أصدرت دار الحضارة للنشر كتاب "أنثروبولوجيا الـشعر والحجاب منذ أقدم العصور حتى العصر الحاضر" للدكتور حيدر إبراهيم على.
ومن أجواء الكتاب: يعتبر الشعر ميدانا للتنافس بين الفرد والمجتمع، أى حسب درجة التمرد، والمسايرة، والإذعان، فمن الملاحظ أن الحركات الاجتماعية المتمردة، أو الثائرة، أو المجددة، تبدأ الإعلان عن أفكارها، ومواقفها بتغيير شكل الشعر على الرأس، أو إطلاق اللحية، فالفرد الداعى للتغيير والاختلاف، يدرك أن أشد ما يستفز المجتمع- بالمعنى الإيجابى أو السلبى للكلمة ويصدم عينه، هو شكل الشعر.
وقد أدرك الخارجون عن المجتمع، والمتمردون، واللامنتمون، أن الطريقة التى يستخدمون بها أجسادهم، وهنا الشعر جزء مهم منها، هى من أنجح الوسائل لتوصيل المعانى والرسائل للآخر، وفى بعض الأحيان، الشعر رمز الرجل الحر وحتى اللحية، وقد أخذ الشعر الطويل واللحية الكثيفة عند الشباب، معنى يرمز للحرية، وخلال ثورة الشباب التى شهدتها أوروبا الغربية، أى ثورة 1968، وحتى نهاية سبعينيات القرن العشرين، وما بعد ذلك، أصبح الشعر الطويل، لفترة معينة، رمزا للاحتجاج ضد المؤسسية أو المؤسسات institutions مثل الأسرة، الدولة، الدين.
