محمود أونى يكتب: أمى اللى حرقت الصيدلية

محدش سأل نفسه الأيام اللى فاتت عن ظاهرة احتراق بعض الصيدليات فى الفترة الأخيرة ؟.. أنا اعترفت فى عنوان مقالى بأن أمى وراء احتراق صيدليات مصر، فهل يصدق هذا الكلام ؟!.. خلّونى أحكيلكم الحكاية من أولها.. أمى ست مريضة كأغلب الأمهات المصريين ربنا يعفى عنهم جميعًا ودخلها الشهرى من معاش الأب رحمه الله لا يتعدى ألف ومائتان جنيه ( 1200 جم ) وعلاجها بس بيتكلف ثمنمائة جنيه ( 800 جم ) وده كان قبل ارتفاع الأسعار اللى وصلت فلوس علاجها بس ألف وخمسمائة جنيه وبرضه المعاش زى ما هو !.. طيب المطلوب إيه وإزاى ناكل ولا نجيب العلاج ولا نموت ونجيب من الآخر

المهم فى يوم مكنش معايا ثمن الدواء لفيت ودورت لحد ما استلفت من الناس وكملت فلوس الدواء، وفى يومها أمى سألتنى: ( يا ابنى هى الصيدلية بتكسب كتير ؟ ).. رديت عليها وقولتلها: ( ده الدوا بس اللى بجيبهولك بـ 800 جنيه مكسبهم فيه مش أقل من الربع يعنى حوالى كده 200 جنيه ).. فقالتلى: ( ليه يا ابنى هو تاجر ولا دكتور ! ).. رديت: ( ده لو تاجر حتى هيبقى ارحم علينا بس كده حسبى الله ونعم الوكيل ).. سألتنى: ( طيب لو قلل مكسبه وراعى ظروف الناس الغلبانة اللى زى حالاتنا وخلاهم يدعوله بدل ما يدعوا عليه ؟ ).. قلتلها: ( بس الدكتور اللى فى منطقتنا ده طيب وبيعمل خير كتير ).. قالت: ( يا بنى الخير ده بيجازيه عليه ربنا لكن أنا بتكلم عن باقى دكاترة الصيدليات فيها إيه لو الدكتور من دول يقلل مكسبه حاجة بسيطة وكده كل عيان حيستفيد وعلى الأقل هيدعيلوا وربنا يباركله فى القليل دنيا وآخرة، دا إحنا اتعملنا إن أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء )

حسيت إن رسالة أمى محتاجة توصل لكل صيدلى رحيم ومن هنا عرفت إن الحرايق دى مش من فراغ دى من دُعا الناس اللى مش معاها ثمن العلاج.. عشان كده نصيحة لكل صيدلى: قلل ربحك شوية بسيطة وراعى ظروف الناس مش هتخسر حاجة بالعكس هتكسب كتير بدعواتهم وكفاية عليك اللى بتكسبه من المنشطات وأدوات التجميل وأهى حاجة بتشيل حاجة.. وأخيرًا عايز صيدليتك ماتولعش ؟.. أوعى تزعل أمى.