بالصور.. لو عايز تحنط "ثعلب" أو "ذئب" هات ملح وفورمالين وعم جرجس هيقولك تعمل إيه.. أقدم مٌحنط بقنا: التحنيط عقاب للحيوان لمهاجمته المحاصيل الزراعية.. ويؤكد: البعض يعلقها على المنازل بزعم درء الحسد

حينما تهاجم الحيوانات زراعتهم يقررون معاقبتها، وتحنيطها على منازلهم القريبة من الزراعات أو وضعها على عصا فى منتصف المحصول، حتى تكون عبرة لغيرها من الحيوانات والزواحف إذا أقدمت على مهاجمة المحصول مرة أخرى، وهناك من يقوم بتعليقها درءاً للحسد، تلك العادات اشتهر بها أبناء محافظة قنا، وخاصة قرية أبو قرقاص بمركز قوص.

 أقدم صنايعى "تحنيط"
 

تفاصيل تلك العادة يرويها لـ"اليوم السابع" عم جرجس يوسف أقدم صنايعى تحنيط الحيوانات بمحافظة قنا قائلاً:" الصنعة تعلمتها منذ حوالى 50 سنة فى أنا أقيم بمركز قوص، ويشتهر بزراعة قصب السكر والقمح، نظراً للمساحات الزراعية الموجودة فى تلك المناطق، وأنا أعمل داخل مصنع الخزف التى يصنع من الطين الجبلية، وفكرة التحنيط بدأت عندما أمسكنا بثعلب قام بمهاجمة الطيور الموجودة فى المزرعة، وبعد وفاته قمنا بعملية التحنيط بتفريغ الأمعاء ووضع كميات كبيرة من الملح والقطن وبعض المواد التى تساعد فى بقائه لعدة سنوات.

وأضاف: "أغلب المزارعين كانوا يصطادون الزواحف والحيوانات التى تكون ضارة للمحصول الزراعى، وتقوم بعمليات تخريب، ويأتى المزارع بالحيوان بعد اصطياده، ثم تأتى عملية التحنيط والتى تستمر لمدة 15 يوماً بعد إضافة ملح ومادة "الفورمالين" للشىء المحنط، وهى تساعد فى بقاءه لمدة طويلة تصل لعدة سنوات، ثم يتم كتابة لوحة صغيرة على جسم الحيوان وصفته والسنة التى تم تحنيطه حتى يؤرخ بعدد السنوات التى يظل عليها، وهناك بعض المزارعين تقوم بأخذ الشىء المحنط، ووضعه فى المنازل كنوع من الزينة، وآخرون يقومون ببيعه فى السوق، وبعض المزارعين يأخذونه ويضعونه علامات تحذيرية لأقرانه من ذات النوع بأنه سيكون مصيره بتلك الطريق فى حالة التفكير بمهاجمة المحصول الزراعى أو المزارع، وبعض السيدات تقوم بتعليق الحيوان على المنازل لدرء الحسد، وخاصة رأس الخروف، والورنة وهو نوع من الزواحف التى تشبه التماسيح، وهى نوع كبير من السحالى واسع الانتشار فى ترع نجع حمادى ودشنا وقوص بنهر النيل، وتلك عادات قديمة مورثة منذ القدم وهناك من يعلقها رمزاً لقوة صاحب البيت خاصة الحيونات المفترسة مثل "الديب".

صناعة التحنيط بين التاريخ وضياع الصناعة
 

تحولت صناعة"التحنيط" التى تعلمها أبناء محافظة قنا، من بعض موروثات القدماء المصريين، الموجوده على المعابد فى محافظات الصعيد، إلى مهنة غابت وتوقفت حتى تم إغلاق بيت التحنيط الموجوده بمركز قوص، بعد الانتقال إلى المنطقة التى شهدت تحنيط الحيوانات إلى غرفة مغلقة، يرفض القائمون عليها فتح تلك الغرفة التى يوجد بها بعض الحيونات التى تم تحنيطها وكانت موجوده فى السابع معرضاً للزائرين إلى مصنع قوص، وهو أقدم مكان يصنع فيه "الخزف".

غرفة التحنيط وجدت لوحة معلقة على المتحف مكتوب عليها:" كشافة وادى النيل فرع جراجوس متحف التحنيط" وبجوار اللوحة يوجد رأس غزال موضوع رمزاً للمكان التى كان متحف للتحنيط فى السابق وكان يوضع الشىء المحنط بداخله وعلى أسم الشخص الذى قام بإصطيادة، فى الخلف يوجد شباك صغير يظهر بداخل الغرفة الأشياء التى تم تحنيطها، وهى عبارة عن حيوان معروف عند الصعايدة بـ"أبو الحسين" وهو يقوم بخنق وقتل الفراخ والحمام، وبعض الثعابين والزواحف الأخرى.

القنائيون:" نفسنا بيت التحتيط يرجع "
 

يقول محمد سيد أحد أهالى قرية أبو جراجوس: نفسى يتم فتح بيت التحنيط مرة أخرى، وناشدنا محافظ قنا أكثر من مرة، دون استجابة، ونفسنا صناعة التحنيط ترجع مرة أخرى، وبيت التحنيط فيه أشياء نادرة، موجودة منذ حوالى 100 عام، والصناعة توقفت بسبب إغلاق متحف التحنيط الموجود بالقرية، والصعيد يمتلك الكثير من الأشياء الجميلة، لكن الإهمال وعدم الاهتمام بتلك الأشياء قلل من قيمتها.

رأس غزالة محنطة داخل المتحف بقنا

لوحة موجودة على متحف التحنيط المغلق بقنا

حيوان "أبو الحسين" الذى يهاجم الطيور داخل المتحف

حيوانات وزواحف داخل متحف التحنيط

غزالة تم تحنيطها ووضعها على بوابة المتحف

المكان الذى كان يصنع فيه التحنيط بقنا

حيوان "ابوز الحسين" بعد تحنيطة بقنا

أجانب داخل قرية بيع الخزف بقنا

لافتة مكتوب عليها متحف التحنيط بقنا

متحف التحنيط بقرية جراجوس بقنا

حيوانات وزواحف تم تحنيطها بقنا

غزالة داخل متحف التحنيط بقنا

محرر اليوم السابع مع أقدم صنايعى تحنيط بقنا

ورنة ضبطها الأهالى بقنا