بعد سنوات من وفاة المحاسب سعد سعيد متأثرا بجراحه داخل قسم شرطة الجيزة إثر تعرضه للضرب والتعذيب على يد عدد من أفراد وقيادات قسم شرطة الجيزة سابقاً، أسدلت محكمة جنايات الجيزة الستار على تلك القضية بعدما أصدرت أحكاما اليوم الأربعاء بحبس 6 شرطيين بأحكام تفاوتت ما بين سنة إلى 5 سنوات.
حوت تلك القضية العديد من التفاصيل وشملت تحقيقاتها العديد من المفاجآت منذ أن تفجرت فى 2012 قبل 5 سنوات من الآن، حينما ألقت قوات الأمن على المجنى عليه سعد سعيد أثر مشاجرة نشبت بين عدد من المواطنين بدائرة قسم شرطة الجيزة، وتم احتجازه بدون وجه حق بديوان القسم وخلال عدة أيام تعرض للتعذيب والضرب المبرح وفق ما جاء بتحقيقات النيابة العامة وما أكده تقرير الطب الشرعى إلى أن توفى.
يقول أحمد شوقى زوج شقيقة المجنى عليه والمحامى الموكل من قبل أسرته لتولى الدعوى الجنائية: صباح يوم الواقعة، توجه إلى ديوان قسم شرطة الجيزة للجلوس مع سعد والإطلاع على موقفه القانونى إلا أنه فوجئ بحركة غير عادية وسيارات الإسعاف تقف بالخارج، شعر حينها أن هناك شيئا ما يحدث، وحينما استفسر من أحد أمناء الشرطة علم أن أحد المحتجزين بالقسم توفى، وبسؤاله عن اسمه تبين له أنه سعد.
ويؤكد "شوقى"، القضية مرت بعدة فصول قضائية وتم حفظها 3 مرات منذ 2012، إلا أنه تقدم بتظلم على قرار الحفظ وانتقلت القضية من نيابة قسم الجيزة ليتم التحقيق فيها بنيابة الحوادث تحت إشراف المستشار أسامة حنفى الذى كان يتولى رئاسة النيابة آنذاك، مشيرا إلى أنه على الرغم من أن جلسات القضية لم تتداول بالشكل الكافى إلا أنه كان على ثقة بعدالة المحكمة التى أنصفت أسرة المجنى عليه.
وأشار "شوقى" إلى أن والد سعد توفى منذ 3 أشهر وبالتحديد عقب جلسة المرافعة يوم 20 ديسمبر الماضى، مؤكدا أنه دخل فى حالة نفسية سيئة بعد تلك الجلسة وكان يشعر بأنه لن يلحق بجلسة الحكم.
"الحمد لله.. الحمد لله.. الله أكبر" عبارات قصيرة حملت معان كبيرة فى نفوس أسرة سعد سعيد، والذين أخذوا يرددونها فور إصدار المحكمة أحكاما بإدانة 6 قيادات شرطية سابقة بالقسم تورطوا فى تعذيب المجنى عليه حتى الموت.
علامات الفرحة التى غلفتها الدموع سيطرت على وجه والدة "سعد" التى حرصت رغم تقدمها فى العمر على حضور كافة جلسات المحاكمة هى ووالده الذى توفى قبل أشهر قليلة من جلسة الحكم وبالتحديد فى 20 ديسمبر الماضى عقب جلسة المرافعة فى القضية.
دخلت والدة "سعد" فى نوبة بكاء، ربما هو بكاء الفرح الذى تحقق لها حينما انتصر القضاء لنجلها الوحيد، وأخذت باقى أسرتها فى معانقتها وتهنئته، وتساءلت عن الأحكام الذى صدرت بحق المتهمين فأخبرها زوج نجالتها ووكيل المجنى عليه بمنطوق الحكم وطمأنة بأنه من المقرر القبض على المتهمين لتنفيذ الحكم.
أما شقيقة "سعد" فقفزت فى الهواء فرحة بعودة جزء من حق شقيقها الذى لم يسعفها القدر فى رؤيته بملابس زفافه فقتل تحت وطأة التعذيب قبل أيام قليلة من زواجه، تعانقت مع زوجها المحامى أحمد شوقى داخل قاعة المحكمة، والذى حمل على أعناقه أمانة تولى القضية حتى عاد بحق شقيق زوجته.
المستشار جلال الدين شوقى رئيس محكمة جنايات الجيزة والذى أصدر الحكم بإدانة المتهمين قال، إن المحكمة ستودع حيثيات حكمها الصادر اليوم خلال 20 يوما، مشيرا إلى أنه تمت إحالة دعاوى إهمال ثبت وقوعها خلال الاطلاع على التحقيقات إلى النيابة العامة لاتخاذ اللازم بشأنها وإعادة التحقيق فيها.
وأضاف "شوقى"، إنه كلما فرحنا بعودة الشرطة لاحضان الشعب، عاد البعض من الضباط وأمناء الشرطة الموتورين من ضعاف النفاس لارتكاب أحداث فردية تشوه من تلك العلاقة مجددا، وتجعل الناس تحكم على الجهاز بأكمله بالسوء.
وتابع "شوقى" فى تصريحات لـ"اليوم السابع"، أن المحكمة تنوه على أن فساد طرف فى جهة لا يعانى فساد الجهة بأكملها، وأنهم اتخذوا الإجراء الواجب تجاه الواقعة، مؤكدا أن حقهم واجب النفاذ وعلى الجهات الأمنية ضبط وإحضار المتهمين لتنفيذ الحكم الصادر ضدهم.
الحكم الذى أصدرته محكمة الجنايات قضى بحبس "هشام.ع" نقيب شرطة ومعاون مباحث قسم الجيزة، بالحبس لمدة 5 سنوات، كما قضى بحبس "ياسر.ف" ٤٣ عاما، مقدم شرطة ونائب مأمور قسم الجيزة سنة واحدة، وحبس كلا من "وائل.ع" ٣٧ سنة أمين شرطة، و"أيمن.أ" ٢٩ سنة أمين شرطة، و"هانى. ف" ٣٠ سنة أمين شرطة، و"أشرف.ع" ٣٧ شرطى 3 سنوات وإلزامهم جميعا بالمصروفات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة