فى الموعد المحدد لاستلام نتيجة التحاليل النهائية تلقت "ميريت" خبر مرضها بالروماتيد فى صمت، ازدحمت الخواطر فى عقلها فى طريقها من العيادة للمنزل، استسلمت للصمت فترة لا بأس بها، قضت ساعات النهار نصف نائمة، يستيقظ بداخلها الوجع مع اقتراب الليل، تلجأ للمسكنات فتهدأ قليلاً لتكمل صمتاً طويلاً لا يقطعه سوى محاولات الأقارب للاطمئنان، مرت الشهور بين صدمة المرض والبحث عن أمل خلف شاشة حاسبها النقال الذى كان رفيقاً لرحلتها مع المرض، كتبت اسم المرض وانتظرت النتائج التى أخذتها بين طريقة علاج وأخرى، تقنيات جديدة اكتشفها العلم فى التداوى، حتى عثرت على أبطال قصص تشبه حكايتها، وجدت من يتحدث عن المرض نفسه وعن أمراض أشد منه فتكاً، ويتحدثون أيضاً عن الأمل والإرادة والعزيمة والطاقة التى بحسب رواياتهم قادرة على الخروج من أصعب الأزمات وطأة، استقرت على مصطلح الـEFT وتعريفه القصير على الإنترنت "تقنية العلاج بالراحة النفسية" ثم بدأت رحلة الخروج.
ميريت السكرى
ميريت السكرى
وتحكى "ميريت" التى تعلمت فى رحلتها كل مراحل العلاج، وطبقته على حالتها بالفعل، وتقول علم الـEFT أثبت نجاحه فى العديد من الدراسات العلمية على مجموعة متنوعة من القضايا الصحية، والمشكلات النفسية، ومشكلات الأداء، كالصداع، والقلق، والربو، والخوف، وتخفيف الألم سواء في الظهر أو الركب أو المفاصل، وضغط الدم، والإدمان، وفقدان الشهية والشره المرضي، وغيرها من الأمراض.
ميريت السكرى
وعن طريقة عمل هذه التقنية تشرح "السكرى": فى بعض الحالات قد يعانى صاحب المشكلة لفترة طويلة دون وجود سبب مرضى واضح، على الرغم من الاستعانة بأطباء متخصصين وتعاطى الأدوية المناسبة للمرض، وعلى الرغم من ذلك فإن آلام المرض تكون مصاحبة للمريض طوال الوقت، وتزداد فى حالة تعرضه للإرهاق أو لضغط عصبى زائد، ويعتمد العلاج على تحديد المشكلة والعمل على مخاطبة المخ من خلال حركات بسيطة ومجموع من التدريبات النفسية والعقلية، على سبيل المثال "يدى تؤلمنى.. فأضع شكلا ولونًا للألم".
وتكمل: بعد تخيل شكل ولون للألم أضع رقمًا لحجم الألم من (0 :10)، وفى نهاية الأمر أحاول تقييم حجم الألم من 1 إلى 10 مرة أخرى.
فى جلسات جماعية مارست "ميريت" تدريبات الطاقة فى صبر، حركات بسيطة تشرح أهميتها فى التأثير على مواطن الإدراك والإحساس بالعقل الباطن، وغيرها من التفاصيل التى تؤكد "السكرى" تأثيرها القوى على الحالة النفسية وبالتالى على مواجهة الألم أياً كان حجمه أو قوته.
ميريت السكرى مع زوجها
لم يكن "ياسر" هو المستجيب الوحيد لتقنية العلاج التى بدأت "ميريت" فى الترويج لها فى محيط معارفها وأصدقائها، فتحول الأمر بعد فترة من وسيلة للنجاة إلى منهج تعيشه يومياً، افتتحت مركز خاص بالعلاج، وبدأت الجلسات الجماعية فى الاتساع، وزاد عدد المقتنعين تدريجياً، حتى كان العلاج سبب فى شفاء حالات أخرى من أمراض مختلفة، ويلجأ له البعض فى علاج أزمات نفسية قوية.
وتقول "ميريت": بدأت فى توصيل الفكرة وتجربتها على الكثير من الحالات ممن اقتنعوا بالعلاج، وبدئوا فى ملاحظة النتائج الإيجابية تدريجياً.
وتوضح أن تقنية الراحة النفسية لا تحتاج إلى الكثير من التدريب أو الوقت وإنما يمكن ممارستها فى السيارة، والبيت، والأماكن العامة، وتوضح أن علماء الطب على مستوى العالم يجرون الأبحاث يومياً عن علاقة الراحة النفسية بالأعراض المرضية الشديدة، وعن فوائد العلاج النفسى والعلاج بالطاقة فى الشفاء من الكثير من الأمراض، وهى التقنية التى بدأت بالفعل فى الانتشار على مستوى العالم رغم عمرها القصير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة