دندراوى الهوارى

«ألاعيب» الدولار «الوقحة» مع مصر.. من يقف وراءها؟!

السبت، 25 مارس 2017 12:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أرجوكم استعينوا بالكفاءات حتى ولو بتكرهوهم.. واستبعدوا الهواة حتى ولو تعشقوهم!

«تستشعر أن الدولار ماسك ذلة على مصر وكاسر عينها ويتعامل معها بطريقة وقحة وقذرة للغاية»، فعندما يقرر الارتفاع تشتعل نار أسعار كل السلع، لتحرق جيوب وأجساد الغلابة، وإذا قرر التراجع ترتفع الأسعار أيضا، بجانب أنه يتمتع بغواية ملتهبة، وغرور شديد، وثقة مفرطة، فى قدراته، تدفع %70 من العالم إلى احترامه طوعا وإجبارا.
 
نتفهم أن هناك عوامل كثيرة وراء استفحال أزمة الدولار، منها تدمير القطاع السياحى وتراجع تحويلات المصريين فى الخارج وتذبذب دخل قناة السويس، نتيجة ركود ملحوظ فى حركة التجارة العالمية، ومحاربة الإرهاب وانهيار الاحتياطى النقدى بفعل الثورة الميمونة، وتراجع الإنتاج، ثم والأهم حالة الشراهة والجشع المبالغ فيه للتجار.
 
لكن السؤال الخشن، أين المسؤولون عن إدارة ملف الدولار فى مصر؟ ولماذا ارتفع أمام الجنيه ثم تراجع بشكل ملحوظ ثم عاد للارتفاع من جديد دون أن نعرف أسباب الانخفاض، وأيضا أسباب الارتفاع، وكأنها لغز غامض ومجهول وعصى على كل الخبراء معرفته، أو التوصل لأسبابه؟
 
المعلوم فقط هو الارتباك الشديد فى إدارة هذا الملف، وعدم القدرة على إيجاد حلول مبتكرة وغير تقليدية، لمواجهة «وقاحة» الدولار وألاعيبه فى مصر، وأن الاعتماد فقط على الأفكار المعلبة فى المواجهة، وأن قدرات المضاربين والتجار تفوق  قدرات المسؤولين الرسميين عن الملف، وهنا المصيبة.
هؤلاء المسؤولون عن ملف «الدولارة»، يتعاملون بكبر وغرور ويدلون بتصريحات أقرب إلى النكتة منها إلى حلول وأطروحات وتقدير موقف والشعور بالمسئولية.
 
وعندما مرت مصر بظروف أصعب مما تمر به حاليا، فى الفترة من 1986 وحتى 1997، من إرهاب وانهيار اقتصادى، وتدمير بنية تحتية، كان الدكتور عاطف صدقى، الذى كان يتولى المسؤولية حينذاك لها بالمرصاد، ومؤهل علميا وإداريا لمواجهتها، وكان يؤمن أنه لا يوجد ما يسمى بأزمة «دولار»، وكان يدلى بتصريحات مقتضبة، يؤكد فيها أن الدولار لا يمثل سوى %10 من الناتج القومى، ومن ثم فإنه لا يمثل سوى هذه النسبة من احتياجات مصر الضرورية، وأن بذل الجهد فى الإنتاج والاعتماد على النفس فى سد احتياجاتنا من السلع، وتحديد أولويات الاستيراد، والحد من استيراد السلع الثانوية والترفيهية بقوة القانون وهى السلع التى تصنع أزمة الدولار، أمر مهم وضرورى لمواجهة الأزمة.
 
الدكتور عاطف صدقى، وحكومته، كان من الكياسة والفطنة والقدرة المهنية، بما مكنه من عدم الانزلاق إلى مستنقع حرب الدولار، واختفائه، ولم يعط له أى أهمية، سواء ارتفع سعره، أو انخفض، وتفرغ فقط للبحث عن مصادر توفير الدولار والعملات الصعبة الأخرى لمواجهة احتياجات الحكومة، وتلبية التزاماتها، من تسديد ديون مصر والفوائد فى مواعيدها المحددة، وتوفير السلع الاستراتيجية مثل القمح والزيت والشاى، إلى آخر هذه المواد الغذائية الضرورية، فضلا عن احتياجات الجيش المصرى.
 
كما تفرغ الدكتور عاطف صدقى لإزالة التشوهات الاقتصادية، وفرض ضرائب كبيرة ومتعسفة، على كل من يحاول استيراد سلع ترفيهية من سيارات فارهة، أو غيرها ليتحمل المستورد إهدار العملات الصعبة فى استيراد السلع المستفزة، عكس الحكومة الحالية التى تتعامل «بحنية» شديدة، و«هشتكة» مع كل مستورد، وتخضع لابتزازهم وصخبهم، وترتعش من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعى.
 
الملخص، أن حكومة الدكتور عاطف صدقى كانت تتمتع بمهنية وقدرة فائقة على الأداء، وقوة فى مواجهة الأزمات، والتعامل بشدة وقسوة فى تنفيذ القانون على المخالفين والمتلاعبين بأقوات الناس فى السوق السوداء، دون رحمة أو هوادة، ولا تلقى بالا لأية انتقادات، مهما كان مصدرها، رغم أن تلك الحكومة تعرضت لحملات نقد شديدة.
 
أيضا كان الدكتور فاروق العقدة محافظ البنك المركزى فى الفترة من 2003 وحتى 2013 أى 10 سنوات كاملة، نموذجا لقائد العمل المصرفى كما يقول الكتاب، لذلك استحق لقب «رجل المهام الصعبة».
 
ونقولها وبأعلى صوت، رغم أن أصواتنا بحت، لكن لن يصيبنا اليأس ونقولها من جديد، أرجوكم استعينوا بالكفاءات، حتى ولو كنتم تكرهوهم ودمهم ثقيل، واستبعدوا الهواة وأنصاف المواهب، حتى ولو كنتم تعشقوهم!!
ولك الله يا مصر...!!!









مشاركة

التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

منصور ابراهيم مصطفى

مش كل مستورد بيستورد

بعيدا عن فشل الحكومه والايادى المرتعشه التى تخاف وخوفها مستحق لابد ان يصدر قرار مهم جدا ولو لفتره مؤقته لمده سنه مثلا او اكثر وهو ممنوع على اى مستورد ان يتولى تدبير ما يحتاجه من دولارات لتمويل ما يقوم باستيراده ولا ان ياخذ اى دولارات فى يده بل تتم كل العمليه عن طريق البنك وباستخدام خطابات الضمان بان يقوم البنك بتحويل الدولارات الى الشركات المصدره فور وصول خطاب من الميناء بان الشحنه وصلت وسليمه ومطابقه لمواصفات وجارى الافراج عنها عندئذ يتم تحويل قيمتها من البنك وليس يدا بيد وجربوا وح تشوفوا العجب والله وسينزل سعر الدولار الى اقل من 7 جنيه فورا وحالا من ادراكم ان كل مستورد اصلا باخذ دولارات ليستورد عودوا الى ما قبل فتره عاطف عبيد والبنك يكون مسئول عن تدبير كل شىء ودون تدخل المستورد

عدد الردود 0

بواسطة:

زيزو

يا عم هو فى حد ضيعنا وبدد الاحتياطى فى 2011 الا فاروق العقده ؟!

ما هو لو كان رفع الدولار يوم الاحد 30 يناير بعد ما مصر اتحرقت، ما كانش ده بقى حالنا ونازلين لوم فى الراجل طارق عامر اللى اتخذ قرار تاريخى بتعويم الجنيه

عدد الردود 0

بواسطة:

hamid

أستاذ دندراوي..يا ورد مفتّح في اليوم السابع.

لكن أين الرقابة الادارية من البورصة ؟ اللي بيلعب فيها المتربصون ؟ فلما تكسب في أسبوع لا يهدأ لهم بالا الا اذا خسرت تاني أسبوع أضعاف ما كسبت!! فأين الرقابة الاداريه ومباحثهم من القائمين على البورصة اللي بتحدد سعر الدولار في مكسبها وخسارتها؟

عدد الردود 0

بواسطة:

خالد

اسالوا الخرفان

أسالوا الخرفان اللى بيلموا الدولارات من المصريين بالخارج يقولوا لك ان الازمة الشرسه بيديرها خيرت الشاطر وحسن مالك في الداخل والحواريين في الخارج والدول اللى بتتمنى سقوط مصر والتخلص من الرئيس حفظه الله

عدد الردود 0

بواسطة:

ali

العيب فين؟

أعتقد أن أيدلوجية الشعب اختلفت عما مضى، ومن هنا أصبح العيب في الشعب نفسه الذي اتخذها تجارة والدليل ما رأيناه عندما انخفض السعر الى 14ج وهرول الجميع بتغيير الدولارات من بيوتهم. ونرى الكثيرين من خبراء الإقتصاد المتشدقين بالحديث عن الإصلاحات الإقتصادية في برامج التوك شو، ونرى الكثيرين ممن هم أساتذة في جامعات الدول الأوروبية وأمريكا في مجال الإقتصاد، فاين هم؟

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل

وماذا عن ؟

وماذا عن مافيا المستوردين والمحتكرين لكافة أنواع الاحتكار من تجار جمله وسماسرة علي كل لون ؟

عدد الردود 0

بواسطة:

منوفى

الى4 بلاش موضوع الخرفان ده لاننا بكده بنديهم اكبر من حجمهم

ولو كانو فعلا همه المسؤلين يبقى نعينهم بدل المسئولين الحاليين

عدد الردود 0

بواسطة:

عادل

اللى معاه دولار يلحق يغيره احسن حيعمله قراطيس

تصريحات وزير حالى

عدد الردود 0

بواسطة:

طبيب

السبب معروف

بعد انخفاض الدولار عاد و ارتفع بفعل الشراء تمهيدا لشهر رمضان . فعلينا أن نعترف أن الأستهلاك الزائد و موسم عمرة رمضان أهم أسباب ارتفاع الدولار . و يأتي بعد ذلك موسم الحج .

عدد الردود 0

بواسطة:

صريح

بدون قوانين لمحاربه الفساد والمرتشين كله كلام فاضى

بدون قوانين لمحاربه الفساد والمرتشين كله كلام فاضى ==== ما يجعل موظفين الحكومه كلهم شغالين الى الفساد والرشاوى وكانه شغال في تكيه ابوه

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة