الدولية لأنهم هم الرعاة الحقيقين للإرهاب، وهنا أجد لزاما على أن أحذر العالم كله من خطورة الصمت على الإرهاب، لأن ذلك يهدد السلم والأمن الدوليين كما أكدت فى البداية بل يهدد البشرية جمعاء، كما أجد لزاما على أن اناشد العالم كله ان يفيق ويصحو وياخذ من التجربة المصرية الدرس والعبرة فى مكافحة الارهاب ويسارع فى انشاء تكتل دولى لمكافحة الارهاب والارهابيين فى كل مكان على مستوى العالم كله وأخيرا اقول ان الاسلام برئ من التنظيمات الارهابية لان الاسلام حثنا على التسامح وقبول الاخر ويقول الرسول الكريم " لايؤمن احدكم حتى يحب لاخيه مايحبه لنفسه " صدق رسول الله ويقول أيضا افشوا السلام بينكم.
النائب علاء عابد خلال مشاركته في الأمم المتحدة
كلمة علاء عابد في الأمم المتحدة
وفد مجلس النواب في الأمم المتحدة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة