أكرم القصاص - علا الشافعي

الدكتور مجدى بدران استشارى المناعة يكتب: السعادة التى يسببها "الفول"

الإثنين، 20 مارس 2017 04:00 م
الدكتور مجدى بدران استشارى المناعة يكتب: السعادة التى يسببها "الفول" الدكتور مجدى بدران

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

كتب الدكتور مجدى بدران استشارى الحساسية والمناعة مقالا لـ"اليوم السابع"، عن البقوليات وعلى رأسها الفول، الذى يمنح السعادة للمصريين، وذلك بمناسبة اليوم العالمى للسعادة.. وفيما يلى نص المقال:

البقول من أسرار خفة دم المصريين التى تعينهم منذ نشأتهم على تحمل الهموم، نلاحظ سعادة وبشاشة بائعى الفول مقارنة بالقصابين، وكثيرا ما سمعنا بائعى الفول يتغنون بالمواويل الشعبية ويتغزلون فى الفول، عكس بائعى اللحوم الذين يميلون للتجهم والعبوس.

 

اللحوم لا توفر السعادة مثل البقول، ففى الماضى كان الأجداد يتناولون الترمس مع الليمون على كورنيش النيل أو البحر فى سعادة جعلتهم يقبلون على الحياة ويكونون الأسر السعيدة، الآن يعانى ضحايا الوجبات السريعة الغربية وعشاق اللحوم من ارتفاع معدلات العنوسة وفشل الخطوبة والطلاق وتوحش السلوك اليومى، وقد برع المصرى القديم فى زراعة البقول مثل الفول والعدس والحمص والترمس والبسلة واللوبيا.

 

الفول هو أحد الأطعمة الشعبية منذ عهد الفراعنة، حيث كان يؤكل بعد طهيه بواسطة طمره فى تراب الفرن الساخن، لذا عرف باسم "متمس" ومرادفها اليوم كلمة "مدمس"، وتوجد على جدران المقابر  الفرعونية رسومات لزكائب الفول، كان المصريون القدماء يطهون الفول ويسمونه "بيصورو" وهى  "البيصارة" حاليا و"الحمص" الذى يعرف الآن باسم "الملانة"، أما العدس فكان من أهم الأغذية التى تقدم كطعام لبناة الأهرام، وطلب قوم موسى عليه السلام من الله سبحانه وتعالى تناول البقول مثل أهل مصر، والمطاعم الراقية والشهيرة فى مختلف دول العالم المتقدم تقدم البقول فى أطباق متنوعة من سلطات أو  فواتح شهية أو وجبات مطبوخة.

 

السيروتونين هو هرمون السعادة والسرور والانشراح والانبساط والمزاج المعتدل والنوم السليم، ويرتبط نقصه مع اضطراب المزاج ومشاكل النوم والسلوك العدوانى والقهرى، حيث نجد مرضى الاكتئاب ذوى السلوك الانتحارى لديهم نقص فى الناقل العصبى سيروتونين وهو الذى يتكون من الحمض الأمينى تريبتوفان.

 

والبقول أرخص أغذية السعادة والإنشراح التى تمد الإنسان بالتريبتوفان، لماذا لا يتمتع بعض المصريين بسر السعادة الفولية؟ الإجابة لقد تغيرت أنماط الحياة عند المصريين، وأصبحوا من أكثر الشعوب تناولاً للسكر والخبز الأبيض، وأدمن الكثير منهم التبغ و70 % منهم ضحايا التدخين السلبى فى بيوتهم وساهم كل ذلك فى نقص التريبتوفان عند المصريين مما جعلهم لا ينهلون من سعادة طبق الفول، من العوامل التى تؤدى إلى نقص "التريبتوفان" نقص فيتامين بـ6 وهو ضرورى لتحويل التريبتوفان إلى السيروتونين، وتناول الخبز الأبيض الخالى من الردة يحرم الإنسان من هذا الفيتامين وتناول كميات كبيرة من السكر وإدمان التبغ أو الكحول أو المخدرات والإصابة بمرض السكر وعدم إضافة فيتامين سى للبقول ولهذا يجب إضافة الليمون الطازج أو الفلفل الطازج بألوانه للبقول أو كمكونات للسلاطة المصاحبة للبقول، كما يفيد التريبتوفان فى إنتاج السيروتونين يفيد فى إنتاج هرمون الميلاتونين الذى له دور أساسى فى الساعة البيولوجية فى الانسان وتنظيم عمليه النوم وهو مضاد للأكسده يمنع السرطانات ومنشط قوى للجهاز المناعى يحد من أمراض المناعة الذاتية وله دور فى الأعمار وتأخير الشيخوخة.

يفيد التريبتوفان أيضا فى إنتاج النياسين وهو فيتامين بـ3 الذى يفيد فى إنتاج الطاقة ويحسن الشهية والهضم خاصة فى مرضى السكر، ويحتاجه الجسم لإصلاح وترميم  DNA   والاستفادة المثلى  بالكالسيوم، ونقص الناياسين يسبب مرض البلاجرا الذى يسبب التهابات جلديه تبدأ باحمرار الجلد،  ثم حساسية تنتهى بتبقع الجلد باللون الداكن وزيادة سماكة الجلد مع إسهال مزمن وآلام فى البطن واضطرابات عقليه تسبب القلق والعصبية الزائدة.

البقول ترفع المناعة وتوفر البروتينات والعديد من الفيتامينات والأملاح المعدنية، توفر البقول حمض الأرجينين وهو هام جدا لالتئام الجروح والحروق لأنه يساهم بقوة فى تكوين البروتينات، ومنها الكولاجين ويحفز الانقسام الخلوى و يساهم فى إفراز العديد من الهرمونات كهرمون النمو وتأخير الشيخوخة وله دور فى التخلص من الغازات الضارة  والأمونيا ويخفض مستوى الدهون الضارة بالدم.

 

يولد الأرجينين أكسيد النيتريك الذى يوسع الأوعية الدموية ويحد من إلتهابات الجروح، التمثيل الغذائى للأرجينين هام لعمل المخ، يتأكسد الأرجينين إلى غاز أكسيد النتريك، وينتشر هذا الغاز بسرعة من خلية إلى خلية ويعمل كواحد من الموصلات العصبية فى المخ المرتبطة بالتعلم والذاكرة، الأرجينين ينشط المخ والذكاء والتركيز والذاكرة ويزيد من تدفق الدم للمخ ويحد من الاكتئاب.

 

يدخل الأرجينين فى تكوين الشفرات الوراثية وتخليق البروتينات ويساهم فى إمداد الخلايا المبطنة للأمعاء الدقيقة بالطاقة والحفاظ على كفاءة الغشاء المخطى للأمعاء، الأرجينين يرفع المناعة حيث يزيد فى الإسراع من أعداد كافة الخلايا المناعية خاصة الخلايا الأكولة التى تستفيد به فى كافة وظائفها لتلتهم الخلايا الضارة والميكروبات، يزيد الأرجينين من إفراز وسيط كيمائى يعمل كمضاد طبيعى قوى المفعول ضد الالتهابات يحد من كافه الالتهابات والتفاعلات المناعية التى تسبب ظهور أعراض الحساسية ولولاه لاندفعت الالتهابات تدمر الأنسجة، يعانى مرضى الربو وحساسية الأنف من انخفاض هذا الوسيط وتتناسب نسبته عكسياً مع حدة المرض، توفر البقول الألياف وهى ترفع المناعة وتقلل من معدلات الحساسيات والسرطانات، بمراجعة الوجبات المصرية الحالية يتبين لنا أننا فى حاجة للمزيد من الفول وكافة البقول.










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

مشمش

مقاله جميله والله...حينما اسافر..اسبوعين او تلاته خارج مصر...اول حاجه اكلها بعد مجيئ لمصر

..فول وطعميه..وطبق سلطه مصرى

عدد الردود 0

بواسطة:

بنت مصرية

نعمة الله على المصريين !!

طبعا الفول من البروتينات المفيدة للصحة , غير انه بيعتبر جزء من تركيبة الشخصية المصرية , بمعنى انه لما تقول مصرى , اول حاجة تخطر فى بالك الفول والطعمية , وزمان ايام تسوية الفول فى المستوقد , المستوقد ده للى ميعرفش , مكان مغلق كانت بتتجمع فيه قمامة القاهرة كلها , وبيتم حرقها , طبعا بيتولد عن الحرق ده حرارة كبيرة جداااا , كان له اسقف وجدران من الحجارة اللى بتنقل الحرارة نقل ممتاز , فكانت الحرارة دى تستغل فى حاجتين , تسخين المياه المستخدمة فى الحمامات الشعبية اللى كانت منتشرة وقتها قبل دخول الصرف الصحى وتوصيلات المياه فى البيوت ( ايام السفايين ), وتدميس الفول , وكان كل تجار الفول فى مصر ياخدو قدر الفول فى العصرية , يودوها المستوقد ده , علشان تتسوى على الحرارة الناتجة من المستوقد , تسوية هادية جدااااا تستغرق الليل كله , وفى الفجر يروحوا يستلموا القدر علشان يبيعوها , ده كان العصر الذهبى لطبق الفول فى مصر , واللى منكم جده عايش ممكن يحكيله عن الفول اللى بلون الكهرمان وقوام الزبدة وريحة تجرى الريق وطعم هو مش ناسيه لغاية دلوقتى !!وممكن يقولك بالحرف ( الفول زمان كان احلى من الكباب دلوقتى ),كمان انا بعتبر الفول من نعم ربنا على مصر , لأنه رفيق الشدائد والأزمات الأقتصادية , ولولاه مكانوش المصريين صبروا على الأزمات ولا كانوا الفقرا والغلابة عاشوا !! تخيلوا لو مصر مفيهاش فول , فى ظل الغلاء الفاحش اللى احنا فيه حاليا , كنا هناكل ايه ؟؟ بوجود الفول اصبحت ممكن تفطر انت ومراتك وولادك بخمسة جنيه مثلا , مفيش اى حاجة تانية ممكن تفطر اربع افراد بخمسة جنيه غير الفول !! يبقى اذن من نعم ربنا علينا انه عندنا الفول , والا كانت ناس كتير جداااا هتموت من الجوع !! فالحمد لله على نعمة الفول ربنا يديمها علينا .

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة