مصطفى أبوزيد يكتب: واقعة الشيكولاتة.. بين الحلال والحرام

الإثنين، 13 مارس 2017 04:00 م
مصطفى أبوزيد يكتب: واقعة الشيكولاتة.. بين الحلال والحرام المتهم بواقعة سرقة الشيكولاتة

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

أثارت قضية الأب الذى كشفته كاميرات المراقبة عن سرقته للشيكولاتة ليعطيها لابنه العديد من الجدال واللغط على نطاق واسع على مواقع التواصل الاجتماعى، ما بين مؤيد لفكرة أنه لم يهدف السرقة بقصد السرقة نفسها، وأنه إذا كان يطمح فى ذلك كان الأولى أن يسرق شيئا ذا قيمة وليس مجرد شيكولاتة.

 

أما الجانب المعارض، فهو يتحدث من منطلق أنها سرقة ويجب أن يأخذ عقابه حتى لا يكون هذا مثالا ويفتح المجال أمام تكرار تلك النوعية من السرقات، وهذا الجانب المعارض لا يتقبل فكرة تطبيق روح القانون فى أن هذا أب وابنه طلب منه ذلك، ويبدو أنه لا يملك ثمن هذا، ولذلك اضطر إلى فعل ذلك الجرم.

 

وهنا يحضرنى فى هذا السياق موقف حدث بالفعل، أن فتاة قامت بسرقة بعض الملابس وكانت مراقبة من قبل أمن المول فى إحدى الدول العربية، وبالفعل تم توقيفها والقيام بتفتيشها، وتم العثور على تلك الملابس، وتم طلب الشرطة لها، ولكن قام صاحب المتجر بالإسراع إليها وتنازل عن حقه عن القيام بعمل محضر بالواقعة بل عرض عليها الملابس بدون مقابل، وعندما سئل عن ذلك كانت الإجابة الله يعلم كم تحتاج لها ولن تجعلنى تلك الملابس فقيرا إذا أخذتها وجعلنى الله ممن يسترون العباد.

 

هنا كان الفعل بمبدأ الظن الحسن فى الاحتياج لفعل ذلك لستر نفسها بتلك الملابس، وليس بقصد السرقة المتعمد، واعتقد أن الحالة الخاصة بالأب تندرج تحت هذا السياق، نظرا للظروف والأعباء الاقتصادية المتزايدة على كاهل المواطنين، وأن قطاعا كبيرا من المواطنين باتوا يعانون من تزايد الأسعار المتلاحقة التى معها جعلت دخولهم تتلاشى تقريبا، والتى تجعل الآباء فى موقف العجز أمام المتطلبات والالتزامات اليومية والمعيشية، وإذا قمنا بالحكم فى تلك القضية على مبدأ الحلال والحرام ننظر فى هذا الأب ونبحث فى حالته الاجتماعية هل هو مضطر لفعل تلك السرقة نظرا لأنه محدود الدخل وظروفه المعيشية صعبة؟، هنا يجب أن يتم تطبيق روح القانون وأنه أقدم على هذا بغريزة الأب، أما لو كانت حالته الاقتصادية فى مستوى مناسب وأقدم على هذا الفعل فعندها يتم تطبيق القانون عليه كأى جريمة سرقة عادية.

 

هذا ليس دفاعا عن جريمة السرقة أو عدم تطبيق القانون وإنما إعمال الرحمة والنظر إلى خلفية من أقدم على تلك الأفعال كما كان يفعل فى عهود الخلافة الأموية والعباسية وحتى دولة المماليك فى مصر، فكان القضاء بحكم بروح القانون بجانب الأدلة والثبوت.







مشاركة




التعليقات 3

عدد الردود 0

بواسطة:

ابواحمد

مجاملة لصاحب المتجر

لما يكون فيه جريمة كبرى نجد الشرطة تاتي بعد يوم واكيد صاحب المتجر يعرف حد من قسم الشرطة ولذلك حضرت بسرعة ...هنا عدة اشخاص عليهم اللوم اولا صاحب المتجر كان لازم يعفو بل ويتصدق....ثانيا ضابط القسم كان دفع قيمة المبلغ من جيبه وينقذ الرجل ولو الاثنين طلعوا بخلاء وعديمي الذوق المفروض وكيل النيابة الكل اجرم في حق الرجل الشريف كفاياه قهر الفقر يزيدوا عليه قهر الحبس .حسبي الله ونعم تلوكيل

عدد الردود 0

بواسطة:

مصرية من زمان

لا مبرر للسرقة

هو اولا لم يسرق رعيف عيش ليطعم ابنه .. ثانيا هو كده بيعلم ابنه ان اللي مش حاتقدر تجيبه لضبق ذات اليد اسرقه .. وطبعا النهاردة حانسرق الشيكولاتة واللي هي مش حاجة اساسية في طعام ابنه وبكرة نسرق فرخة علشان الولد محتاج تغذية وهكذا لحد مانسرق محل جواهرجي علشان الولد عاوز يخطب ومامعوش حق الشبكة .. السرقة هي السرقة والشيكولاتة زي الفرخة زي خاتم الشبكة

عدد الردود 0

بواسطة:

أحمد نصر الدين

حكمة الخليفة عمر رضي الله عنه

.. كما هو معروف عندما عطل الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه حد قطع يد السارق في عام المجاعة... .. يجب على أصحاب رؤوس الأموال وأثرياء المجتمع التضحية بالأموال بإيجابية تعود على المجتمع وعليهم بالخير حتى ولو على مدى طويل... .. والواقع حينما يكون هنالك عدالة اجتماعية وتوزيع الثروات بالعدل وإتاحة فرص العمل الشريف للناس .. حينئذ تقل نسبة المحرومين حتى تنعدم تماما.. فيأمن كل إنسان على ماله وعرضه ونفسه.. ومما يرويه التاريخ بفخر واعتزاز أن خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز (63 - 101هـ) كتب إليه أحد عماله (ولاته) يطلب منه أن يُقطعه مالا (أي يحدد له ميزانية) لترميم المدينة التي يتولي أمرها, ويبني حولها سورا يحصّنها به. فكتب إليه الخليفة عمر بن عبدالعزيز ردّا يقول فيه «...بل حصّنها بالعدل, ورمّمها بتنقية طرقها من الظلم..».

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة