قالت صحيفة "التيمبو" الإسبانية، إن هناك إجماعا فى الدول الأوروبية على التصعيد ضد نظام الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، مشيرة إلى أن أردوغان لم يعد يمتلك أصدقاء فى المنطقة بخلاف روسيا.
وأوضحت الصحيفة، فى تقرير لها اليوم، أن الأسلوب الإنفعالى الذى يتبعه أردوغان يزيد من عمق الجراح بين الأتراك والأوروبيين، ويدفع صبر الدول الأوروبية إلى النفاذ، فدائرة الأعداء تتسع حول تركيا ودول القارة العجوز أصبحت تتحد ضد أنقرة، وفى ظل الخلافات الأوربية الأمريكية على خلفية الأزمة السورية وتوسع دور روسيا فى المنطقة، أصبحت موسكو الصديق الأمثل للدول الأوربية".
وأضافت الصحيفة، أن إقدام هولندا على منع وزير الخارجية التركى من السفر إلى روتردام يعكس اتساع الفجوة بين أنقرة ودول الاتحاد الأوروبى، كما يعكس نفاذ صبر أوروبا على سياسات أردوغان، وأيضا تشير إلى استحالة اتخاذ أوروبا خطوة ضم تركيا إلى الاتحاد فى يوم من الأيام، خاصة أن قرارات أردوغان تتعارض فى كثير مع منظورها القيمى ومصالحها الاستيراتيجية.
لكن المثير للدهشة ـ بحسب الصحيفة ـ هو أن تركيا تصف ما قامت به هولندا أنه يوم أسود على الديمقراطية الأوروبية، حيث وصف متحدث الرئاسة التركية إبراهيم قالن، ما فعلته الحكومة الهولندية، تجاه الوزراء الأتراك، بـ"اليوم الأسود للديمقراطية الأوروبية"، وكتب قالن على صفحته بموقع التواصل الاجتماعى تويتر "المنع الذى فرضته الحكومة الهولندية على الوزراء الأتراك، واستخدامها القوة ضد المتظاهرين السلميين، يعد يوما أسودا للديمقراطية الأوروبية".
وأشارت إلى أن هناك قلق كبير فى أوروبا من قبل أردوغان الإسلامى السلطوى، الذى استغل الانقلاب لإطلاق العنان لحملة من القمع والاضطهاد للقضاء على المعارضة، وعلى الرغم من أن أوروبا تحتاج اردوغان وتركيا لاحتواء موجات اللاجئين إلى أراضيها، لكن ألمانيا وأوروبا رفضتا الانصياع لسياسته الاستفزازية وأسلوب الضغط والابتزاز الذى يمارسه على خلفية اتفاقية اللاجئين.
وتتسع دائرة التوتر بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبى لتبلغ مستوى غير مسبوق، خاصة أنها ليست المرة الأولى فى أقل من أسبوعين يصف فيها أردوغان إحدى الدول الأوروبية بـ"النازية"، حيث سبق وقال إن سياسات ألمانيا الحالية أشبه ما تكون بالنازية على خلفية إلغاء سلطات مدينة جاجيناو زيارة وزير العدل التركى بكير بوزداق للمدينة لإلقاء كلمة أمام الجالية التركية فيها حيال الاستفتاء.
وهدد بعقوبات سياسية واقتصادية قاسية إذا منعت هولندا هبوط طائرته وهو التهديد الذى كان حاسما فى قرار الحكومة الهولندية بسحب تصريح هبوط طائرته.
لكن الخلافات بين تركيا والاتحاد الأوروبى لا تقف عند هذه المسألة، فعلى الرغم من أن هذه الأزمات هى الأقوى لكن هناك مشكلات آخرى بين الطرفين وذلك من خلال شن أنقرة حملة عسكرية مثيرة للجدل على الأقلية الكردية فى الجنوب الشرقى تحت حجج القضاء على حزب العمال الكردستانى مما أدى إلى مقتل ما يقرب من 1200 من المدنيين فضلا عن تدمير قرى بأكملها ونزوح بين 350 و500 ألف شخص غالبيتهم من الأكراد، فضلا عن خلافات الهجرة غير الشرعية، وذلك يرجع إلى اتهام الطرفين المتبادل بالتقصير فى تنفيذ اتفاقية اللاجئين المثيرة للجدل والتى تهدف إلى الحد من وصول اللاجئين السوريين والعراقيين والليبيين بشكل خاص إلى أوروبا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة