أثار البيان الصادر من جبهة محمود عزت القائم بأعمال مرشد الإخوان، إلى القمة العربية، فتنة داخل الجماعة، خاصة بعدما شنت قيادات إخوانية هجوما عنيفا على التنظيم، ومطالبين بمحاسبة قياداته تاريخيا، فى الوقت الذى أكد فيه خبراء أن التنظيم أثار هذه الرسالة لمحالة فتح ملف المصالحة، موضحين أن الجماعة تعتبر نفسها دولة تعبر عنرأيها فى قمم عربية وهذا أمر مرفوض.
وكان بيان الإخوان الصادر من جبهة محمود عزت قال:"إلى أصحاب الفخامة والسمو ورؤساء وملوك القمة العربية، أن هذه الدورة هى دورة النهوض الداخلى، مشدّدة على ضرورة تجنب النزاعات أو الخلافات، كما قال بيان الجماعة:" السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية: أعانكم الله على تأدية أماناتكم، ووفقكم سبحانه وتعالى لما فيه الخير لأنفسكم ولشعوبكم، ودعاؤنا لله سبحانه وتعالى أن يجعل أعمال هذه الدورة إيذانا بإعادة الحق لقضايا الأمة، والعودة بمؤسسة الجامعة العربية إلى ما كانت ترجوه منها شعوبها".
من جانبه فتح وصفى أبو زيد، عضو مجلس شورى الإخوان، النار على الجماعة قائلا:"حينما ترسل حركة الإخوان رسالة إلى القمة العربية الحالية التى يغيب عنها 6 دول، ويحضر فيها 16 دولة منهم بشار الأسد والسيسى، والرسالة تكرر فيها هذا النداء المتلطف المُبجِّل المُعَظِّم: (السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية). الذى فيه الاعتراف بالرئاسة لهما، وفى نهاية البيان جاء: (أعانكم الله على تأدية أماناتكم ووفقكم سبحانه وتعالى لما فيه الخير لأنفسكم ولشعوبكم...). إلخ، بماذا يمكن أو نوصف هذا.
وأضاف أبو زيد فى تصريح له:"بماذا يمكن أن نسمى هذا، أو كيف نفهمه؟، أين القضية أصلا؟ أين البوصلة؟!، لو صرخت وأسمعت الدنيا لما كفاني!! اللهم أنت حسبنا ونعم الوكيل!!".
بدوره طالب محمود فتحى، القيادى بتحالف دعم الإخوان فى تركيا، بمحاكمة قيادات الجماعة بعد ظهور هذا البيان قائلا:"هذا البيان أن صح يجب محاكمة الإخوان وقياداتهم بتهمة الغباء السياسى".
بدوره علق رضا فهمى، عضو مجلس شورى الإخوان على بيان جبهة محمود عزت قائلا:"البقاء لله فى الإخوان"، كما علق عمرو فراج، مؤسس شبكة رصد الإخوانية على البيان قائلا:"كان فيه مطبلتايه قالوا البيان مدسوس على الإخوان".
بدوره قال محمود الشرقاوى، القيادى الإخوانى المقيم فى امريكا:"أنا لست ممن قالوا: السادة أصحاب الجلالة والفخامة والسمو ملوك ورؤساء وأمراء الدول العربية، أُشهدُ الله أَنِّى برئٌ منكم".
من جانبه علق الدكتور طارق فهمى، استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، على البيان قائلا:" البيان به العديد من علامات الاستفهام، فهو فى ذات الوقت يعتبر المشاركين فى القمة اصحاب السمو والفخامة، فى الوقت الذى تهاجم فى الإخوان الأنظمة العربية وعلى رأسها مصر، وهو ما يؤكد وجود تناقضات كثيرة فى هذا البيان، كما أنه اعتراف رسمى من الجماعة بجميع الأنظمة العربية وهو يكشف حالة الخلل الذى يعيشها التنظيم.
وأضاف استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن الجماعة تحاول اعتبار نفسها بأنها دولة، ومثل هذه البيانات محاولة من حركات داخل الدول العربية اعتبار نفسها أنظمة ودول، كما أن الإخوان تعبر عن نفسها عبر هذا البيان باعتبارها واقعا سياسيا يمارس دوره، وليست جماعة إرهابية ومحظورة فى عدد كبير من الدول العربية.
وأشار استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن الإخوان تعتبر نفسها أنها جماعة شعوب، وبيانها يثير علامات استفهام كثيرة، خاصة أن البيان موجه للقمة العربية التى تعقد فى الأردن، فى الوقت الذى تتواجد فيه الإخوان بالأرردن ولها تواجد وهو ما يشبر إلى هدف الجماعة من تحقيق مصالحها من خلال هذه القمة.
بدوره قال الدكتور جمال المنشاوى، الباحث الإسلامى، والخبير بالحركات الإسلامية فى الخارج، أن الإخوان تحاول تعتبر نفسها كأنظمة، وهو خيال جامح لم يحدث أن حل تنظيم محل الدوله أو استطاع السيطرة عليها. وأضاف المنشاوى فى تصريحات لـ"اليوم السابع" أن هذه التنظيمات تجيد شيئا واحدا وهو القتال والتفجير والنسف وهو عمل يعتبر أساسيا لم أدمن ذلك، لكن صناعة ادارة الدول تحتاج لإمكانيات عقليه كبرى تجيد فن التحاور وتقبل الآخر وتستوعب الجميع ولا تفرق بين الناس لأى سبب سوى مخالفة القانون والاهتمام بالأولويات بما يحقق للناس الحد الادنى من الحياة من طعام وشراب وسكن وتعليم وصحة أى تحتاج إلى فن الإدارة وليس لطلقات الرصاص.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة