نانى مختار تكتب: صالونات قديمة للبيع

الأربعاء، 15 مارس 2017 12:00 ص
نانى مختار تكتب: صالونات قديمة للبيع أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

هل حدث أن تأملت يوما فى صالون بيتكم أكثر من اللازم؟ هل هو مدهب ؟ هل فقد لمعته وبريقه؟ هل وصل بك الحال الى ملاحظة هل لون الصالون مناسب الى لون السجاد؟

كل هذا التأمل شىء جميل لكن عندما يحدث فى وقت هام يصبح كارثة لأشخاص آخرين.

حبيبتى المقبلة على سن الجواز ..حبيبى اللى مقبل على سن الجواز... اليكم هذا الكلام:

اليوم تستقبلين العريس ابن جار صاحبة اخت عمة بنت اخوكى  ... القرابة ليست بعيدة  اليس كذلك!  هذا الرجل الذى لا تعرفين عنه شيئا سوى من أمه وهذه الشهادة بالطبع غير مأخوذ بها.. وهذا عملا بالمبدأ التاريخى " القرد فى عينه امه غزال". هذا الذى لم تريه سوى فى صورة على الفيس بوك كان كان وضعها من اوساط حقبة الهكسوس وهو فى ربيع عمره. هذه الصورة التى صورها لنفسه بأحكام لأجل هذا اليوم المترقب قبل أن يكتظ بشحوم متعددة فى منطقة وسط الملعب.

كل ما يجب عليكى فعله هو ان تذكرى نفسك  اثناء هذه المقابلة أن الصدف السعيدة تحدث مرة واحدة فى الحياه وأن الحياه ستضحك لكى مرة واحدة  فقط.. أقصد ستضحك عليك.

ثم ندخل فى فقرة " وانا عاصر على نفسى لمونة" أو فقرة " رضا الله من رضا الوالدين" أو سرحا فى مبدأ  أغنية " ايام وبنعيشها" .. ترتضى ان تقابلى شخصا يعتبر وجهك كوجه عارضة الازياء .. حيث يحسب به خطوط الطول والعرض .. ويسجل بعد عينك عن بعضها خوفا من مرض الحول ... ويعد شعرك شعرة شعرة لان الصلع قادم قادم لا محالة.. ويحلل فتحات مناخيرك وطولها املا فى امرأة صوت نومها كصوت سريان الماء بدون قلق أو شخير...كل هذا يا عزيزتى يحلله من اول مرة يرى فيها صورتك " اللى انت حطاها سد خانة وخلاص علشان تتجنبى قرف الصور الحلوة."

ويأتى المتعوس فى اليوم والساعة المترقبة وانت بعد ساعات من العمل وقد فقدت كل ذرة من ذرات صبرك على البلاء. يدخل وفى يديه حلوى كان قد اشتراها بثمن اغلى من الشبكة التى سيشتريها لكى .. وهذا طبعا عملا بمبدأ" اخزى العين" و " أقرب طريق الى قلب الست المصرية معدتها" ...فتعتقدى للحظة انه كريم فتعطيه الحاجة السقعة وهو يحمر خجلا " قال يعنى اول مرة يتقدم لواحدة" فيشربها على دفعة واحدة  كما يشرب عصير القصب .

 

ويبدأ بالسؤال الممل وهو بياكل الكيك " مين اللى عمل الكيكة دي؟" فأمك تعطيكى كتف لتقولى له" انا طبعا امال والدتي" وهو اصلا لم يحبها لا من والدتك ولا من منك اذا عملتيها. ولكن الموقف يفرض هذا الكلام المناسباتى المتعفن.يقرر وتقرريين من اول سؤال يسأله لك ومن أول تعبير يظهر على وجهك ووجهه انكم لا تصلحون لبعضكم البعض. ولكن كنوع من انواع قضاء الوقت تستهلكون بعضكم بالاسئلة عملا بمبدأ " طالما جينا وجبنا الكيك يبقى لازم نأخد حقنا فى الاسئلة" .

وتأتى لحظة حين تتأملين فى الصالون هذا الذى تجلسين عليه صدفة فى بيتك ... هذا الصالون الذى تحمل ثقل هذه المقابلات ومازال يتحمل ... هذا الصالون الذى حمل تاريخ جدتك وامك فى المقابلات المئة والعشرون التى اجروها ليفوزوا بعريسهم الحالى ... ثم يخرج ويأتى غيره ويبقى لك الصالون فى كل الأحوال.







مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة